أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة

يمن مونيتور/ صنعاء- عدن/ خاص:

كشفت مصادر من الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً وحلفائها أن استعدادات عودة الحرب إلى محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر غربي اليمن تتزايد بعد 6 سنوات على توقفها.

وقال ثلاثة مسؤولين عسكريين موالين للحوثيين في الحديدة لـ”يمن مونيتور” إن حالة طوارئ بدأت منذ أيام في المعسكرات الساحلية التابعة للحوثيين بتغيير مخازن الأسلحة ووصول مئات المقاتلين من المحافظات الأخرى.

وخلال الأيام الماضية أجرى الحوثيون مناورات عسكرية لصد 4 هجمات بحرية وبرية، واستعرضوا الأسلحة البحرية للجماعة.

وأكد مصدران في صنعاء وذمار عن قيام الحوثيين بتحشيد المقاتلين استعداداً لمعركة في الحديدة.

وقال المصدر في صنعاء إن التوجيه الجديد كان قبل ثلاثة أسابيع بتحشيد المقاتلين الموالين للجماعة والذين جرى تدريبهم كقوة شعبية تحت “طوفان الأقصى” للاستعداد للانتقال إلى الحديدة، ونقلوا بالفعل إلى هناك. ويصل عدد من جرى تجنيدهم حسب إعلانات الحوثيين إلى مئات الآلاف.

في مدينتي المخا والخوخة قال مصدر عسكري مطلع على التفاصيل إن المقاومة الوطنية في الساحل الغربي دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال، كما فعلت قوات العمالقة والقوات الحكومية.

تقع الخطوط الأمامية لجبهات القتال غربي اليمن على امتداد 20 كم كما يقول المصدر العسكري. وكانت القوات الحكومية قد انسحبت دون معرفة الأسباب نهاية 2021م أكثر 170كم للوراء تاركة المساحة للحوثيين إلى مديرية الخوخة جنوبي المحافظة.

وتحدثت المصادر في هذا التقرير لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها خشية الانتقام لحساسية الموضوع.

 

الحوثيون بدأوا التحشيد

وكانت الحملة العسكرية في الحديدة استطاعت تحقيق نجاح مهم مكّنها في عام 2018 من الوصول إلى شرق الحديدة، بهدف “قطع شريان الحياة عن صنعاء”، والتحكّم بأهم ميناء مدني يصل الإمدادات لمناطق سيطرة الحوثيين؛ لكن تم إيقاف العملية بضغوط غربية وخلافات داخل معسكر الحكومة أدت إلى التوصل لما عُرف باتفاق “ستوكهولم” نهاية ذلك العام، والذي رفض الحوثيون تنفيذ بنوده.

وقال مسؤول في قوات المقاومة التهامية لـ”يمن مونيتور” باقتضاب: إن تحشيد القوات يأتي بسبب تعزيزات الحوثيين المتزايدة إلى الخطوط الأمامية ما يثير قلق القوات الموالية للحكومة.

وأضاف: مستعدون للحرب وتحرير الحديدة من الحوثيين. دون تقديم أي تفاصيل أخرى.

يوم الأحد الماضي التقى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، قائد القوات المشتركة (السعودي) الفريق الركن فهد بن حمد السلمان، في مقر قيادة القوات المشتركة في الرياض. وتواجد في اللقاء رئيس أركان محور الحديدة- قائد اللواء الأول تهامة العميد فاروق الخولاني، وقائد اللواء التاسع عمالقة العميد يحيى وحيش.

ويوم الاثنين التقى طارق صالح بقائد محور مران قائد الوية العروبة اللواء الركن عبدالكريم عوبل السدعي. وهو اللواء العسكري الذي تدعمه السعودية في محافظة صعدة معقل الحوثيين.

طارق صالح مع قائد القوات المشتركة السعودي- واس

تحركات السعودية

ألتقى القائد العسكري السعودي “السلمان” أيضاً في الرياض بقائد قوات العمالقة عبدالرحمن المحرمي (أبو زرعه) وهو أول لقاء لـ”المحرمي” بقيادة القوات المشتركة منذ سنوات. والمحرمي وطارق صالح هما عضوان في مجلس القيادة الرئاسي الذي تم تشكيله في 2022 عقب هدنة تراعها الأمم المتحدة بين القوات الحكومية والحوثيين، وقواتهما مدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة من التسليح إلى التمويل.

ودفعت قوات العمالقة أيضاً بتعزيزات عسكرية إلى الخطوط الأمامية في محافظة شبوة (شرقي اليمن)، وقال مصدر عسكري من الحوثيين إنه التهديد بدخول شبوة لمنع قوات العمالقة من المشاركة في معركة يتوقعونها في الحديدة.

وقال تيموثي ليندركينغ المبعوث الأمريكي إلى اليمن إن بلاده تجري محادثات مع شركاءها الإقليميين بشأن الرد على الحوثيين.

وقال مسؤول في الحكومة اليمنية لـ”يمن مونيتور” إن الأمريكيين والغربيين اشترطوا توحيد صف القوات الموالية للحكومة الشرعية مقابل دعمها اقتصادياً، والتحالف معها عسكرياً. مشيراً إلى أن ذلك لم يحدث بَعد.

وقامت وزارتا الدفاع والداخلية بإعادة هيكلة القوات التابعة لها دون مشاركة القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات-حسب ما أفادت منصة دفاع قريبة من الجيش اليمني.

وتقود السعودية جهود لتعزيز التواصل مع الأطراف العسكرية اليمنية، فالفريق الركن “السلمان” يلتقي القادة العسكريين والسياسيين ومنذ تعيينه في 29 أغسطس/آب قائداً للقوات المشتركة المسؤولة عن تنسيق العمليات العسكرية داخل اليمن وجبهات القتال على الحدود. كما قامت السعودية في وقت سابق في أكتوبر/تشرين الأول بتعيين اللواء الركن محمد بشير العنزي، قائدا لقوات الدعم والإسناد في القوات المشتركة.

طارق صالح يلتقي قائد محور مران “السدعي”-26سبتمبر

وقال المسؤول في الحكومة إن السعودية تريد الخروج من الحرب في اليمن، لكنها لا تريد أن يؤدي خروجها بالكامل من الحرب إلى “حروب صغيرة بين الأطراف الموالية لها” يهدد أمنها القومي ويمنح الحوثيين والانفصاليين مقومات تقسيم اليمن والسيطرة عليه. ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي المملكة بتقويض نفوذه في المحافظات الجنوبية.

وبدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني2023، وأجبرت الاعتداءات على الشحن التجاري على إعادة تنظيم المسارات التجارية العالمية بين أوروبا وآسيا وأضافت تكاليف إليها. وعلى مدى العام الماضي قامت الولايات المتحدة والدول الحليفة بسلسلة من الأعمال العسكرية لمحاولة ردع جماعة الحوثي عن شن هجمات صاروخية باليستية وجوالة وطائرات مسيرة مفخخة على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ومنذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عملية مختلفة  تستهدف مناطق الحوثيين. وتشن الطائرات الحربية والمدمرات من البحر الأحمر عمليات قصف تستهدف مخازن وأسلحة للحوثيين. لكن لم تكن الضربات الغربية فعالة، كما أن التحشيد الغربي للسفن الحربية إلى البحر الأحمر لم يخف الحوثيين. ومن المفارقة أنها بدلاً من ذلك شجعت الحوثيين على تصعيد هجماتهم. مما يشير إلى عيوب في الاستراتيجية والتخطيط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى