في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر من العام 2014 كانت يدُ الحربِ تدقُ أبوابَ العاصمة صنعاء معلنةً قدومَ عهدٍ جديدٍ من الحروبِ والدمار في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر من العام 2014 كانت يدُ الحربِ تدقُ أبوابَ العاصمة صنعاء معلنةً قدومَ عهدٍ جديدٍ من الحروبِ والدمار ، هنا كانت البداية ! فيا صفحات التاريخ الملطخة بدماء الأبرياء كوني شاهدة على أن هذا اليوم كان بداية المأساة ، يومٌ قرعت فيه طبولُ الحربِ ، تحتَ شعاراتٍ رقيقة تنادي بمطالبٍ تزعم أنها مشروعة ، وتبيت نوايا وأهدافاً سيئة ، وما نعيشه اليومَ من خرابٍ ودمار ما هو إلا امتداد لتلك الحركة الانقلابية التي جلبت للشعب اليمني ويلات الحروب ونيرانها.
لم يكن أعداء الوطنِ حينها يحسبون حسابَ العواقبِ التي ستجلبها الحرب ، إذ كانوا يظنون أن قوةَ السلاح وحدها هي من تقررُ حسمَ الأمور، فمضوا يشعلون نيران الحرب من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى قرية، حتى وصلت نيرانُ الحروبِ إلى تلك القرى البعيدة التي ما كان لها أن تعرفَ الحربَ أو تسمعَ بها لولا حماقاتهم التي أوصلت المأساة إلى كل بيت، ولم يكن الصراع عسكرياً وسياسياً فحسب، فقد كان الإنقلابُ انقلاب على كل القيم والمبادئ و على كل الثوابت الوطنية، ولم يتوقف الأمر هنا، وليت الحرب كانت سياسية أو عسكرية، ولكن الأخطر من ذلك هو الصراع المذهبي الذي بدأ يدب في الأوساط الاجتماعية ، وكذلك التفرقة العنصرية التي نشبت بين أبناء الشعب الواحد، وظهرت المسميات العرقية والطائفية المقيتة القائمة على السلالية ، التي تُوسعُ هوةَ الخلاف في المجتمع اليمني الذي ظل لقرونٍ من الزمن لا يعرفُ الحروب الطائفية أو المذهبية.
ومن الغريب اليوم أن نرى من يحتفل في يومٍ كان فيه بداية لعهدٍ من الصراع المر، يومٌ أشعلت فيه شرارة الحرب، فهل يدرك من يحتفل اليوم على أنات الجائعين ويرقص على صرخاتهم المبكية ، حجم المأساة التي يتحملها هؤلاء، هل يدركون ما يعانيه الوطن كل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، أم أن العنجهية المفرطة اعمت بصائرهم فلا يرون إلا مصالحهم وأطماعهم؟!
إنه من العجيب أيضا أن يعلنوا الحادي والعشرين من سبتمبر عيدا وطنياً وهو يومُ نكبةٍ بالنسبة لليمن ، فما جرى ويجري حتى اليوم هو نتيجة ذلك اليوم المشؤوم، فكيف بهم يحتفلون به ويعلنونه عطلة رسمية، ويسمون الجامعات والمنشآت الحكومية بـ 21 سبتمبر.
سيظل هذا التاريخ شاهداً على جرائمهم وأفعالهم المشينة التي تسيء للوطن والمواطن، فهذا التاريخ يذكرنا بمحاصرة المدن وحرمان أهلها من الأمن ولأمان، وترويع الأمنين في مساكنهم وقتل المواطنين العزل، ويذكرنا بأولئك المعتقلين الذين يقبعون في غياهب السجون، وبمن سقطوا جراء قصفهم للأحياء والمساكن المكتظة بالسكان.