مدن وبلدات عربية تحمل الأسماءَ نفسَها وتَتشارك الذّاكرة
يمن مونيتور/ضفة ثالثة
وأنا على وشك خوض متاهة لا قرارة لها ولا ضفاف، فإن الإقرار الذي سوف أستهل به جولتي المكّوكية هذه، هو أن الإحاطة بموضوع الأسماء العربية التي تحمل الاسم نفسه أو متقاربة الأسماء، هو ضرب من التجديف في مرافئ الخيال المُشتهى، أو الوهم الأكيد. وعليه فرغم أن الاستعراض الذي أنا على وشك الخوض فيه ليس قليلًا، وسيشكل بعضه لكثير من القراء الأفاضل باب دهشة، وربما فتْح آفاق معرفة طريفة وذات معنى في الوقت نفسه، إلا أن النقصَ في جهودي البحثيّة وارد من دون أدنى شك، وسوف يتساءل أحدهم هنا، أو هناك، ولماذا لم يورد المدينة تلك، أو الحيّ ذاك، وقد يصرخ ثالث محتجًا: وأين ضاع اسم بلدتي التي تشترك معها في الاسم نفسه ثلاث مدن عربية على سبيل المثال؟. وأمام هذا السيل الجارف من الاحتجاجات المتوقعة ورصد التقصير المتعمّد من بعض المتصيّدين، فإنني لا أملك إلا إجابة واحدة هي أن الأمر يحتاج إلى جهد بحثيٍّ أكاديميّ، لا تحتمله مقالة في موقع إلكتروني، وأن الفكرة في طرق باب هذا الموضوع أخذ العبرة منه، وهي عبرة يمكن أن تتحقق من تناول نماذج من هذه التكرارات لا إيرادها جميعها. وأما العبرة فهي أن نتبيّن مدى ما يجمعنا أمام كل ما نفعله مما يفرّقنا، وأما المراد فهو النظر إلى مدى تقصيرنا، ونحن جميعنا أبناء مدينة واحدة اسمها الأبجدية العربية، مع شقيقتنا غزّة التي تشترك معها في الاسم نفسه مدينة بقاعية لبنانية جنوبية. تقصير يكاد يقترب من قيعانِ الخيانة ونحن نرى جباليا (المدينة والمخيم) تباد عن بكرة أبيها، من دون أن ينسى مجرمو العصور جميعها التعريج على بيت لاهيا وهم يبيدون ويقتلون ويدمرون ويرتكبون أبشع الجرائم الموصوفة الموثّقة أمام صمت العالم وإدارة ظهرنا بوصفنا هم وبوصفهم نحن، ومن دون أن ينسوا، أمام صمتنا المعيب، حصة الموت اليومية في باقي محافظات القطاع ومدنهِ وأحيائهِ وشوارعهِ ونَواحيه.
من الملاحظات الأولية بعد ما قمتُ به من بحث ورصد وتنقيب، أن للتكرار أسبابًا عديدة من بينها التاريخ الكنعانيّ الفينيقيّ المشترك لكثير من حواضر بلاد الشام في فلسطين ولبنان وسورية والأردن، ومن بينها أيضًا الاحتفاء بقادة من طراز صلاح الدين والظاهر بيبرس وغيرهما، إضافة للتكرار المتعلّق بوصف المكان أكثر من إطلاق اسم عليه: تل، مرج، وادي، سهل، خربة، رُجم، جبل، عين ماء، تربة سوداء وما إلى ذلك. من متلازمات التكرار، إلى ذلك، ما يرتبط منه بنباتٍ أو حكاية أو شجرة معمّرة وغير ذلك.
قد لا يحمل الموضوع هذا العمق المطلوب من مادة ثقافية معرفية حفرية، ولكن المرور عليه مما يستدعي التأمّل، ويحرّك مجّسات التشارك الذي لا لبس فيه، ويوضح لنا كم خضعنا شعوبات وحكومات لتقسيمات ما أنزل بها من سلطان، هدفت في الأساس وفي الأول وفي الآخر إلى تفريقِنا، والسعي المحموم إلى ابتعادِنا عن كل هذا التقارب لا بل والتّماهي الحريّ بأن نحترمه ونستعيد مكامنَه وقيمتَه ومعناهُ في أعماق وجدانِنا الواحد الضّارب جذورَه في الأرض واللغة والهمِّ المشترك والآمالِ الواحدة كما هي أسماءُ بلادِنا ومدنِنا واحدة.
ولا يخفى على حضراتكنّ وحضراتكم الموضوعات المتقاطعة وذات الصلة التي قادني البحث إليها، مثل موضوع الجذور الواحدة لكثير من العشائر والحمايل والعائلات العربية، وبالتالي انتشار اسم عشيرة بعينها في غير بلد عربي (وبما يصل، أحيانًا، إلى عشرة بلدان عربية)، مثل انتشار اسم عشيرة النعيمي، على سبيل المثال، في مروحة واسعة من بلداننا، وكذلك وجود أبناء من عشيرة العدوان، مثلًا، غرب النهر وشرقه (نهر الأردن أقصد)، والعبادي، وعبيدات، والشريف، والخطيب، والفقيه، والإمام، والشمّاس، والبيطار، وبيضون والأبيض، وحداد، والنجّار، والنقّاش، والمصري، والمراشدة والرواشدة والمراعبة والشريدة والخريشة والخرابشة ورمّان وأبو رمّان واللوزي والكركي وعمرو والعمرو والفريحات والدويكات والحسنات والأخرس والأطرش والأعرج وطبّارة (لبنانية فلسطينية مغاربية حجازية)، وقائمة تطول وتطول وتطول.
والمعلوم أن لِتشابه أسماء عائلاتنا العربية علاقة بجذورنا المشتركة من اليمن، أو من الحجاز، أو من قحطان، أو من عدنان وهلمّ جرّا، إضافة، طبعًا، لقصّة القبائل العربية العابرة للحدود التي أضأتُ بعضَها في موضوع سابق.
الحافرُ على الحافِر…
في هذا القسم من الموضوع سأمر على غيض من فيض أسماء المدن والبلدات والأماكن المتطابقة حرفيًا مع بعضها البعض، مستهلًا باسم تحمله أكثر من عشرة مدن، أو مناطق عربية: الظاهرية، ويبدو أن للأمر علاقة بالمدن والنواحي والحواضر التي مرّ منها الظاهر بيبرس (1223-1277) هازم الصليبيين والمغول في غير مناسبة دامية كبرى وصولًا إلى الأشهر: “معركة عين جالوت”. مصر كان لها النصيب الأكبر من المدن والأحياء التي تحمل اسم “الظاهرية”: واحدة في محافظة الإسماعيلية، وأكثر من واحدة في الاسكندرية، وحي في القاهرة، واثنتان في العربية السعودية؛ واحدة في محافظة ضرية التابعة لمنطقة القسيم، وثانية في محافظة المهد التابعة لإمارة المدينة المنورة، ثلاث ظاهريات في فلسطين (واحدة في الخليل وأُخرى في بئر السبع وثالثة في صفد)، ظاهريتان في الأردن (المفرق والكرك)، وأمّا في سورية فثماني ظاهريات (في دمشق وحلب وحماة وأعزاز وجرابلس وإدلب والقنيطرة والرقّة). ولن ننسى المكتبة الظاهرية في دمشق (من أقدم مكتبات عاصمة الأمويين).
وأما اسم صلاح الدين فيبدأ من محافظة في العراق إلى أكبر شوارع قطاع غزّة (طبعًا الشوارع التي تحمل اسم صلاح الدين في العالم العربي لا تعدّ ولا تُحصى)، إلى ميدانٍ في القاهرة، إلى قلعةٍ في مصر (قلعتان؛ واحدة في القاهرة والأخرى في سيناء) والأردن وسورية، إلى مساجد ومدارس وأسواق ومراكز ومؤسسات بالعشرات، لا بل بالمئات تحمل اسم صلاح الدين.
الحسينيات: هناك مدينة تحمل اسم الحسينية في معان الأردنية، وثانية في العاصمة العراقية، وثالثة في ريف دمشق، ورابعة في جبل لبنان، وخامسة في صفد الفلسطينية.
أما الطيبة فحدث ولا حرج: طيبة في درعا، وأُخرى في عمّان، وثالثة في إربد، ورابعة في المثلث الجنوبي الفلسطيني داخل الخط الأخضر، وخامسة في جنوب لبنان تواجه مثل شقيقاتها العدوان، وطيبة الكرك الأردنية في المزار الجنوبي، وأكاد أجزم أن طيبات كثيرات غير التي ذكرناها منتشرة في بلادنا العربية ولم أفلَحْ بالاهتداءِ لها.
وعلى سيرة الكرك فهناك كرك جنوب الأردن وكرك جنوب لبنان.
وهناك أريحا في إدلب شمال غربي سورية وأريحا التي نعرفها جميعنا، إحدى أقدم مدن العالم في الأغوار الفلسطينية التي تتحدى الاستيطان الصهيوني.
أما المزار الذي مررنا على اسمه قبل قليل في سياق حديثنا عن الطيبات العربيات، فما أكثر المدن العربية الشآمية التي تحمل هذا الاسم: جبل المزار في الحسكة، مزار فلسطين (دُفن في أراضيها شهداء معركة عين جالوت. بنيت القرية فوق جبل فقّوعة)، المزار الشمالي في إربد، المزار الجنوبي في الكرك (حيث مقامات الصحابة المجاهدين الكرام: زيد بن حارثة، عبد الله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب)، ولن ننسى قرية المزار البدوية الفلسطينية في غور بيسان الشمالي.
اسم العراق لا يقتصر على الدولة العربية التي تحاول هذه الأيام استعادة مكانتها، فهناك منطقة اسمها “العراق” في مدينة الكرك الأردنية حيث الكهوف والجروف في الجبال، وهناك عراق الأمير في وادي السير… وعراق الدب في عجلون وجميعها مدن أردنية.
السمّاكية، أو السمّاقية، اسم ينتشر في بلاد الشام على وجه التحديد: السماكية (السماقية/ السماتشية) في مدينة الكرك الأردنية (لواء القصر)، وهناك سماقية في عكّار اللبنانية، وسمّاقة تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة. ولن أبحر في أبعاد الاسم إن كان له علاقة بالسموّ، أو بالسّمك، أو بالسمّاق الذي لا بديل عنه عندما نتحدث عن المسخّن الفلسطينيّ.
هناك مشيرفة في عمّان، ومشيرفة ثانية من ضمن قرى وادي عارة في المثلث الشمالي الفلسطينيّ.
طرابلس عاصمة الشمال اللبناني، وطرابلس عاصمة الألم الليبيّ.
باب الحديد المصريّ حيث محطة مصر وفيلم سينما وتطلعات نهضة، وباب الحديد شمال لبنان حيث طرابلس عاصمة الوجد والوجدان.
وفي المدى ثلاث رمّانات: رمّانة طرابلس، رمّانة جنين ورمّانة الناصرة.
أما الشجرة فاسم يتكرر، تقريبًا، في بلاد الشام جميعها: شجرة طبريا/ الناصرة، شجرة الرمثا الأردنية، شجرة درعا/ حوران السورية. وعلى سيرة الشجرة الفلسطينية، فإن الشّاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود (1913-1948) استشهد في معركة الشّجرة وهو يردد: “سأحمل روحي على راحتي… وأُلقي بها في مهاوي الردى/ فإمّا حياةٌ تسرّ الصديق… وإمّا مماتٌ يُغيظُ العِدى”… كما أن والدَ الشاعر الفنان إبراهيم الصالح (أبو عرب شاعر الثّورة) استشهد في إحدى معارك الشّجرة عام 1948 ، كما أن رسّام الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي (1938-1987) من شجرة طبريا. وعلى سيرة الرمثا فهناك إضافة للرمثا الأردنية رمثا (أو رمتا) فلسطينية قريبة حدّ التماس من الحدود اللبنانية.
هناك قرية اسمها عقربا في درعا، وعقربا ثانية في نابلس، وثالثة في إربد.
وفي عمّان منطقة اسمها رأس العين وفي بعلبك منطقة تحمل الاسم نفسه، وفي وهران وادٍ يحمل اسم “رأس العين”.
قرارة غزّة التابعة لمحافظة خان يونس لها شقيقة في الجزائر اسمها القرارة أيضًا. وفي تلمسان الجزائرية وحضرموت اليمنية مدينة اسمها صبرة. وكما في لبنان مدينة صور، في مستغانم الجزائرية كذلك، وكلاهما فيهما آثار فينيقيّة. على كل حال عشرات المدن والنواحي الجزائرية تحمل أسماء مشابهة لمدن ونواحٍ في المشرق العربي.
ويُقابل درعا السورية درعى في المغرب الأقصى.
وأما الأبواب فهي في بلادنا كثيرة؛ للقدس أبواب، ولدمشق، ولِوهران وللقاهرة، ومن أسماء الأبواب المتشابهة باب الواد في كل من القدس وبعلبك.
وأما الوديان فمنتشرة على امتداد بلدان أمّتنا، ومنها وادي الشّتا (وادي السّير) في العاصمة الأردنية عمّان الذي تغنّى به الشاعر الأردني عرار (مصطفى وهبي التل): “ليت الوقوف بوادي السير إجباري/ وليت جارك يا وادي الشتا جاري… لعلّني من رؤى وجدي القديم به/ أرتاد مسًّا لجنيّات أشعاري… وعلني قبل أَن تبيض مسربتي/ ويقتضي عرف جدواهن إنكاري… وتنتفي نبرات الوجد من نغمي/ وتجتوي نغمات الشوق قيثاري… من الصبابات أَقضي بعض ما برحت/ به تشبث رغم الشيب أَظفاري… فألمس الشوق في أطلال ذاكرتي/ وألمح الحب في أنقاض أوطاري”.
وفي لبنان تغنّي فيروز لِبدر وادي التيْم وقمر مشْغرة المتدفق مياهًا وبطولات ومحبة لبنانية خالصة.
وفي السعودية يتدفّق وادي الحبارى وهو أحد أودية محافظة المندق التابعة لمنطقة الباحة وجدًا ونجدًا وعصافير.
هناك بصرى الشام، وهناكَ مدينة البصرة العراقية الجنوبية المقاومة.
وهناك أشرفية بيروت الشرقية، وأشرفية عمّان الشرقية، وأشرفية صحْنايا السورية.
الباشورةُ سوقٌ في القدس وحيٌّ في حماة. كفر عانة قرية في فلسطين وقرية شمال الأردن. وعلى سيرة الـ(الكُفر)، فإن عشرات المدن في فلسطين والأردن ولبنان وسورية (كفر سوسة وكفر نبّل) ومصر (كفر الشيخ وكفر الدوار) يشكّل (كُفر) المقطع الأوّل من اسمها، وهي مفردة معناها القرية. وفي الأردن 14 بلدة وقرية يبدأ اسمها بـ (كفر): كفرسوم، كفرخل، كفر راكب، كفر الْما، كفر أبيل، كفر عان، كفر عوان، كفريوبا، كفر رحتا، كفر جايز، كفرنجة، كفر أسد، كفر كيفيا، كفر هودا.
وفي لبنان كفر شوبا لبنانية وتلالها محتلة من اللصوص الصهاينة. وفي لبنان أيضًا، وأيضًا، كَفْرُ كِلَا (قرية العروس) هي إحدى القرى اللبنانية الصامدة من قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية. وفي إدلب: كفر دريان وكفر بطيخ، وفي مصر كفر البطيخ هي مدينة بمحافظة دمياط.
ومن كفرات ريف دمشق: كفر العواميد، كفر حور، كفر قوق، كفير الزيت وكفير يابوس.
ومن كفرات فلسطين كفر كنا وكفر مندا وكفر ياسيف وكفر قاسم وغيرها.
وكما الكفرات متكررات، فإن السّحم أيضًا متكرر، ويبدو أن معنى (سحم) هو المكان الأسود المتميز بتربته السمراء وحجارته الصوّانيّة، وهناك بيت سحم التي تتبع ناحية ببيلا في منطقة مركز ريف دمشق، وسحم في إربد شمال الأردن، وربما هي نفسها سحم الكفارات. وفي الجولان بلدة اسمها سحم، وفي منطقة عكا سحماتا.
التسمية بالاستناد إلى اللون منتشرة أيضًا في بلادنا جميعها؛ البيضا، الأبيض، تل أبيض، وما إلى ذلك؛ في اليمن محافظة اسمها البيضا، وفي حمص منطقة اسمها البياضة، وشرق عمّان منطقة اسمها البيضاء، وفي البتراء التابعة لمحافظة معان منطقة اسمها البيضا (البترا الصغيرة).
والجوف محافظة في اليمن ومنطقة في السعودية، والجوف من الأرض هو ما اتّسع واطمأنّ فصار كالجوف، وهو أوسع من الشِّعب تسيل فيه التلاعُ والأودية، وقد استخدمت كلمة الجوف للدلالة على أكثر من موضع في شبه الجزيرة العربية منها محافظة الجوف اليمنية الواقعة بين محافظة مأرب ومحافظة حضرموت في اليمن من جهة ومنطقة نجران في السعودية من جهة ثانية، كما استخدمت الكلمة للدلالة على مواضع في اليمامة وديار سعد، وتحمل العديد من المناطق اسم الجوف مثل جوف آل معمر في منطقة عسير، وجوف بني هاجر في المنطقة الشرقية.
في منطقة جبال الشويفات بين بيروت وصيدا عدد من الضياعِ والقرى تحمل أسماء لها أصول في السعودية واليمن، مثل: عجيم، رجيم، الشحيم، برجة، برجين وغيرها. وعلى سيرة البرج هناك قرية فلسطينية مدمّرة اسمها البرج. والبرج قرية سوريّة تتبع إداريًّا لمحافظة حلب/ منطقة الباب.
أسماء متشابهة…
في ريف دمشق منطقة اسمها التل، وفي نابلس قرية اسمها تِل، وفي لبنان جبل التل، وفي مدينة إربد الأردنية يشكّل التل روحَ المدينة وأساسَها، وفي محافظة نينوى العراقية “تل عبطة”، وهناك، لِلمزيد، “تلعفر” شمال غربي العراق (تركمان)، وفي مدينة دارفور السودنية “تلال تاجابو” صاحبة الصيحة البركانيّة.
ناعورة قضاء الناصرة، وناعور جنوب العاصمة الأردنية عمّان على الطريق إلى وادي الأردن.
العدسيّة على طريق البحر الميت والعديْسة جنوب لبنان على الحدود مع فلسطين.
خربة اللوز في القدس وعين اللوزة في حماة وكامد اللوز في البقاع.
الساخنة قضاء بيسان والسخنة في محافظة الزرقاء الأردنية.
وقد يكون الرابط بين مدينتيّ صيدنايا السورية (بعيدًا عن السجن المشؤوم) وصيدا اللبنانية هو الإله صيدون، إله الصيد عند الكنعانيين الفينيقيين.
مدينة نَوَى السورية الدرعاوية الحورانية، على سبيل المثال، تشكّل جامعة دول عربية حقيقية من تفاعل وإقامة بِالجوار ونسب ومصاهرة ومواجهة مشتركة لتقلبات الدول سلبًا أو إيجابًا، وفيها تقيم عائلات تنحدر من مصر وفلسطين والأردن ولبنان، وفيها آثار نبطية (بالتالي كنعانية)، علاوة على أن سهل حوران هو، في الأصل، سهل عابر لبلاد الشام جميعها مع إطلالة لا ريب فيها على لبنان من جهة وادي الرقّاد. ولأن النوى بالنّوى، فهناك قرية اسمها نوى من ضمن قرى مرْكز شْبين القناطر التابع لمحافظة القليوبيّة المصريّة.
وحول بيت المقدس تسع قرى ينتمي أبناؤها إلى قبائل بني حسن الأردنية، منها: خربة اللوز، عين كارم، المالحة، الولجة وغيرها.
هذا غيض من فيض، وهو غيض يحمل الدلالات جميعها التي يحملها الفيض نفسه، بلادنا واحدة، أصولنا واحدة، لغتنا واحدة، همومنا واحدة، ولكننا جميعنا كسرنا ظهر أهلنا في غزّة، وتطلعاتهم لانتصار عربي حاسم، وهبّة قومية، وفزعة عروبية تستعيد القيم والعادات والسّوادي. فهل بقيت من أنفاسٍ عند المُنادي؟ هل ما يزال التَّنادي يحمل المعنى ويستثيرُ رملَ البوادي؟ أسأل موجوعَ القلبِ مشلوعَ السُّهادِ.