هل يوجد تقارب بين الولايات المتحدة وإيران حول اليمن؟.. المونيتور تجيب (ترجمة خاصة)
خلص تقرير أعدته صحيفة المونيتور الأمريكية إلى أن هناك تقارباً بين واشنطن وطهران بشأن الملف اليمني. يمن مونيتور/ طهران/ ترجمة: عادل هاشم
كتبت صحيفة المونيتور الأمريكية تقريراً يجيب على التساؤل المثار في السياسة اليمنية حول التقارب بين الولايات المتحدة والجمهورية الإيرانية، في الشأن اليم، وخلص إلى أن تقارباً مازال يدور في طهران حول هذا الموضوع الذي يبدو أنه تقارب جاء بناءً على تفاهمات مرتبطة بالاتفاق النووي.
ويتحدث الصحفي علي هاشم، المتخصص في الشؤون الإيرانية في التقرير المنشور في الصحيفة الأمريكية أنه عندما اقتبس القائد الأعلى الإيراني يوم 18 سبتمبر عن ما وصفه بـ”محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في محادثات مع بلاده حول القضايا الإقليمية، وقد أعتبر هذا “تأكيداً على تقارير وسائل إعلام نشرت في الـ14 سبتمبر حول اقتراب واشنطن من طهران عبر عمان مما يشير على أن هناك حواراً أمريكياً روسياً إيرانياً لمناقشة الأزمة في اليمن.
التقرير الذي كتب أولاً في صحيفة الأخبار اللبنانية ثم نشر في وقت لاحق في وكالة أنباء فارس نقلاً عن مصدر مطلع أن إيران لم ترحب أو تستجيب للمناقشات. وقد أشار المصدر نفسه بحادثة مماثلة خلال حرب 1980-1988 بين العراق وإيران عندما عرضت بريطانيا التفاوض مع القائد آنذاك آية الله الخميني ولكنة قوبل بالرفض من جهته.
وتؤكد الصحيفة في تقريرها المنشور ونقله للعربية يمن مونيتور، “أن دبلوماسياً إيرانياً كبيراً تحدث مع الصحيفة عن تقارير 14 سبتمبر التي أنكرها كلياً”. مؤكداً “بهرام قاسمي” المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنكاره مضيفاً أن وزارة الشؤون الخارجية لم تتلقَ أي رسائل إطلاقاً للدخول في مفاوضات مع طرف ثالث حول الأزمة اليمنية، مضيفاً “أن هذه الإدعاءات عارية من الصحة”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي مطلع في طهران قوله إن “المرشد الأعلى لم يُشر في خطاب 18 سبتمبر إلى الرسالة المزعومة حول اليمن، وقال مصدر إيراني للمونيتور إن الخطاب أشار إلى “مراسلات مباشرة وغير مباشرة منها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما”.
وأضاف المصدر “أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف بأن النفوذ الإيراني يجعل منها أكثر حيوية لأي حل وأن الحلول المطلوبة من الولايات المتحدة تأتي ضد مصالح الشعوب المتحررة في المنطقة”.
وتؤكد الصحيفة “بصرف النظر عن ما تحمله الرسالة المذكورة في الواقع، فإن تصريحات خامنئي لا يمكن فصلها عن التوتر الحالي المحيط بالعلاقات الإيرانية في المنطقة لاسيما مع المملكة العربية السعودية، والجدل الدائر حول الاتفاق النووي عام 2015 والذي يمكن أن يكون في خطر”.
وتقول الصحيفة في تقرير نقله “يمن مونيتور” إلى العربية: “في هذا السياق فتصريحات خامنئي يوم 18 سبتمبر تهدف في المقام الأول إلى نقل رسالة واضحة للإدارة الأمريكية مفادها بأن “أي ارتباطات إضافية غير ممكنة قبل تنفيذ الاتفاق ووجود نية جادة من الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير سياساتها القمعية تجاه إيران”.
وقال القائد الأعلى إن “المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية كانت ضارة ومبتورة وأثبتت مرة أخرى بأن أولائك الذين يراهنون على الولايات المتحدة الأمريكية هم الخاسرون دائماً”.
وأضافت الصحيفة أنه” منذ عام 2012 ونفوذ إيران يزداد في سوريا والعراق واليمن ولبنان مما ساعد في تمدد حدودها الأمنية الإقليمية، وقد تسبب هذا في عدم التوصل لحلول توفيقية متعددة الأطراف في تلك البلدان بدون موافقة إيرانية”.
وتوضح الصحيفة، “أنه عندما تم التوقيع على الاتفاق النووي في 2015، كانت هناك رؤى تدل على أن إيران وأمريكا كانتا متجهتان نحو تعاون جديد في المنطقة”. في العراق مثلاً، حدث هذا التعاون بالرغم من رسم كل طرف للآخر خطوط حمراء، وفي الواقع فقد حدثت مساعدة بينهما ولكن بدون تنسيق مباشر كما حدث في معركة ضد الدولة الإسلامية في محافظة صلاح الدين وبعدها في محافظة الفلوجة.
في اليمن لم يحدث هذا التعاون ولم توجد أي علامة لتغيير المعركة كونها بين حليف قوي للولايات المتحدة الأمريكية (المملكة العربية السعودية) ومجموعة تابعة لإيران (الحوثي). وفي سوريا كان المشهد مختلفاً تماماً، من الصحيح أن السياسات الأمريكية لا تمثل أي تهديد لأجندة إيران في سوريا التي مزقتها الحرب، ولكن إيران تتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء دعم الجماعات التي تسميها “إرهابية”، في إشارة إلى الثوار الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وكما كان يُعتقد بأن إيران هي الجانب الوحيد الذي يجلس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لوضع حد لهذه المجازر، حتى قررت روسيا دخول هذه اللعبة في 30 سبتمبر 2015.
وتقول الصحيفة: إن موسكو رفعت التأثير السياسي المباشر على الأزمة السورية حتى وصلت جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية على طاولة المفاوضات على الرغم من الدور الذي لعبه حلفاء كلا الطرفين.
وقد لعب الفشل الأخير بين الولايات المتحدة وروسيا للاتفاق المؤقت على سوريا بتحوله لأيدي طهران التي ترى أن أفضل طريقة للتفاوض بشأن سوريا هو من خلال السيطرة على الأرض والذي دفع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني للضغط من أجل معركة جديدة في شرف حلب بدأت يوم 22 سبتمبر ،عندما كان وزراء خارجية كلاً من روسيا وأمريكا مجتمعين في نيويورك.
وتضيف الصحيفة” أن مصدر مقرب من مكتب خامنئي قال إن “الدور السياسي الإيراني كان متأثراً بشريك ولكنه لم يخص أعلى سلطة في البلاد وأنة أبقى موجة جديدة من الجدل مماثلة لتلك التي أعقبت الاتفاق النووي والذي من شأنه أن يزيد التوتر في البلاد”.
وأكد المصدر انه بالنسبة لـ”آية الله خامنئي”، فالحديث للولايات المتحدة يعتبر عند الضرورة فقط، حيث وضع القائد الأعلى مذهبة هذا من خلال هذه الخُطب؛ الحرب الناعمة من قِبل الولايات المتحدة وحلفائها ضد إيران تحتاج إلى قادت لمزيد من اليقظة، هناك محاولات لتغيير عقول شعبنا وحتى عقول المسؤولين، وهذا هو ما يحمله الأعداء تجاه جمهورية إيران الإسلامية”.
وتختم المونيتور الأمريكية بالقول: إن هذا السرد جزء من حوار لن ينتهي في إيران، وهو الأشد تضرراً من نتائج الاتفاق النووي. جزء كبير من المجتمع الإيراني دعم سياسة الارتباط ومنزعج من بطء تنفيذ الاتفاق، في حين أن أولئك الذين عارضوه مستمرون في إدعائهم بأنهم كانوا على حق طوال الوقت.
في الواقع فإن مؤيدي سياسة الانفتاح أو معارضيها لا يمكنهم تقديم أي خطة في الوقت الحاضر تدعم إستراتيجيتهم ، وأن كل ما قيل حتى هذه اللحظة هو كيف أن كل مسار يمكن له التأثير على إيران ،حيث أن معظم التاريخ يدعم هذه المواقف، ولكن لم يقلْ شيئ حول كيفية تأثير إيران بنفسها على العالم”.
المصدر الرئيس:
Did US approach Iran about Yemen?