ناشونال إنترست: السعودية تقدم للأمريكيين درساً استراتيجياً في اليمن
قالت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، إن دور التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن يقدم درساً استراتيجياً لحليفها الولايات المتحدة الأمريكية.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة:
قالت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، إن دور التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن درس استراتيجي لحليفها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت المجلة أن التدخل السعودي في اليمن يأتي لمنع اليمن من التحول إلى عراق آخر.
ويفند التحليل ثلاث نقاط قالت المجلة إنها تظهر المغالطة السياسية والأمنية للولايات المتحدة الأمريكية “بعدما رعى أربعة مشرّعين أمريكيين مشروع قانون يهدف إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى السعودية، مستخدمين الحرب في اليمن وإلحاق الضرر بالأمن القومي الأمريكي كذريعتين تبريريتين لموقفهم”.
والتحليل الذي كتبه الباحث منصور المرزوقي، الباحث في معهد ليون السياسي: تطرقت نقاطه الثلاث إلى الدور العسكري السعودي في اليمن القائم على تجنب قصف المدنيين بكل الطرق الممكنة، وهي التي أدت إلى تأخير الحسم العسكري بشكل متكرر؛ بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تساهم بتوفيرها.
ويرى التحليل أنّ السعودية لم تُعطَ التقدير اللازم على مستوى التزامها بحماية المدنيين في اليمن كما على مستوى توفير المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى هناك. ويذكر الكاتب أنّ السعودية “تبذل جهوداً جدية” لتقليص عدد الضحايا، وهذا يظهر من خلال “التقدم البطيء” للقوات اليمنية الحكومية، لأن القوات اليمنية والتحالف تريد تفادي وقوع الإصابات بين المدنيين. “وهذا هو السبب وراء عدم شن العديد من العمليات ضد الميليشيات الحوثية وقوات صالح المدعومة إيرانياً”.
وقال التحليل الذي نقله لـلعربية “يمن مونيتور”: وعلاوة على ذلك، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وقد تلقت المملكة العربية السعودية واحد وأربعين ألف لاجئ اليمني، الذين منحوا حق الوصول الكامل إلى المرافق الصحية والتعليمية العامة في البلاد وكذلك إلى سوق العمل. كما هو الحال مع الدول الخمس مئات الآلاف من اللاجئين السوريين المقيمين حاليا في المملكة العربية السعودية، لا تسمى اللاجئين اليمنين “لاجئين”، ولكن بدلا من ذلك، تسميهم “زوار”.
الإطار الاستراتيجي الدولي
ينتقل بعدها التحليل إلى كيفيّة تجاهل مشروع القانون ضد السعودية للإطار الاِستراتيجي الدولي والإقليمي والداخلي الذي قاد المملكة إلى تشكيل التحالف الدولي والتدخل في اليمن، فسياسات أمريكا خلقت فراغاً في الشرق الأوسط، لذلك شعر السعوديون بأن لا حلّ أمامهم إلا بأخذ الأمور على عاتقهم في وقت يرى حلفاء أمريكا أن واشنطن لم تعد حليفاً يمكن الاِعتماد عليه. فالتوسع الإيراني داخل المنطقة، بات واضحاً، خصوصاً عبر وكلاء ليسوا بدول، كعصائب أهل الحق في العراق، وحزب الله في لبنان، وخلية العبدلي في الكويت بالإضافة إلى الحوثيين في اليمن.
وتابعت المجلة الأمريكية: “أرادت طهران أن تتكل على الطائفية كأداة لها للتأثير على سلوك الوكلاء، بحسب الباحث الذي لم يرَ أي مصادفة في كون جميع تلك الميليشيات شيعية الانتماء. كما تلعب إيران على الوتر الطائفي وإضعاف الحكومات المركزية، الأمر الذي يهدد وحدة أراضي العالم العربي وبالتحديد المملكة السعودية. فإيران تحجّم الدول القومية العربية إلى مذاهب: سنّة وشيعة.
ويشدّد التحليل أنّ هذا التقسيم يسمح لإيران بامتلاك تأثير في الداخل السياسي للدول العربية وتالياً تأثير على سياساتها الخارجية أيضاً. “وبعض الحكومات الغربية أصبح، بشكل غير واعٍ وكيلاً ناشطاً في خدمة التوسع الإيراني”. مؤكداً أنه بالنسبة إلى العرب، ليس تحجيم الغرب للعالم العربي إلى مذاهب سنية فقط، إلا “سايكس- بيكو آخر”.
تغير المستوى السياسي في السعودية
ويشرح التحليل المستوى السياسي في إطار النظرة تجاه السعودية. إذ إنّ مجيء الجيل الثالث من النخب الملكية إلى مراكز القيادة، حوّل التقاسم الأفقي للسلطة والذي كان يتطلب مشاورات لا نهاية لها، إلى سلطة قرار عَمودية تقوم على ثلاثة مرتكزات: وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني. وبذلك صارت آلية القرار السريعة داخل السعودية، تقوم على المبادرة والفعل عوضاً عن ردّ الفعل.
وقال إن: “المملكة أضحت خط الدفاع الأوّل عن أمنها الخاص، بعد الفراغ في الشرق الأوسط والتوسع الإيراني في المنطقة، لأن التعاون مع أمريكا أصبح مبنياً على تبادلات قصيرة المدى، ومفاوضات قابلة للتجديد. ولذلك، بنت الرياض التحالف العربي للتدخل في اليمن. وأهمّ سبب وراء ذلك، كان حرص العرب على تلافي أن تصبح الدولة اليمنية عراقاً آخر حيث تقبع سيادته في طهران لا في بغداد”.
وذكر التحليل أن دول التحالف حاربت القاعدة منذ سنة 1996. وذكّر أيضاً بأنّ تنظيم القاعدة في اليمن كاد ينجح باغتيال ولي العهد السعودي الحالي الأمير محمّد بن نايف. وأضاف أنّ التحالف لا يحارب القاعدة في اليمن وحسب، بل في كل مكان، مشيداً بالجهد السعودي الذي أحبط هجمات عديدة ضدّ أهداف أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية.
شرطان لمحاربة القاعدة
وتشير المجلة الأمريكية إلى ضرورة تحقق شرطين لتأمين النجاح في الحرب ضد القاعدة: وجود حكومة مركزية وهيكلية دولة فعالة. لكن لا يمكن تحقق هذين الشرطين بوجود قوات صالح والمليشيات الحوثية. فمحاربة الحوثي تبدأ بتحول أتباعه إلى حزب سياسي وقبول صالح بالمسار السياسي الجامع. لذلك، تشير المجلة إلى أنّ التحالف العربي دعم بشدة حلاً سياسياً مبنياً على هذين الشرطين، كما بدا واضحاً في مبادرة الخليج والمفاوضات التي حصلت في الكويت ودعم القرار 2216 بالإضافة إلى محاولات لوقف إطلاق النار.
واختتم بالقول: “لا يأتي دعم العالمين العربي والإسلامي للرياض بسبب مصداقيتها واستقرارها فقط، بل لكونها أيضاً قوة رمزية لولادة الحضارتين العربية والإسلامية بالإضافة إلى قوتها العسكرية والاقتصادية والدولية؛ حظر بيع الأسلحة إلى المملكة سيؤدي إلى تعريض التوازن الحالي الذي تحافظ عليه السعودية مع حلفائها لخطر كبير، والأمر نفسه سينطبق أيضاً على مصالح أمريكا وأمنها القومي”.
المصدر الرئيس
Why Saudi Efforts in Yemen Advance U.S. Interests