انتخابات اتحاد الكرة اليمني على صفيح ساخن.. إقصاءات واستقالات وتصريحات نارية
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من أحمد أبوزينه
يترقب الشارع الرياضي اليمني، بشغف إجراء انتخابات مجلس إدارة الاتحاد اليمني لكرة القدم، بعد تزايد حدة الانتقادات، بإعلان القائمة النهائية للمرشحين، للانتخابات التي ستقام الإثنين المقبل بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك للفترة الممتدة بين 2024-2028، العملية الانتخابية ستتم بإشراف مباشر من مندوبي الاتحادين الدولي (FIFA) والآسيوي (AFC).
القائمة التي رافقتها موجة من السخط في وسائل التواصل الاجتماعي، تضمنت تواجد رجل الاعمال أحمد العيسي كمرشح وحيد لمنصب الرئيس، مع 2 مرشحين لمنصب النائب الأول، 5 لمنصب النائب الثاني، و18 مرشحاً لعضوية مجلس الإدارة، منهم 7 من أعضاء مجلس الإدارة الحالي.
استقالات وعراك اللجنة الأولمبية والاتحاد
وسبق العملية الانتخابية، قرار مفاجئ باستقالة رئيس لجنة الانتخابات نبيل الفقية، برسالة قال: “بعض القرارات والممارسات التي تمت داخل وخارج اللجنة لم تستند إلى مسوغات قانونية واضحة، واضعفت إمكانية العدالة والشفافية “.
اللجنة الأولمبية اليمنية، سجلت حضورها في هذا المعترك الساخن، وخاطبت الاتحاد اليمني لكرة القدم بمذكرة رسمية، تقول: “لاحظنا العديد من المخالفات أثناء ترتيبكم للانتخابات، في وقت كان على الاتحاد الالتزام بالإجراءات القانونية تماشيا مع مفردات الحوكمة الرشيدة والحياد والشفافية وفقاً لنص المادة 35.
وأضافت: “نأسف لتجاهكم لنا، حيث لم تعلم اللجنة بموضوع الانتخابات إلا من وسائل الاعلام فيما المفروض قيام الاتحاد بإشعار اللجنة الأولمبية بصورة رسمية من الوهلة الأولى مع ارفاق كافة الوثائق المتعلقة بهذه الانتخابات”.
ليأتي الرد من الاتحاد برسالة شديدة اللهجة: “يؤسفنا القول إن قراءتكم للنظام الأساسي للاتحاد اليمني، قاصرة ومن الصعب القبول بتوصياتكم الواردة في رسالتكم المخالفة للنظام الأساسي للاتحاد”.
وأضاف الاتحاد: “لا يوجد في النظام الأساسي للاتحاد ولوائح وأنظمة الفيفا أو الاتحاد الاسيوي ما يلزمنا بأخذ موافقتكم المسبقة على إجراءاتنا، لكن تصرفاتكم وبعض أعضاء اللجنة افقدكم الحياد ولا يمكن قبول ذلك”.
إقصاء المرشحين
تزايدت حدة الانتقادات لقيادة الاتحاد اليمني ولجنة الانتخابات، بعد إزاحة المرشح إبراهيم السويدي من المنافسة على رئاسة الاتحاد، بعد تصويت لجنة الانتخابات برفض ملفه، بحجة عدم تطابق وثائقه مع المتطلبات، ليتقدم بالطعن وقوبل ذلك بالرفض، وأكد نادي العروبة صنعاء، في بيان رسمي أنه سيتخذ الإجراءات المناسبة عبر الاتحادين الآسيوي والدولي والقضاء المحلي، تجاه مرشحه السويدي.
ولم تتعاط لجنة الانتخابات مع ملف رجل الأعمال هاني الصيادي بسبب التأخر في تقديم ملف ترشحه، ليفند ذلك نادي الشعلة عدن، عن مرشحه الصيادي، الذي أعلن أنه سيلجأ لمحكمة التحكيم الرياضية (CAS) للطعن في القرار، ومقاضاة الاتحاد، وهذا الأخير أكد أن الأمور تتم وفقاً لخارطة الطريق ولائحة الانتخابات والنظام الأساسي للاتحاد المعتمد من الاتحادين الدولي والأسيوي.
انتقادات الشارع
واجهت التجهيزات للانتخابات جدلاً واسعاً وانتقادات من الشارع الرياضي اليمني، حيث تم وصف إدارة الاتحاد الحالي بالفشل والفساد، خصوصاً مع تراجع مستوى كرة القدم اليمنية خلال الأعوام الماضية، الاتحاد أرجع هذه الانتقادات إلى الظروف الأمنية في اليمن وتوقف الدعم الحكومي لأنشطته.
كان ينتظر الكثيرون، أن تكون الانتخابات فرصة لإحداث تغيير جذري في قيادة الاتحاد اليمني، إلا أن الظروف المحيطة تشير إلى تمديد فترة رئاسية لرجال الاعمال أحمد العيسي، الذي قضى 20 عاماً في هذا المنصب، ليضفر بأربع سنوات إضافية.
هذه الانتخابات تمثل منعطفاً جديداً لكرة القدم اليمنية، لكن استمرار التحديات القانونية والانتقادات الشعبية قد يعوق تحقيق التغيير المنشود، مما يعكس واقعاً معقداً يحيط بكرة القدم في البلاد.