أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

ما الذي يعنيه نتنياهو ب”تغيير واقع الشرق الأوسط”؟

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، عن عزمه “تغيير واقع الشرق الأوسط”، في وقت تمكن من توجيه ضربة قاسية لحزب الله في لبنان باغتيال أمينه العام، ومهاجمة مدينة الحديدة في اليمن.

وقال نتنياهو: “نعمل على تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله وتغيير توازن القوى يجلب معه احتمالا بتحالفات جديدة في المنطقة”.

وكان نتنياهو قد أطلق هذا الطموح بعد بدء حملته الوحشية على قطاع غزة الفلسطيني، لكنه هذه المرة يأتي بعد تحقيق انتصار تكتيكي على حزب الله في لبنان، وشن 15 غارة جوية على منشآت مدنية في محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

لعبة شطرنج

وقال الصحافي والباحث اليمني سمير رشاد اليوسفي: نتنياهو يتحدث عن تغيير واقع الشرق الأوسط وكأننا في لعبة شطرنج!

وأضاف اليوسفي: بينما تستعد إسرائيل للاجتياح (لبنان)، الأنظمة العربية تتصارع فيما بينها وبعضها أشد خطراً على شعوبها من إسرائيل.

وتساءل: أي تغيير هذا عندما يكون الأعداء أوضح من الأصدقاء؟ يبدو أن الانقسام الطائفي جعل الجميع مشغولين، بينما يخطط الآخرون لتوسيع حدودهم.

من جهته يرى لقاء مكي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات وأستاذ الدعاية من جامعة بغداد أن “حققت إسرائيل زخما استراتيجيا بما فعلته حتى الآن في لبنان، حيث استعادت قوة الردع التي فقدتها يوم ٧ اكتوبر ٢٠٢٣، وتمكنت حتى الآن من تحييد إيران، وإجبارها على اتخاذ موقف سلبي من دعم محورها.

وأضاف: ومن غير الواقعي الاعتقاد أنها ستتوقف عند حدود ما فعلته حتى الآن، ولذلك فلوعيده هذا المرة، جدية ينبغي النظر لها بعناية وتوقع الهدف الذي تريد أن تصل إليه.

الهدف الإسرائيلي الراهن

ومن الواضح أن الزخم بتحقيق الأرباح في لبنان، والذي يعتبر أكبر انتصارات الاحتلال في لبنان منذ الثمانينات، يدفعه إلى بُعد أكبر باستهداف “محور المقاومة”.

وقال مكي: والهدف الراهن هو جميع أطراف المحور بلا استثناء، سواء في العراق أو سورية أو اليمن، وهذا الأمر غير محدد بوقت.

وأشار إلى أن ذلك سيتم: دون رادع إقليمي أو دولي، فإيران لن تدعم أذرعها بعدما فرطت حتى الآن بذراعها الأساسي وهو حزب الله، وستمضي إسرائيل بنفس المنهجية فيما يتصل بكل القوى المؤيدة لإيران، وهي جميعا أضعف كثيرا من حزب الله.

أما سيف الإسلام عيد الباحث والكاتب المصري فيرى أن نتنياهو “عازم على تنفيذ مخططه الذي يقضي باختصار بتقسيم الدول العربية بين حليف أو عدو”.

وأضاف: الحليف مطبّع، مسالم، مشارك في دحر أي خطر عن أمن الكيان. والعدو يضايق الكيان ولو بعدم التعاطي معه، وهو أضعف الإيمان.

خارطة “إسرائيل الكبرى” التي عُرضت في ندوة للاحتلال وتحدث عنها “بتسلئيل سموتريتش”

إيران عدو تكتيكي

ويشير لقاء مكي إلى أن سيناريو استهداف محور المقاومة “لن يكون نهاية الأمر، ذلك أن إسرائيل تدرك أن مصدر التهديد التاريخي لها، ليس في إيران، فهذا مجرد عدو تكتيكي، الخطر على إسرائيل يكمن في الدول العربية المركزية، وأبرزها العراق وسورية، بعد تحييد مصر بمعاهدة السلام.

وأضاف: الأمر هنا يتعلق بشعبي الدولتين لا بنظاميهما، لذلك فالهدف النهائي ربما سيمتد لرسم واقع جيوسياسي جديد للبلدين، باستغلال الانقسام الاجتماعي والسياسي الحاد فيهما، والعمل على تقسيمهما، وتحقيق هدف إسرائيلي قديم يعود للعام ١٩٥٥.

وتعيش سوريا والعراق وضعاً سيئاً، مع الحروب الأهلية التي عصفت بهما، حيث تعاني سوريا من سلطات أمر واقع متنافسة، والوضع ذاته بالنسبة للعراق الذي تتصاعد فيه صراعات الهوية والطائفية والمناطقية.

إسرائيل المهيمنة  

ويقول “مكي”: تقسيم العراق وسورية سيلاقي رفضا من بعض دول الإقليم ورضى أخرى، أما إيران فأغلب الظن أن إسرائيل وأمريكا سيكتفيان بإضعافها وتحييدها دون تقسيمها لأسباب تتعلق بتداعيات ذلك على آسيا الوسطى وأوروبا ودول الخليج، فضلا عن أن إيران الموحدة والضعيفة ستكون فوائدها أكثر من ضررها للغرب.

ولفت إلى أن هذا الواقع الجديد “سيجعل عملية التطبيع سياقا طبيعيا يمضي بسلاسة ودون قيود أو روادع، وحينها تطمح إسرائيل أن تكون الدولة المهيمنة في الشرق الأوسط الجديد، تتسابق الدول المهزومة على التعامل معها بحثا عن الحماية والأمن”.

ويرى “عيد” أن “هكذا يريد العدو نتنياهو تنصيب نفسه حاكمًا لشرق أوسط جديد يلجمه وقت الحاجة ويطلقه على عدوه وقت أن يشاء”.

من جهته يرى جدعون ليفي الكاتب في صحيفة هآرتس أن “نتنياهو يظن أنه سيحقق انتصاراً شاملاً، يتخلص من حماس وحزب الله ويهدد إيرا، وبعد ذلك سيشكل الشرق الأوسط”.

وتابع: لكني أقول إن هذا هو الوهم، فالحقيقة مختلفة بشكل كامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى