(الحوثي/صالح) يتمسكون بسلاحهم و (ولد الشيخ) لا يريد جولة جديدة للمفاوضات
يتمسك الحوثيون والرئيس اليمني السابق بحل شامل يبدأ بالترتيبات السياسية قبل استعادة الأمن والدولة في البلاد، رافضين الانخراط في أي مفاوضات لا تلبي طموحات التحالف الذي أعلن عن تشكيل حكومة في صنعاء موازية للحكومة المعترف بها دولياً. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
يتمسك الحوثيون والرئيس اليمني السابق بحل شامل يبدأ بالترتيبات السياسية قبل استعادة الأمن والدولة في البلاد، رافضين الانخراط في أي مفاوضات لا تلبي طموحات التحالف الذي أعلن عن تشكيل حكومة في صنعاء موازية للحكومة المعترف بها دولياً.
فيما يفضل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الجولات المكوكية بين الأطراف حتى الاتفاق على جولة جديدة للمشاورات كما حدث في الكويت.
ورغم تأكيد وفد تحالف صنعاء الموجود في مسقط القبول بالهدنة لمدة 72 ساعة إلا أنه ألحقه بكم كبير من الاشتراطات في خطة السلام التي قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد إنه سيقدمها خلال أسبوعين، ويطلب الحوثيين بقائهم مسلحين تحت ذريعة “مواجهة القاعدة وما يطلق على نفسه تنظيم الدولة”.
وأكد المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام الاتفاق مع الأمم المتحدة على هدنة تستمر 72 ساعة يتم خلالها تفعيل لجان التهدئة المحلية ولجنة “ظهران الجنوب” السعودية.
وقال عبدالسلام، حسب ما نقلته قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة المسلحة، إن “ولد الشيخ طرح خلال لقائه الخميس (أمس) بمسقط موضوع وقف إطلاق النار تبدأ بهدنة أولية تستمر لفترة 72 ساعة يتم من خلالها تفعيل اللجان المحلية في المحافظات التي تشهد مواجهات حد وصفه وعلى أن يكون هذا الاتفاق مشابه لإعلان 10 ابريل”.
وأضاف المتحدث ورئيس وفد (الحوثي/صالح) إلى أنهم أكدوا “ضرورة إجراء معالجات فورية للوضع الاقتصادي وما أفرزه نقل البنك المركزي من صنعاء”. في إشارة إلى قرار الرئيس اليمني بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن في سبتمبر الماضي، بعد اتهامات للحوثيين بسرقة المال الموجود بداخله.
ويقول محمد عبدالسلام إنهم طالبوا “أن يقدم ولد الشيخ خطة اتفاق شامل يتضمن جوانب الرئاسة والحكومة والترتيبات الأمنية اللازمة لما يهيئ الأمن للجميع ويشارك فيه الجميع ويواجه خطر القاعدة وداعش”.
وأضاف: “ولد الشيخ لم يقدم ورقة اتفاق شامل حسبما كان متفق عليه وما أعلنه عقب مشاورات الكويت وفي بعض المواقف المختلفة قائلا أنه سيقدم ذلك بعد الانتهاء من تثبيت الهدنة مطالبا بالتركيز حاليا على مناقشة الجانب الأمني من الحل فقط”.
واستمر المتحدث باسم الجماعة بالحديث عن ضرورة الترتيبات السياسية زاعماً أنها “لاتقل عنها شأنا والتركيز على جانب دون آخر أمر غير عملي باعتبار أن الحل الشامل في اليمن بات ضرورة ملحة”.
إسماعيل ولد الشيخ أحمد قال في مقابلة طويلة مع وكالة الأنباء العُمانية إن “طرح الورقة الحقيقية لخطة السلام في اليمن، لتصبح خطة عمل للوصول إلى سلام كامل وشامل، ما زال يتطلب بعض المشاورات، والأفكار موجودة”، لافتا إلى ضرورة “بلورة أكثر للجانب الأمني الذي يتضمن الانسحاب وتسليم السلاح”. وهو ما لا يفكر فيه الحوثيون وصالح رغم موافقتهم على ذلك في جلسات الحوار التي استمرت أكثر من 100 يوم في العاصمة الكويتية. بالرغم من تشديد “ولد الشيخ” في مقابلته مع الوكالة بأن (الحوثي/صالح) بدا: ” اكثر تحمسا من ذي قبل للوصول الى اتفاق للسلام”.
ويوضح المبعوث الأممي الصاعد في أروقة الأمم المتحدة أن “خطة وقف اطلاق النار كانت على مسارين الاول وهو المتفق عليه ويشمل وقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد وكان هادي يطلب شرطين اساسيين وهو ان نتأكد ان المساعدات الانسانية ستصل الى كل مناطق اليمن ولكن ركز على قضية تعز التي تعيش وضعا انسانيا وتحتاج الى مساعدة والنقطة الثانية هي ان تكون هناك موافقة على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق وهذا ما حصلنا عليه كالتزام من انصار الله والمؤتمر وانا راجع الى هادي من اجل ان ابلغه انه قد تم ذلك وطموحي ان نعلن وقف اطلاق النار خلال الايام القليلة القادمة وتبقى الخطة السياسية المتكاملة التي تتطلب اياما من النقاش”.
من جانبها نشرت وكالة خبر الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح تقريراً أمس الخميس قالت إنه لما دار في الجلسة بين الوفد و المبعوث الأممي وقالت إن الخطة الأمنية لم تناقش إلا انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء زاعمةً أن “ولد الشيخ” قال: “من غير الطبيعي أن يتم تشكيل حكومة في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء”.
ولد الشيخ أشار إلى إنه سيعود اليوم الجمعة إلى الرياض لإبلاغ هادي بما اتفق مع الحوثيين، ومن ثم سيعود الى مسقط لاستكمال مشاوراته ثم سيتوجه الى باريس خلال الايام القادمة للقاء جان مارك آيرولت وزير الخارجية الفرنسي.
وكانت فرنسا وعدداً من الدول الأوروبية إلى جانب إيران وروسيا تقود جهوداً مع الحوثيين في مشاورات خلفية للوصول إلى حل سياسي في البلاد.
ويفضل ولد الشيخ “الزيارات المكوكية” بدلاً من المفاوضات المباشرة كما حدث في الكويت، وقال ” لا نريد أن ندخل في جولة جديدة (..) القيام بزيارات مكوكية بين الاطراف حتى نتفق ونتجنب ان تكون هناك جولة طويلة ولانهاية لها “.
وعلى هذا الأساس لا يبدو أن عربة الحوثيين تقف أمام حصان السلام الذي يحاول النفاذ باليمن من الجحيم الماثل أمامها، في وقت تستمر الأوضاع الإنسانية بالتدهور.