تقرير خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن.. حاول الحوثيون مراراً طباعة أوراق نقدية خارج البلاد
يمن مونيتور/ نيويورك/ خاص:
كشف فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة في تقرير تم تقديمه إلى مجلس الأمن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الحوثيين حاولوا مراراً طباعة أوراق نقدية خارج البلاد.
وقال التقرير السنوي إن التنافس اشتد بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، حيث أصدر البنك المركزي اليمني في صنعاء عملة معدنية جديدة من فئة 100 ريال في 30 آذار/مارس 2024، ما لبث البنك المركزي اليمني في عَدن أن أعلن أنها مزيفة.
ولفت الخبراء إلى أن الحوثيين يطالبون بشدة بما يصفونه “حقهم الاقتصادي السيادي في إصدار عملتهم الخاصة”. واعتمدوا على توليد الأموال بدون الاعتماد على مصادر خارجية مثل سك عملة معدنية في مناطق سيطرتهم.
وأضافوا: بوسع الحوثيين أن يستخدموا تلك الأموال بسهولة لأغراضهم العسكرية بدون أي خشية من كشف أمرهم.
وقدم الفريق ثلاث محاولات للحوثيين لجلب العملات الورقية وجوازات السفر المطبوعة في الخارج بشكل غير قانوني: ضبط سندات إذنية مزورة بقيمة 35 بليون ريال يمني وجوازات سفر مزورة طُبعت بطريقة غير قانونية في الخارج وهُرِّبت إلى اليمن.
محاولة أخرى قام بها الحوثيون في آب/أغسطس 2023 لطباعة عملات ورقية مزوّرة بواسطة مطبعة في الصين. وكشف تحقيق آخر أجراه الفريق أن محمود سعيد حزام العامري، الذي اتصل بشركة الطباعة المذكورة، لا يمثل حكومة اليمن وأن جواز السفر الذي يحمل اسمه، أصدره الحوثيون في صنعاء.
ووردت لفريق الخبراء مؤخرا معلومات -حسب التقرير- عن مزاعم بأن السلطات التي عينها الحوثيون عن طريق ممثليهم قد اتصلت بشركة في إندونيسيا لتوريد ورق الأمن والحبر ولوازم طباعة أوراق العملات الورقية المصرفية والسندات الإذنية والطوابع المالية وجوازات السفر.
وطلبت فريق الأمم المتحدة من إندونيسيا إجراء التحقيقات اللازمة.
وراسل الفريق الشركة المعنية طالبا منها تقديم المعلومات ذات الصلة. ومع ذلك، لم يتلق الفريق أي رد من أي من الجهتين.
وكشفت تحقيقات الفريق أن أيا من البنك المركزي اليمني في عدن أو حكومة اليمن لم يتقدم بأي طلب من هذا القبيل لدى هذه الشركة.
وأبلغت مصادر الفريقَ أن الحوثيين حصلوا بحسب ما يُزعم، على جوازات سفر فارغة طُبعت من خلال هذه الشركة في عام 2016. ولم يتمكن الفريق من التحقق من صدق هذه المزاعم.
ومع ذلك، كشفت التحقيقات أن بعض الأفراد سافروا إلى الخارج لأغراض التدريب العسكري بجوازات سفر مزورة صادرة عن الحوثيين.
وفي 30 آذار/مارس 2024، أعلن البنك المركزي اليمني في صنعاء عن إصدار نقود معدنية من فئة 100 ريال يمني بحجة استبدال العملات الورقية التالفة. وكشفت تحقيقات الفريق وجود عملات ورقية قديمة من فئة 100 ريال يمني، تبلغ قيمتها 12 بليون ريال يمني، لا تزال قيد التداول.
وأضاف التقرير أن الحوثيين تمكنوا من سك تلك النقود المعدنية محليا، لعدم قدرتهم على طباعة العملات الورقية في اليمن التي تتطلب، في جملة أمور، ورق الأمن وخيطا وحبرا خاصا، وهي جميعا أشياء واجهوا صعوبة في الحصول عليها من الخارج.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين سيصدرون المزيد من هذه النقود المعدنية أو العملات الورقية لتمويل أنشطتهم الحربية، وليحددوا مكانتهم كمركز القوة لاقتصاد مستقل.