ارتباك في أوساط الحوثيين وتحشيد لـ”كيانات أهلية” ضد قرار نقل البنك المركزي
عاشت جماعة
الحوثي المسلحة، اليوم الإثنين، حالة ارتباك غير مسبوقة جراء نقل الحكومة
اليمنية البنك المركزي من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم إلى محافظة عدن،
جنوبي اليمن.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
عاشت جماعة الحوثي المسلحة، اليوم الإثنين، حالة ارتباك غير مسبوقة جراء نقل الحكومة اليمنية البنك المركزي من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم إلى محافظة عدن، جنوبي اليمن.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من قبل الجماعة، لكن تصريحات منفردة صادرة عن ناطق الجماعة وأحد القياديين فيها، أظهرت حجم الصدمة التي تعيشها الجماعة، جراء نقل البنك المركزي إلى عدن، وصمت المؤسسات الدولية التي كانوا يعولون عليها بالإعتراض على القرار.
واختفى الرجل الثاني في الجماعة، صالح الصماد، عن اجتماعات ما يسمى بـ”المجلس السياسي”، اليوم الإثنين، وظهر نائبه، قاسم لبوزه، باجتماعات أمنية لم تتطرق إلى قرار نقل البنك.
ولجأ الحوثيون إلى حشد “كيانات أهلية” للرد على قرار النقل، والتصريح بأن محافظ البنك المركزي المقال، محمد بن همام، باق في منصبه، عقب اجتماع عُقد في مقر البنك المركزي بصنعاء، ومُنع الإعلاميين من تغطيته.
وقال مصادر خاصة لـ”يمن مونيتور”، إن الحوثيين قاموا باستدعاء جمعية البنوك الأهلية العاملة في العاصمة صنعاء وعقد اجتماع طارئ لمناقشة الرد على قرار نقل البنك وتغيير مجلس إدارته.
ونقلت وكالة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على لسان مصدر وصفته بالمسؤول في جمعية البنوك اليمنية، أن الاجتماع عقد برئاسة محمد عوض بن همام والدكتور محمد أحمد السياني، ومدراء عموم البنوك العاملة في اليمن.
وقال المصدر، إن “كافة أعمال البنك المركزي” والبنوك التجارية ستستمر بشكل طبيعي وكما هو معتاد وليس هناك ما يدعو للقلق.
وأكدت مصادر موثوقة من داخل البنك لـ”يمن مونيتور”،أن بن همام والسياني لم يحضرا الاجتماع المزعوم الذي أذاعته وسائل إعلام حوثية.
وقالت المصادر إن “تحشيد كيانات أهلية وليست حكومية للرد على القرار الحكومي، والإعلان بأنه ليس هناك ما يدعوا للقلق، يكشف بوضوح حجم الارتباك والقلق الذي تعيشه الجماعة منذ صدور القرار.
وأكدت المصادر، أن بن همام كان بمقدوره التصريح بشكل رسمي لو أنه يريد الدخول مع الحكومة في سجال، ولن يحتاج إلى كيانات أهلية للدفاع عنه، ولكنه لم يصدر ولم يطلب من أحد أن يدافع عن قرار اقالته.
وقال مصدر خاص في البنك لـ”يمن مونيتور” إن الاجتماع السري الذي مُنع الإعلاميون من تغطيته بسبب غياب بن همام، ركز على توحيد القطاع المصرفي وطمأنة الشارع باستقرار الشؤون المصرفية.
ولفت المصدر، إلى أن اجراءات الحوثيين تحاول توحيد قرار التجار والمصارف لمواجهة انهيار حتمي في الأيام القادمة”.
وفي خبر آخر، نشرت وسائل إعلام حوثية بلاغا صحفيا قالت إنه لجمعية الصرافين اليمنيين يؤكد على “استقرار القطاع المصرفي”.
وبدا الارتباك واضحا على القيادي الحوثي “يوسف الفيشي”، عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، الذي اعتبر في منشور له على موقع فيسبوك، القرار بأنه” حرب نفسية”، لكنه في المقابل راح يهدد دول الخليج بأن “المجاعة” ستشملهم أيضا، بل وستتأثر أمريكا بعواقب ذلك القرار حسب تعبيره.
وفي المقابل، ظهرت الحكومة اليمنية واثقة من الخطوة التي اتخذتها بنقل البنك إلى العاصمة المؤقتة عدن، وطمأنت الشارع اليمني بأنها ستكون مسؤولة تجاه كل المواطنين.
وقال رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، خلال لقاءه اليوم الاثنين، القائم بأعمال السفير الامريكي ريتشارد رايلي، إن الحكومة “ستفي بكل ما عليها من التزامات بالدين الداخلي والديون الخارجية وستكون مسئولة تجاه كل المواطنين”.
ولفت إلى أن “مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لم يلتزموا بأي اتفاقيات ويسعون إلى شرعنة انقلابهم بتشكيل حكومة لا يملكون حق تشكيلها”، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.