“البحري”.. مترجم يمني أجبره “الانقلاب” على حمل البندقية وقتال الحوثيين
محمد البحري شاب يمني ترك مهنة الترجمة والتحق بالجيش الوطني خوفا من بطش الحوثيين. يمن مونيتور/ مأرب/ من عبدالله القادري
كان يعمل مترجما لأحدى السفارات في العاصمة اليمنية صنعاء، لكن الشاب “محمد البحري” ترك وظيفته بعد انقلاب الحوثيين على السلطة، وقرر الالتحاق بجبهات القتال التابعة للحكومة.
ومنذ أكثر من عام ونصف، يرابط الشاب الثلاثيني الذي ينحدر من محافظة ذمار جنوبي العاصمة، في جبال ومرتفعات محافظة مأرب النفطية، شرقي صنعاء، حاملا بندقيته التي لا تفارقه.
في قمة جبل “الطريف” بجبهة المخدرة شمالي صرواح التابعة لمحافظة مأرب، كان “البحري” يتحدث لـ”يمن مونيتور”، وبجانبه عدد من رفاقه الذين استعادوا الجبل مؤخرا، عن اللحظات التي قرر فيها ترك مهنته المرموقة، والالتحاق بصفوف الجيش الوطني.
يحمل محمد، المولود في بلدة “عتمة” بذمار، شهادة البكالوريوس في الترجمة من جامعة دار السلام، كما حضّر الماجستير في ذات التخصص بجامعة صنعاء، كبرى الجامعات الحكومية اليمنية.
عقب اجتياح الحوثيين صنعاء، في سبتمبر/ أيلول 2014، وسيطرتهم على مفاصل الدولة، كان محمد عرضة للمضايقات الحوثية، ما جعله يفكر بالرحيل عن العاصمة ومواجهة ذلك الانقلاب، خوفا من البطش وحملة الاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.
يقول محمد لـ”يمن مونيتور” : “الوضع الذي آلت إليه البلاد أصبح لا يُرضي أي مواطن حر”.
التحق “البحري” بمعسكرات الجيش الوطني التي كانت في طور النشأة حينذاك، وحمل البندقية، التي كانت آخر ما يفكر في حمله خلال مشوار حياته، حسب تعبيره.
ويضيف، “كان القلم هو سلاحي الذي أفتخر به، لكن الاستفزازت وحملة الملاحقات التي تعرضنا لها جعلتني لا أتردد في حمل البندقية وترك أهلي وأسرتي”.
منذ ذلك التاريخ ، شارك محمد رفاقه في الجيش الوطني والمقاومة، معارك التحرير في كافة أراضي مأرب، ورابط في الجبال وخلف المتارس غير مبال بالقذائف التي كان الحوثيون يرسلونها.
وتبرهن قصة محمد البحري، على حجم الغصة التي تركها الحوثيون في حلق كل يمني، واستعداد غالبية الناس للتضحية بأعز ما يملكون من مهن عملية رفيعة وترك ديارهم للالتحاق بجبهات القتال.
ويقبع في سجون الحوثيين السرية مئات من الناشطين والسياسيين والصحفيين، تهمتهم الوحيدة أنهم ضد الإنقلاب ويرفضون أساليب الحوثي الهمجية.