(تقرير حصري) الحوثيون يعتمدون على شركة “إسرائيلية” لمراقبة وحجب الانترنت في اليمن
منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م سيطروا على كل مؤسسات الدولة بما فيها مزودة خدمة الانترنت في البلاد لتبدأ مرحلة جديدة من القمع و”الفلترة” بعد أن نفذت عمليات إبادة جماعية بحق الصحف ووسائل الإعلام التلفزيونية فداهمتها وأغلقتها دون استثناء لكونها صوت آخر غير صوت الجماعة المسلحة وحليفها الرئيس اليمني السابق.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م سيطروا على كل مؤسسات الدولة بما فيها مزودة خدمة الانترنت في البلاد لتبدأ مرحلة جديدة من القمع و”الفلترة” بعد أن نفذت عمليات إبادة جماعية بحق الصحف ووسائل الإعلام التلفزيونية فداهمتها وأغلقتها دون استثناء لكونها صوت آخر غير صوت الجماعة المسلحة وحليفها الرئيس اليمني السابق.
ويعتمد الحوثيون على شركة NETSWEEPER الكندية التي يملكها رجال أعمال إسرائيليون ولها عدة مكاتب في لندن ودبي بالإضافة إلى كندا، لمراقبة الانترنت في اليمن.
يصنّف اليمن ضمن أكثر الدول انتهاكاً لحريّة الانترنت، إلى جانب الصين وإيران وسورية وكوبا ومصر. وعلى رغم تضاؤل عدد مستخدمي الانترنت في اليمن، فإن فرض قيود على استخدام الانترنت كان (ولا يزال) سلوكاً جامعاً للحكومات المتعاقبة. وفي العام الماضي، سجّل اليمن أحد أعلى معدّلاته في انتهاك حرية الانترنت.
في المقابل، أوصلت المستويات المرتفعة من الحجب الإلكتروني اليمن إلى وضع صارت فيه الشبكة الإلكترونيّة العنكبوتية جزءاً من الصراع السياسي المسلح في اليمن. كما فرضت وزارة الاتّصالات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لـ”صالح” حجباً غير مسبوق على مئات المواقع الإلكترونيّة، شمل مواقع وكالات أخبار عالميّة مشهود لها بالمهنيّة والتمرّس. فيما سمحت بفتح مواقع الكترونية تابعة لـ”تنظيم القاعدة” و “تنظيم الدولة”.
ويبلغ جمهور الانترنت في اليمن قرابة 4 ملايين شخص (سكان اليمن قرابة 26 مليون نسمة). وأظهر استطلاع للرأي نُشر قبل عام ونيف أن 51 في المئة الذين شملهم الاستطلاع يقضون معظم أوقاتهم في تصفح «فايسبوك»، في مقابل 19 في المئة يتصفحون الانترنت بحثاً عن معلومات، و6 في المئة لمتابعة الأخبار.
تحقيق دولي
نشر مركز ستيزن لاب في جامعة تورونتو تحقيقاً اطلع عليه “يمن مونيتور” يبين أن شركة فلترة محتوى انترنت كندية يملكها إسرائيليون تقوم بحجب محتوى الانترنت خلال الصراع المسلح في اليمن بطلب من جماعة الحوثي المسلحة.
ويبين التحقيق الطويل “للغاية” بالتفصيل أن تقنية “نتسويبر” NETSWEEPER تستخدم في فلترة محتوى سياسي هام ومواقع اعلامية مستقلة على الانترنت. وهو ما يعد توسعا كبيرا في منظومة الرقابة على الانترنت في اليمن عقب استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر ٢٠١٤
ويقول رون ديبرت مدير مركز “سيتيزن لاب” وأستاذ العلوم السياسة في جامعة تورونتو في كندا: “إن استمرار شركة “نتسويبر” بتقديم خدماتها لمزود خدمة الانترنت “يمن نت” اثناء حرب أهلية وأزمة انسانية طرفها جماعة متمردة مستهدفة بعقوبات من الامم المتحدة يجعل من شركة “نتسويبر” جزء من الصراع المسلح حيث تعمل لمصلحة أحد الاطراف المتحاربة”.
الحوثيون يحجبون كل نطاقات الانترنت
وقال المركز: “وشعار الحوثين (الذي يظهر على بوابات مزود خدمة الانترنت “يمن نت”) هو: “الله أكبر. الموت لأمريكا. الموت لأسرائيل. اللعنة على اليهود. النصر للاسلام). ويقول مركز “سيتيزن لاب” أن الدولة الاخرى التي يستطيع أن تأكد أنها تحجب كل نطاق الانترنت المعارض هي أيران، وهي احدى الدول الداعمة الرئيسية للحوثيين.
وكان مركز “سيتيزن لاب” قد أرسل في ٩ أكتوبر ٢٠١٥ رسالة الى شركة “نتسويبر” تحتوى على اسئلة مفصلة عن خدمات لمزود خدمة الانترنت “يمن نت” وعن سياسات حقوق الانسان المتبعة لدى الشركة وعن الاحتياطات الواجبة التي تتخذها الشركة. كما أن المركز نوه الشركة أنه سيقوم بنشر التحقيق عن استخدام “نتسويبر” في اليمن. وقد قام المركز بارفاق الرسالة ضمن التقرير. ولم يتلقى المركز ردا حتى يوم نشر التقرير
ويقول ديبرت مدير المركز: “يبدو أن ليس لدى شركة “نتسويبر” سياسة او احتياطات فيما يتعلق بحقوق الانسان. ومن غير المقبول هذه اللامبالاة تجاه حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي والانجرار نحو الكسب المادي الأجوف. المواطنون حول العالم يتوقعون المزيد من الاجراءات من الشركات”.
يقول مركز “سيتيزن لاب” أن حجب الاخبار والآراء المتعلقة بالصراع يقوض حق المستخدم المحمي بالبند التاسع عشر. من المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية التي تقضي بحق المستخدم بتكوين أراءه بدون تدخل وكذلك “بالبحث وتلقي ونقل المعلومات والاراء المختلفة.”
رسائل خطأ بدلاً من الحجب
استغرق البحث عشرة أشهر بما في ذلك الجزء الميداني وفحص تقني مفصل اعتمد على معطيات واسعة النطاق. وتمكن الباحثون من تحديد أن حجب المحتوى السياسي والاخبار المحلية يتم باستخدام “نتسويبر” بطريقة غير شفافة عن طريق اعطاء المستخدمين رسائل خطأ في الشبكة بدلا من صفحات حجب صريحة. ووجد الباحثون أن التلاعب بسوق المشتقات النفطية وتوقف خدمة الكهرباء تعد مكونات أساسية من الصراع المسلح ويصب ضمن الاستراتيجية العامة للحوثيين في حجب المعلومات
وكانت شركة نتسويبر الكندية ومقرها اونتاريو في واترلو مجال ابحاث سابقة لمركز “سيتيزن لاب” فقط وجد المركز العام الماضي أن الشركة تقدم خدماتها لمزودي خدمة الانترنت في الصومال، الدولة التي لا يوجد فيها حكومة مركزية فاعلة. وفي عالم ٢٠١٣ أصدر المركز تقريرا يبين أن “نتسويبر” يقدم تقنية الحجب لمزودي خدمة الانرنت في باكستان حيث يتم حجب طيف واسع من المحتويات على الانترنت بمافيها موقع يوتيوب كاملا.
كان موضوع تزويد شركة نتسويبر لخدماته في اليمن موضوع ابحاث سابقة للمركز. ففي عام ٢٠٠٩ وجد المركز في بحث كان جزء من مبادرة الانترنت المفتوح أن الشركة الامريكية “ويب سنس” كانت تقدم تقنية الحجب لمزودي خدمة الانترنت في اليمن. وبعد نشر بحث مبادرة الانترنت المفتوح قامت الشركة الامريكية بسحب خدماتها من اليمن واصدرت معلومات عن سياستها ضد الرقابة. ووجد بحث لاحق للمبادرة أن تقنية شركة نتويبر تستخدم في اليمن.
ويقول البرفوسور رون ديبيرت: “لهذه الشركة تاريخ ضحل في التعامل مع الانظمة القمعية وفي سياقات الحروب. ولا يبدو أن لديها أسف على ذلك”.
ورغم أن تزويد شركة نتسويبر لخدماتها ليمن نت لا يعد مخالفة للعقوبات ولا يعد مخالف للقوانين في كندا الا أن البرفسور ديبرت يرى أن بإمكان الحكومة الكندية عمل المزيد لايجاد معاير للسلوك المقبول للشركات التي تصدر تقنيات الحجب والرقابة.
ويقول: “طالما اصبح لدينا حكومة جديدة في كندا فهناك فرصة جديدة لقيادة جديدة لوضع معايير اخلاقية حول حقوق الانسان في الوسط الالكتروني والتي على الشركات الكندية أن تتبعها”.
المزيد إلى تحقيق ستزين لاب: Canadian Company Censors Internet in War Zone for Yemeni Rebel Group Targeted by UN Sanctions