الأطفال ملائكة الحروب التي لا تشارك سوى بدور الضحية, هم ملائكة بأعداد كبيرة لم تندرج في سجل الخرافات، بل تحلم بحقيقة الأمان في أحضان الوالدين. عندما تهرول الثيران تدوس في طريقها الزهور، فلا تلمح جمالها ولا تراها سوى كلأ للأكل.
كذلك الحروب، حين تستمر في المضي بلا رحمة تقطف الطفولة وتسقطها على الأرصفة منثورة كباقة ورد، فهي لا تراها سوى وقود الحرب.
الأطفال ملائكة الحروب التي لا تشارك سوى بدور الضحية, هم ملائكة بأعداد كبيرة لم تندرج في سجل الخرافات، بل تحلم بحقيقة الأمان في أحضان الوالدين.
يتمنون حياة طبيعية يستعدون فيها للدراسة وليس للجنازة, يرتدون العافية وليس أكفان تلفهم كهدايا لباطن الأرض فتضمهم بدلاً من أحضان أمهاتهم المكلومات.
صار أطفال اليمن كأغصان يابسة جوعاً وفقراً فأوقدوا بأرواحهم الحرب التي كلما انتزعت منهم فوج قالت هل من مزيد.
تناوشتهم الحرب بمخالبها فمن نجا من التجنيد القسري لم ينجُ من القصف العشوائي ومن نفذ من القصف حاصره الجوع والمرض الجسدي والاعتلال النفسي بسبب صدمات الخوف والقلق.
وفي الأخير يصبح طفل يتيم قد جمع كل عذابات الحرب في يتمه وفقده وصدمات الحياة المبكرة على قلبه الصغير, تراه يسعى بين السيقان الطويلة والأقدام الكبيرة عن رزقه يتقاذفه الاهمال تارة والاستغلال أخرى، وينسى في زحمة العمر الصغير أنه كان طفل بريء.
قلوب أوجدها الله للحب واللعب, فأراد لها القتلة كل فنون العذاب والنصب..
هي الطفولة في أوطاننا صارت من وقع الحروب في عمر الهرم.
ماذا ستحمل ذواكر جيل الموت هذا لمستقبل قد كفن نصفه ودفن قبل الأوان؟
هل سيكبرون على وقع الرصاص والقذائف والحرمان فيطوون حقبة أشد ظلمة وقسوة من جيل الأجداد أم أن أرواحهم المعذبة بالخوف والصدمات ستحمل في طياتها نفوسا مهزومة يخالجها عدم الثقة والضياع؟!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.