مشاورات السلام اليمنية أمام مخاض عسير بعد تصعيد الحوثيين لسقف مطالبهم
تعيش مشاورات السلام اليمنية، مخاضا عسيرا، بعد تصعيد الحوثيين لسقف مطالبهم عشية اللقاء المرتقب الذي يجمعهم بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، غدا الأربعاء، في العاصمة العمانية مسقط. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تعيش مشاورات السلام اليمنية، مخاضا عسيرا، بعد تصعيد الحوثيين لسقف مطالبهم عشية اللقاء المرتقب الذي يجمعهم بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، غدا الأربعاء، في العاصمة العمانية مسقط.
وأنهى ولد الشيخ، اليوم الثلاثاء، سلسلة لقاءات مكثفة مع المجتمع الدولي والمسؤولين الخليجيين، عقدها طيلة 4 أيام في العاصمة السعودية الرياض، توجها بلقاء عقده مع سفراء الدول الـ18 الراعية للعملية السياسية في اليمن.
ووفقا لبيان صادر عن المبعوث الأممي، اطلع عليه “يمن مونيتور”، فقد أطلع ولد الشيخ مجموعة السفراء على “التحركات التي يعتزم القيام بها في المرحلة المقبلة” من أجل التوصل إلى السلام.
ولم يكشف ولد الشيخ عن طبيعة تلك التحركات، أو “رؤية الحل” التي من المتوقع أن يقدمها لوفد الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح العالق في مسقط منذ السادس من أغسطس/ آب الماضي.
ورجحت مصادر حكومية لـ”يمن مونيتور”، أن يكون سفراء الدول الـ18 قد منحوا ولد الشيخ الضوء الأخضر للموافقة على مطالبة الحوثيين السابقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية قبيل انسحابهم من العاصمة صنعاء وتسليم السلاح الثقيل.
واستبق الحوثيون، اليوم الثلاثاء، زيارة ولد الشيخ إلى مسقط ورفعوا سقف مطالبهم، في مؤشر إلى نوايا مبيتة لإفشال المشاورات والاعتماد على الحل العسكري خصوصا بعد تمكن الجماعة من فتح منافذ غامضة لتمرير السلاح إليها، والنشوة التي تعيشها عقب هجوم صاروخي على السفينة الإماراتية.
وخلافا للسابق، طالب الحوثيون بـ”حل مكتوب”، كأساس للانخراط في أي لقاءات أو مباحثات قادمة، وأن تكون مؤسسة الرئاسة ضمن أجندة المباحثات، وأن يتم التوافق على مؤسسة رئاسية جديدة، تدير البلاد، بدلا عن الرئيس عبدربه منصور هادي.
ولم يكتف الحوثيون بالبيان الرسمي الصادر عنهم، بل ظهر ناطق الجماعة، محمد عبدالسلام، مساء الثلاثاء، في تغريدة على موقع تويتر، يفصّل تلك المطالب، ويؤكد على أن “موقفهم الثابت بأن مقترح الحل يجب أن يكون شاملا بما فيها مؤسسة الرئاسة.
وأضاف ناطق الجماعة، التي شرعت اليومين الماضيين بتشكيل ما يسمى بـ”حكومة إنقاذ”، بأن مؤسسة الرئاسة الجديدة “هي المعنية بتشكيل الحكومة المرتقبة بين جميع الأطراف واجراء الترتيبات الأمنية”، في إشارة إلى عملية الانسحاب وتسليم السلاح الثقيل.
ويرى مراقبون، أن الحوثيين بهذه الشروط يريدون تفخيخ مسار السلام، والعودة إلى نقاط تم تجاوزها في مشاورات الكويت التي عقدت لأكثر من 90 يوما، بالحديث عن مؤسسة الرئاسة، بعد قبولهم في الكويت، بعودة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى ممارسة مهامه، حتى اجراء انتخابات رئاسية في موعد يتم الاتفاق عليه لاحقا.
وتتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بأنهم لا يبالون بالسلام، وأن التصعيد العسكري لهم عبر استهداف السفينة الإماراتية وتهديد الملاحة الدولية، بالتزامن مع التصعيد السياسي بالشروع في تشكيل حكومة وشرذمة اليمن، ينسف مسار عملية السلام بشكل كلي.