“يمن مونيتور” ينقل شهادت وصور حية لهول الكارثة التي حدثت في حي شعبي بالحديدة غربي اليمن. يمن مونيتور/ الحديدة/ خاص
مر نحو أسبوع على القصف الجوي الذي تعرض له حي سوق الهنود في محافظة الحديدة غربي اليمن ، لكن دوي الانفجارات لم يفارق بعد أذان سكان الحي الشعبي الذي يقطنه من ذوي الدخل المحدود.
ووفقا لأرقام صادرة من مكتب الصحة، فقد أسفر القصف الجوي الذي شنته مقاتلات التحالف العربي وفقا لاتهامات حوثية، عن مقتل اكثر من 20 مدنيا واصابة العشرات.
يقع الحي الشعبي في محيط القصر الرئاسي الذي يسيطر عليه الحوثيون، وفي الليلة ذاتها، كانت قيادات رفيعة من الجماعة المسلحة تعقد اجتماعا بداخله عقب مهرجان جماهيري لها بالمحافظة الساحلية.
أصابت ضربات جوية القصر الرئاسي، وأصيب قادة حوثيون جراء الصواريخ التي اخطأت هدفها، وأصابت جناحا غير الذي يتواجد به قادة الحوثي، لكنهم تعرضوا لجروح بليغة وفقا لمصادر “يمن مونيتور”.
وفي الجولة الثانية من الضربات، كانت الصواريخ تخطىء هدفها بشكل كلي وتدك الحي الشعبي المجاور، سوق الهنود.
يقول سكان إن الحوثيين قاموا بتحويل المحافظة المعروفة بعروس البحر الأحمر، إلى منطقة منكوبة، جراء نقص الخدمات الأساسية وانتشار حاد لسوء التغذية لدى الأطفال، لكن التحالف أجهز على ما تبقى فيها من روح.
وزار مراسل “يمن مونيتور” الحي الشعبي المكلوم الذي تحول إلى أنقاض، ويقول سكان، إن الغاراة دمّرت 15 منزلا بشكل كلي، فيما تعرض 14 منزلا لتدمير جزئي.
تقول غدير طيره، وهي فتاة عشرينية من سكان الحي لـ”يمن مونيتور”، “ما حدث كان كابوسا لم استيقظ منه حتى اللحظة”.
وأضافت الفتاة الناجية “بعد سقوط الصاروخ كان الانفجار يهز المكان، قذفني الضغط إلى الغرفة المقابلة وأصبت ببعض الكدمات والجروح، وأمرنا أخي بالخروج سريعا من المنزل، خرجت وشاهدت أبن جارنا في العمارة المتاخمة لنا يسقط من الدور الرابع”.
وتابعت، “بعد لحظات قصيرة، كانت الأخبار تتوالى، جارنا فلان مات، وجارنا الثاني مفقود، وزوجة عمي يبحثون عنها تحت الأنقاض ثم يخبروننا بعد نصف ساعة أنها ماتت”.
وقالت “حفيد صاحبة مجلس العزاء الذي استهدف بشكل مباشر مات ووالده، والأستاذ محمد كان ضمن المارة أيضا مات، أسرة القبيح ماتوا بشكل كامل عدا شاب يبلغ من العمر 17 ربيعا، هكذا كانت الأخبار تتوارد إلى مسامعنا”.
وبعد الحديث مع “غدير”، اتجهنا لمعاينة منازل الحي المدمر، هناك وجدنا الفنان “محمد طيره”، أحد ممثلي المسلسل اليمني الشهير “همي همك”.
كان “طيره” يقف على ركام منزل جده، حاولت أخذ حديث منه، لكنه رفض، واكتفى بالسماح بالتقاط صورة له.
وسبق أن استهدف طيران التحالف العربي أحياء شعبية ومستشفيات في مناطق متفرقة من اليمن، ووعد بفتح تحقيق شفاف، لكنه حتى اللحظة لم يرَ النور بعد.
ووفقاً لشهادات مواطنين في الحديدة فإن المسؤولية مشتركة بين طرفي الحرب (التحالف والحوثيين)، وأن هناك قلقاً من أن تذهب دماء المدنيين هدراً دون أي تعويض.
ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً، يخوض حرباً ضد الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتتهمه منظمات محلية ودولية بشن غارات على منشئات مدنية راح ضحيتها العشرات.
