أخبار محليةالأخبار الرئيسية

أبناء المهرة يتشبثون بلغتهم الأم 

 

يمن مونيتور/قسم الأخبار

تفاعل العشرات من النشطاء، مساء السبت، مع حملة إلكترونية دعا إليها مركز اللغة المهرية للدارسات بمناسبة يوم اللغة المهرية بهدف نشرها والحفاظ عليها بصفتها الهوية الثقافية لأبناء المهرة وتاريخهم العريق.

وشارك في الحملة التي انطلقت على وسم “#يوم_اللغة_المهرية”، المئات من النشطاء والخبراء وطالبو بالاهتمام بهذا الموروث الحضاري.

وكان وزير الإعلام والثقافة في مقدمة المشاركين في الحملة والذي قال: بكل فخر واعتزاز نحتفي اليوم باللغة المهرية، التي تمثل جزءًا أساسيًا من هويتنا وتاريخنا العريق.

وأضاف: في يوم اللغة المهرية، نتذكر أهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الذي تناقلته الأجيال، وهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل تاريخ وأصالة وجذور متأصلة في أعماق اليمن.

وأكد أن اللغة المهرية ليست فقط كلمات تُقال، بل هي رمز لتراثنا اليمني المتنوع الغني وصمودنا أمام التحديات التي مرت بها الاجيال.

وقال إن كل كلمة وكل حرف فيها يحمل بين طياته حكايات أسلافنا، قصصاً عن المهرة واهلها الكرام الذين حافظوا على هذه اللغة من الاندثار.

من جانبه حثّ وزير الثروة السمكية السابق الدكتور فهد سليم كفاين، أبناء المهرة وسقطرى على ضرورة العمل من أجل دمج اللغتين (المهرية والسقطرية)، بأدوات المعرفة الحديثة ومفردات التعليم بمختلف مراحله.

وقال كفاين: “يحتفي أبناء المهرة غداً (الأربعاء) 2 أكتوبر بيوم اللغة المهرية وقد قطعوا شوطا كبيرا في تأصيلها وبناء معجم لغوي واسع ودمجه بوسائل وأدوات المعرفة الحديثة”.

وأضاف “نرحب بالجهود الكبيرة ونبارك للمهريين خاصة ولنا جميعا ذلك الإنجاز. وأتمنى أن نحقق الإنجاز نفسه للغة السقطرية وهي الأخت الأقرب لها في السلالات اللغوية”.

وأشار إلى أن “الإنجاز المهري يتزامن مع جهود كبيرة لأبناء سقطرى وغيرهم من المختصين في بحث ومناقشة خطوات تصنيف الأبجدية السقطرية واعتماد معجم لها”.

وأكد أن “المهرية والسقطرية كلغتين تمثلان مفاتيح لثقافات أصيلة وتراث إنساني يمتلك التميز والثراء ولا تزالان ضمن اللغات المعرضة للتآكل والإنحسار”.

وقال الوزير السابق، إن “أمام المهريين والسقطريين وخاصة المختصين منهم تحدٍ كبير في إحياء تراثهم اللغوي والثقافي والحفاظ عليه والعمل على دمجه بأدوات المعرفة الحديثة ومفردات التعليم بمختلف مراحله”.

وأوضح أن “حماية الثقافة المهرية والسقطرية بما فيها الموروث الثقافي واللغة والتراث الطبيعي يقع على عاتق الدولة بمختلف مستوياتها من خلال مؤسساتها الرسمية أولا ودعم منظمات المجتمع المدني المهتمة بذات المجال”.

وغرّد حساب المحافظ محمد علي ياسر بالقول: “في يوم اللغة المهرية الثاني من أكتوبر من كل عام، يحتفي أبناء المهرة بإرث لغوي عريق يمتد عبر الزمن ويعكس هويتنا الثقافية.

وأضاف: “لغتنا المهرية جزء كبير من تاريخنا الغني، وواجبنا الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة كونها تمثل أغلى ما نملك وأكثر ما يميزنا”.

ودعا “الجميع للاحتفاء بهذه المناسبة والاهتمام بلغتنا وتراثنا. وإن اهتمامنا، كسلطة محلية بالموروث المهري الأصيل هو دائماً محل فخر واعتزاز”.

وقال عبدالله بن غفيلة كلشات: “يعتزّ أهل المهرة بلغتهم، وهم يتناقلونها شفاهةً أبًا عن جد، وهي تحظى اليوم باهتمام كبير على الصعيدين الشعبي والرسمي”.

 

 

 

وأضاف: “في المهرية يستعمل الهاء كعنصر للتعريف الاسم مثل: (هابو) بمعنى الناس، والاحتفاظ بألفاظ سامية مثل (بر) بمعنى (الابن)، و (عم) بمعنى (الجد أو الأب الكبير)”.

وقال: “أثبت الاستقراء وجود عناصر لغوية سامية قديمة في المهرية، منها: طريقة نطق بعض الأصوات اللغوية كالشين الجانبية (ڛ)، والقاف القديمة (ڨ) والصاد الاحتكاكية (ص)، واستعمال لاحقة تأنيث الفعل (وت) مثل: (سيروت) بمعنى سارت”.

ومضى كلشات في عرض جانب من جمال المهرية قائلاً: “التاء المربوطة في المهرية هي التاء وليس الهاء نحو: (ساعت) بمعنى ساعة، وتنسب المصادر هذا الوقوف إلى لغة حمير، وقلب هاء ضمير الغائبة سينًا (سي) بمعنى هي، والاحتفاظ بألفاظ حميرية مثل ( ڛخاف ) ومعناه : الحليب أو اللبن”.

وأضاف: “في المهرية يتم قلب همزة التعدية هاءً (هفعل)، وهو استعمال لغوي جنوبي قديم مثل: (هبدول) بمعنى أبدلَ، واستعمال الكاف لاحقةً للمتكلم والمخاطب مثل: (سيرك) بمعنى سرتُ، واستعمال ( الميم ) لاحقةً لجمع الفعل مثل: (سيورم) بمعنى ساروا”.

وتواجه اللغة المهرية مخاطر عديدة، والأشد منها هي قلة الوعي لدی متحدتيها؛ حيث تم التفريط ببعض مفرداتها واستبدالها بأخرى من مختلف اللغات، وكذلك استبدال بعض الأهازيج المهرية بالعربية في المناسبات الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى