أطباء بلا حدود تنشر تقريراً “مرتبكاً” بشأن هجمة التحالف على مستشفى عبس
نشرت أطباء بلا حدود الدولية الإنسانية تقريراً “مرتبكاً” بشأن الهجمة التي تعرض لها مستشفى “عبس” في محافظة حجة شمالي اليمن. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص/
نشرت أطباء بلا حدود الدولية الإنسانية، اليوم الثلاثاء، نتائج التحقيقات التي أجرتها حول الهجمة التي تعرض لها مستشفى “عبس” في محافظة حجة شمالي اليمن، عشية اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي لمناقشة حماية البعثة الطبية.
وأظهرت النسخة العربية للتقرير، المنشور على صفحة فرع المنظمة في اليمن، معلومات مغايرة للنسخة الانجليزية التي نشرتها ذات الصفحة.
وبدت المنظمة “متحفظة” بشكل كبير في المعلومات التي أوردتها بالنسخة العربية للتقرير، خشية من جماعة الحوثي المسلحة، التي تعمل بشكل كبير في مناطق سيطرتهم.
وقالت النسخة العربية من التقرير، إن التحقيقات لهجوم عبس وتعز، استنتجت أنه “لم يتم المساومة على مبدئي الحياة وعدم التحيز اللذين يعملان على أساسهما المرفقان، أي أن التحالف العربي لم يشترط أن تعالج المنظمات الجرحى المدنيين فقط في مناطق سيطرة الحوثيين، وعدم استقبال المقاتلين التابعين لهم.
واعتبرت المنظمة، بناء على ذلك، أنه لم يتوفر “سبب مشروع” لمهاجمة المرفق الصحي في عبس، وكذلك في حديقة الحيوان في تعز، أواخر العام الماضي.
ولفتت بلا حدود، إلى أن تفاصيل الهجومين الموثّقة في التقريرين، تشكل مؤشرات قاطعة عن الطريقة التي تُشَّن بها الحرب في اليمن، حيث يبرز تجاهل مطلق لحياة المدنيين من قبل كافة الأطراف المتنازعة.
وفي النسخة الانجليزية للتقرير، رجّح التحقيق، أن يكون القصف قد استهدف” سيارة مدنية” بعد زهاء خمس دقائق من دخولها حرم المستشفى، وأشارت المنظمة إلى أن ضابط اتصال سعودي في جيبوتي، أكد هذه المعطيات.
وكانت السيارة تنقل جرحى اصيبوا في غارات أخرى، وفقا للتقرير، الذي استدرك أنه “تم التحقق منها عند مدخل المستشفى من قبل حارس الطوارىء” الذي أكد أن ركابها “كانوا يرتدون ملابس مدنية، ولم يكن ثمة أي سلاح ظاهر في داخلها”.
ووقع القصف لدى احضار الطاقم الطبي حمالة لنقل الجرحى من السيارة، بحسب التقرير الذي أفاد بأن “الانفجار كان قوياً جداً وتسبب بحفرة كبيرة، وآثار في كل المستشفى حيث تشظى زجاج النوافذ”، وقتل 13 بسبب الشظايا فقط.
واكتفت المنظمة، في النسخة العربية، بأنها “تتفاوض مع التحالف العربي”، لكنها أقرت في النسخة الانجليزية بـ”أن التحالف العربي ـ المتهم بالوقوف وراء الهجوم ـ اتخذ “اجراءات ملموسة وايجابية منها بدء تحقيق فوري، والدعوة إلى مناقشة الخلاصات والالتزام باجراء تغييرات ملموسة”.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، غدا الأربعاء، جلسة مغلقة حول حماية البعثة الخاصة بالمنظمة في اليمن.
وأشارت بلا حدود، إلى أنه “منذ تمرير القرار رقم 2286 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في شهر مايو/ أيار الماضي، والخاص باحترام المنشآت الصحية، لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة وواضحة لتجسيد النية الضمنية لهذا القرار.
وحثت أطباء بلا حدود أعضاء مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات جريئة وعمليّة في اجتماع يوم الغد لضمان أن يشكّل العام 2016 آخر عام تقصف فيه المستشفيات على نطاق واسع في الوقت الذي يتفرّج فيه العالم بصمت على هذه الهجمات.
وكررت المنظمة نداءها إلى كافة أطراف النزاع لاحترام مبادئ القانون الإنساني الذي يحمي المدنيين والمرافق الطبية والمرضى والموظفين وبالتالي يقلّص من الخسائر البشرية الهائلة التي يتّسم بها هذا النزاع.