“ردة” صالح عن الجمهورية لحماية مصالحه الشخصية
تجنب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الحديث عن الحكم الإمامي في كلمته بمناسبة الذكرى 54 لثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962م، مايشير إلى حالة من “الرّدة” عن الجمهورية يخوضها الرجل خوفاً من انهيار تحالفه مع المسلحين الحوثيين.
يمن مونيتور/ وحدة التحليل/ خاص:
تجنب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الحديث عن الحكم الإمامي في كلمته بمناسبة الذكرى 54 لثورة 26 سبتمبر 1962م، مايشير إلى حالة من “الرّدة” عن الجمهورية يخوضها الرجل خوفاً من انهيار تحالفه مع المسلحين الحوثيين.
في خطاب لـ”صالح” عام 2009م بذات المناسبة افتتح صالح كلمته بالهجوم على الحوثيين و وصفهم بالكهنوت الإماميين وقال الرجل في خطاب طويل: “نحن في نفس الوقت نواجه ذلك التحدي الذي واجهناه منذ فجر الثورة؛ وما يحدث في صعدة هو امتداد لقوى التخلف والإمامة أصحاب المشاريع الصغيرة, هذه الحرب السادسة التي نواجهها في صعدة مفروضة علينا”. وخاض صالح ستة حروب ضد الحوثيين الذين اتخذوا من صعدة معقل رئيسي لهم كان آخرها عام 2009م.
خطاب “صالح” الذي نشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام الرسمية وجرى تحويله إلى رصاصات الحرب قال الرجل: “إذا كنا قاتلنا من يوم ال 26من سبتمبر من صباح 26سبتمبر إلى السبعينات ونحن نواجه التحدي، سنواجه هذا التحدي وهو امتداد طبيعي لذلك النظام الإمامي الكهنوتي، هم نفس البضاعة وبنفس العقلية وبنفس الآلية، فعلى أبناء شعبنا أن يعوا مسئولياتهم نحن لم نختار الحرب، هم عندهم مشروع صغير إمامي واضح، إمامي إنهم أصحاب الحق الإلهي، السلال مغتصب السلطة وقحطان الشعبي مغتصب السلطة، وسالم ربيع علي مغتصب السلطة.. وعبدالرحمن الإرياني مغتصب السلطة.. وإبراهيم الحمدي مغتصب السلطة.. وأحمد الغشمي مغتصب السلطة.. وعلي عبد الله صالح مغتصب السلطة، 47 سنة لم يعقلوا، ولم يفقهوا، ولم يتعلموا أن شعبنا قد شب عن الطوق”.
منذ تحالف الرئيس اليمني السابق مع الحوثيين في اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م وعلاقة الشد والجذب بينه وبين الجماعة تتزايد، والتي تحولت إلى خلافات مُعلنة مع تأسيس المجلس السياسي لإدارة البلاد في أغسطس/ آب الماضي.
وخلافاً على ما يدعيه “صالح” بالدفاع عن الجمهورية، فإن كلمته ليل الأحد، تشير إلى الكثير خلاف ذلك، فلم يذكر الجمهورية في خطابه، إلا في مواضع لا تعني قيمها التعددية والإنسانية والحضارية كنظام حكم يمت لليمنيين بجذور أكثر من كونها تعبير سياسي فضفاض لتجيير الحروب. كما أن “صالح” لم يذكر لفظ الإمامة في خطابه بالمطلق وكأن ثورة 26 سبتمبر انطلقت ضد أشباح كانوا يحكمون السلطة وليست عائلة تحكم بالحق الإلهي وأغلقت على شعبها كل منافذ الحرية والحقوق والاحتكاك بالعالم الخارجي.
اليوم يتحالف حزب “صالح” والقوات الموالية للرجل الذي حكم اليمن 33 عاماً باسم الجمهورية اليمنية مع “الإماميين الجدد” الذين هاجمهم وشن عليهم ستة حروب باسم الجمهورية ونظامها ضد الكهنوت القادم من حقبة ما قبل 1962م، سلّم “صالح” الدولة والجمهورية لعائلة وجماعة مسلحة تؤمن بالحق الإلهي بالسلطة ولن تؤمن بالتعددية إلا بجمهورية ثانية تدافع عن كرامة اليمنيين وتمنع تجييرهم.
يعيش علي عبدالله صالح، حالة “الرّدة” عن الجمهورية في كل أنواعها واوطانها ليقف منفرداً عن كل قوى الجمهورية اليمنية، إلى جانب الإمامة وأكثر إلى جانب الماضي المؤلم، من أجل مصالحه الشخصية ومصالح عائلته، ليدمر البلد من أجل مطامع سلطوية ورغبة جامحة في السيطرة.