ميديا

علماء يكتشفون حلاً للغز قد يعيد كتابة تاريخ الديناصورات

يمن مونيتور/قسم الأخبار

تمكن علماء مختصون في مجال الأحياء من اكتشاف «الحلقة المفقودة» التي أشعلت شرارة صعود الديناصورات على كوكب الأرض، حيث اكتشف العلماء أقدم حفرية على الإطلاق لها علاقة بالديناصور.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن إحدى أقدم الحفريات التي تم اكتشافها على الإطلاق مؤخراً قد تكشف عن لغز كيفية تطور السحالي العادية إلى ديناصورات.

وتمكن علماء الحفريات من تحديد نوع جديد من الزواحف يبلغ عمره 237 مليون عام، وله أربع أرجل، وهو بحجم كلب صغير تقريباً في البرازيل.

ويتميز النوع المكتشف حديثاً، والذي أطلق عليه اسم «Gondwanax paraisensis» بالعديد من السمات المشتركة بين أسلاف الديناصورات الأوائل، مع بعض السمات التي لم يتم العثور عليها من قبل.

ويعتقد الفريق أن خصائص الحفريات يمكن أن تساعد في سد الفجوات في التاريخ التطوري.

وتم اكتشاف هذا الزاحف القديم لأول مرة من قبل طبيب محلي في بلدة بارايسو دو سول، والذي تبرع لاحقاً بالحفرية في عام 2021.

وأظهرت إعادة تحليل البقايا، التي أجراها باحثون في الجامعة الفيدرالية في سانتا ماريا بالبرازيل أن المخلوق كان يجوب البلاد خلال العصر الثلاثي عندما ظهرت الثدييات والتماسيح والسلاحف والضفادع لأول مرة.

وكان وصول حيوانات أخرى يعني أن الزاحف القديم كان عليه التنافس من أجل البقاء بسبب إقامتهم جميعًا على ما كان يُعرف بقارات بانجيا العظمى، والتي كانت تتمتع بنظام بيئي غابات شرس خانق في مناخ أكثر حرارة بكثير من مناخنا اليوم.

ويتميز الزاحف ببعض السمات التي تم العثور عليها بين أسلاف الديناصورات، المعروفة باسم السيليصوريات، مثل الشق أسفل رأس عظم الفخذ وسطح مستو أعلى عظم الفخذ حيث يتصل بالورك.

وساعدت السمات العلماء على تحديد أن «Gondwanax paraisensis» كان من أقدم أنواع السيليصوريات المعروفة. لكن الفريق حدد سمة عظمية فريدة تربط العمود الفقري بالوركين، حيث تتكون هذه المنطقة، المعروفة باسم العجز، من ثلاث فقرات.

ويعني اسم السحلية التي يبلغ طولها 39 بوصة ويصل وزنها إلى 13 رطلاً «سيد جندوانا» تكريماً للمنطقة الواقعة في أقصى جنوب بانجيا، والمعروفة باسم كتلة أرض جندوانا.

ولاحظ عالم الحفريات رودريغو تيمب مولر أن فقرات المخلوق أظهرت أنه من المحتمل أن يكون «حيوانًا رشيقًا وخفيف الوزن».

وستساعد قدراته التنافسية الفريدة ووجوده بالقرب من العديد من الحفريات الأخرى من نفس فترة العصر الثلاثي الباحثين على فهم النظام البيئي الذي تطورت فيه الديناصورات لأول مرة.

وقال مولر: «نظرًا لأنه قديم جداً، فإنه يمنحنا أدلة حول كيفية ظهور الديناصورات». وأوضح أن «الجزء الأكثر أهمية في هذا الاكتشاف هو عمره».

لقد ناقش علماء الحفريات لفترة طويلة ما إذا كانت السيليصوريات في حد ذاتها ديناصورات حقيقية، أو ببساطة «أشكال ديناصورية غير ديناصورية» أو ربما كانت سلفًا لهذه المخلوقات الشهيرة والعملاقة التي حكمت الأرض ذات يوم.

وقال مولر وفريقه في بيان: «إن فهم خصائص هذه السلائف يمكن أن يلقي الضوء على ما كان حاسمًا لنجاح الديناصورات التطوري».

وقد لعبت المنطقة نفسها دورًا رئيسيًا في التحولات التطورية الكبرى التي حدثت.

واكتشف علماء أستراليون في عام 2022 أن سلسلة جبال شاسعة تسمى «جبل ترانسجوندوانان العملاق» – والتي وصلت إلى ارتفاع جبال الهيمالايا، ولكنها كانت أطول بنحو أربعة أضعاف – «عززت» تطور الحياة.

ووفقاً للدكتورة زيي تشو، عالمة الكيمياء الجيولوجية من الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، فإن ظهور أول الحيوانات الكبيرة منذ حوالي 575 مليون عام تزامن مع التكوين التكتوني لهذه السلسلة.

وقالت الدكتورة تشو في ذلك الوقت: «لا يوجد شيء مثل هاتين السلسلتين اليوم». وأضافت: «لقد كان التآكل التدريجي لهذه الجبال الضخمة بسبب العناصر الجوية هو الذي أدى إلى جرف العناصر الغذائية الحيوية، مثل الحديد والفوسفور، إلى المحيطات بأحجام أكبر».

وساعد هذا التدفق من المكونات في تحفيز الحياة والتطور نحو أشكال أكبر وأكثر تعقيداً.

وقال العلماء إن الزيادة الناتجة في الطحالب النباتية المنتجة للأكسجين وغيرها من الأنواع، مصحوبة بالدفن السريع للكربون العضوي والحديد، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي.

وقالت الدكتورة تشو: «إن الزيادة في الأكسجين الجوي المرتبطة بتآكل جبل ترانسجوندوانان العملاق هي الأكبر في تاريخ الأرض وكانت شرطًا أساسيًا لظهور الحيوانات».

وتم اختيار النصف الثاني من اسم اكتشاف الزواحف الجديد، paraisensis تكريماً لمدينة Paraiso do Sul وهي المدينة الواقعة في أقصى جنوب ولاية ريو غراندي دو سول في البرازيل، حيث تم اكتشاف الأحفورة لأول مرة.

وأشار مولر إلى أن الطبيب المحلي الذي تبرع بالحفرية، الدكتور بيدرو لوكاس بورسيلا أوريليو، لم يتمكن إلا من تمييز بضعة أجزاء مرئية من فقرات المخلوق عندما فحص لأول مرة الصخور السميكة المحيطة بالحفرية.

ولاحظ الدكتور أوريليو الحفرية لأول مرة في عام 2014 من دون أن يدرك أن الاكتشاف يعود إلى العصر الثلاثي، بين 252 مليون و201 مليون سنة مضت.

وقال الدكتور أوريليو: «أن أكون أول إنسان يلمس شيئًا يعود تاريخه إلى 237 مليون سنة مضت أمر غير عادي». واستطرد الطبيب المحلي: «إنه شعور لا يوصف» مضيفًا أنه كان مولعاً بعلم الحفريات منذ الطفولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى