أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتحليلتراجم وتحليلات

الحوثيون يوسعون العلاقات خارج محور إيران

يمن مونيتور/ مأرب/ ترجمة خاصة:

قال معهد صوفان للدراسات المخابراتية والأمنية الأمريكي إن جماعة الحوثي تعمل تنويع علاقاتها خارج إيران وشركاء محور المقاومة الآخرين، مما يزيد من استقلاليتها العملياتية.

وأشار إلى أن روسيا تعمل على توسيع علاقاتها الاستراتيجية مع الحوثيين كوسيلة ضغط ضد الدعم العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لأوكرانيا، بينما تحاول تجنب تمزق علاقاتها الإقليمية الراسخة.

وأضاف أن جماعة الحوثي أقامت علاقة مع حركة الشباب المتشددة في الصومال من أجل مضاعفة التهديد الذي تشكله الجماعة اليمنية على نقاط اختناق الشحن العالمية.

كما أن شبكات المشتريات الحوثية حصلت على التكنولوجيا الرئيسية من الصين، حتى في الوقت الذي تمثل فيه هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر تهديدا لتجارة الصين مع أوروبا.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة برزت جماعة الحوثي كرأس حربة في محور المقاومة الإيراني حيث هاجمت الشحن التجاري في البحر الأحمر وتحدت الجهود التي يبذلها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتدمير ترسانة الحركة. ومع ذلك، لطالما قيم الخبراء الإقليميون الحوثيين على أنهم حريصون على قبول المشورة وشحنات الأسلحة من إيران، وفي الوقت نفسه يحددون سياساتهم الخاصة ويقاومون توجيهات طهران. وعلى عكس أعضاء المحور الآخرين، يقسم الحوثيون بالولاء لقيادتهم، وليس للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، ولديهم طموحاتهم الإقليمية الخاصة المنفصلة والمتميزة عن إيران. يساعد تنويع شراكاتهم الإقليمية والعالمية على تقليل اعتماد الحوثيين على طهران.

العلاقات مع روسيا

ويقول تحليل معهد صوفان- وترجمه “يمن مونيتور” إلى العربية-جعلت مكانة الحوثيين الصاعدة من الجماعة شريكا جذابا للجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية التي تسعى إلى قلب النظام السياسي والأمني والاقتصادي الذي يرون أنه يخضع للهيمنة الأمريكية وحلفاؤها. وتعمل روسيا، على وجه الخصوص، على توسيع علاقاتها مع الحوثيين، معتبرة الجماعة أداة مفيدة لتطوير النفوذ ضد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. حيث تشكل هجمات الحوثيين على الشحن التجاري في البحر الأحمر تهديدا أكبر بكثير للاقتصادات الأوروبية والأمريكية من روسيا، التي تتم معظم تجارتها برا.

ويقول معهد صوفان: بالإضافة إلى ذلك، أصبحت روسيا تعتمد، إلى حد ما، على الإمدادات الإيرانية من الطائرات المسلحة بدون طيار لاستخدامها ضد أوكرانيا. وأكد مسؤولون أمريكيون هذا الشهر أن إيران شحنت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى الجيش الروسي أيضا لاستخدامها ضد مواقع الخطوط الأمامية الأوكرانية. إن علاقة روسيا مع الحوثيين ودعمها، الحليف الرئيسي لإيران، هي إحدى الوسائل العديدة التي يمكن لموسكو من خلالها ضمان استمرار استجابة طهران لطلب الكرملين للحصول على إمدادات أسلحة إضافية.

ويستدرك بالقول: ومع ذلك، فإن الحوثيين هم أيضا خصوم لدول إقليمية رئيسية – لا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – التي يعتبرها الكرملين شركاء في العديد من القضايا، بما في ذلك سياسة إنتاج النفط العالمية. كما سعت موسكو إلى تجنب قطع العلاقات مع إسرائيل، جزئيا لردع الإسرائيليين عن تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي وصاروخي متقدمة، مثل القبة الحديدية. وعلى الرغم من أنهم ينظرون إلى الحوثيين على أنهم مفيدون بشكل متزايد لأهدافهم العالمية، إلا أن القادة الروس اضطروا إلى معايرة علاقاتهم مع الجماعة من أجل عدم التسبب في خلاف مع شركاء روسيا الإقليميين الآخرين.

الموقف السعودي

ويشير معهد صوفان إلى أنه “من المحتمل أن تكون حاجة روسيا إلى تجنب الابتعاد عن السعودية هو دافع وراء قرارها المزعوم بإلغاء تسليم الصواريخ والمعدات العسكرية الأخرى إلى الحوثيين في أواخر يوليو / تموز. وبحسب ما ورد وافقت روسيا على الشحنة للرد على قرار واشنطن بتخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للمدفعية بعيدة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب أهداف داخل الاتحاد الروسي. جاء انسحاب روسيا من البيع وسط ضغوط من المسؤولين السعوديين والأمريكيين الذين هددوا الكرملين بعواقب وخيمة إذا مضى قدما في التسليم، وفقا لمصادر متعددة في CNN. وقالت المصادر إن السعوديين، الذين تعرضوا لهجمات متكررة بالصواريخ الحوثية وهجمات الطائرات المسلحة بدون طيار لسنوات قبل أن تساعد الولايات المتحدة في التفاوض على هدنة هشة في عام 2022، أخذوا زمام المبادرة في تحذير روسيا من تسليح الحوثيين، بعد علمهم بالخطط.

ومع ذلك، لم تمثل شحنة الأسلحة المجهضة قرارا من القادة الروس بتجنب الحوثيين تماما، أو دعم الجهود الغربية لإجبار الجماعة على وقف التصعيد في البحر الأحمر. ووفقا لمجموعة من المصادر، نشرت روسيا بدلا من ذلك أفرادا عسكريين في اليمن للمساعدة في تقديم المشورة للحوثيين على مدى ثلاثة أيام في أواخر يوليو / تموز.

وبحسب ما ورد لاحظت المخابرات الأمريكية سفنا روسية كبيرة تتوقف بشكل غير عادي في جنوب البحر الأحمر، حيث قامت بإنزال أفراد روس في قارب حوثي قام بنقل الروس إلى اليمن. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يقرر بعد ذلك بتزويد الحوثيين بالأسلحة، ربما كوسيلة لثني الولايات المتحدة عن الموافقة على طلب أوكرانيا بالسماح لها بضرب أعمق في الأراضي الروسية.

ويرى خبراء عالميون أن دعم روسيا المتزايد للحوثيين يتسق مع النمط الأخير لسياسات موسكو في المنطقة، بما في ذلك قرارها في عام 2015 بالتدخل عسكريا في سوريا لإنقاذ نظام بشار الأسد. ودعمها للرجل القوي في شرق ليبيا الجنرال خليفة حفتر. والسماح لها لشركة “مجموعة فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة السابقة بمساعدة قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تقاتل القوات المسلحة السودانية منذ منتصف عام 2023.

 

علاقة مع حركة الشباب

وإلى جانب ما يعتبره المسؤولون الأمريكيون توسعا مزعجا في العلاقات مع موسكو، يبدو أن الحوثيين طوروا علاقات مع حركة الشباب المسلحة. ولا تزال الجماعة، التابعة لتنظيم القاعدة، تسيطر على أراض في الصومال وتواصل محاربة الحكومة الصومالية وتنفيذ هجمات إرهابية هناك وفي أجزاء أخرى من شرق أفريقيا.

إن نطاق مساعدة الحوثيين لحركة الشباب ليس واضحا تماما: تشير بعض التقارير إلى أن الجماعة أعادت تصدير بعض الأسلحة الإيرانية التي تلقتها إلى الحركة الصومالية.

وقال أحد الخبراء، جوليد أحمد، الباحث في شؤون القرن الأفريقي في معهد الشرق الأوسط، إن الحوثيين أرسلوا ثلاثة مهندسين إلى مقاتلي الشباب في جنوب الصومال لمساعدتهم على صنع أسلحة وقنابل متطورة. وقال بعض كبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين للصحفيين إن التعاون مع الحوثيين قد يمكن حركة الشباب من عكس المكاسب الإقليمية التي حققها الجيش الوطني الصومالي ضد الجماعة خلال العامين الماضيين.

ويقدر المسؤولون الأمريكيون أن الحوثيين ينظرون إلى التعاون مع الإرهابيين الصوماليين على أنه يخدم أهداف الحوثيين التي تبدو وكأنها تشكل تهديدا أكبر من أي وقت مضى للجهود الأمريكية والبريطانية لتأمين البحر الأحمر من الهجمات.

العلاقة مع الصين

كما يبدو أن الحوثيين يستغلون تعاون الصين مع روسيا ودول الجنوب العالمي لتقويض الهيمنة التي تقودها الولايات المتحدة على النظام العالمي القائم على القواعد. من غير المعروف أن الصين تقدم المشورة أو تسلح للحوثيين، لكنها على ما يبدو غضت الطرف عن جهود الحوثيين لشراء التكنولوجيا المتعلقة بالأسلحة في جمهورية الصين الشعبية.

كما لم تساعد الصين عمليات الأمن البحري التي تقودها الولايات المتحدة لتأمين البحر الأحمر من هجمات الحوثيين – التي تهدد الطريق الرئيسي الذي تصل من خلاله صادرات الصين إلى أوروبا. وأرسلت الصين سفنا حربية قبالة الساحل اليمني، لكنها رفضت الرد على نداءات الاستغاثة من السفن التي ضربتها صواريخ الحوثيين والطائرات بدون طيار، وبدلا من ذلك أذعنت بالكامل للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمساعدة السفن المنكوبة وأطقمها.

وفرض المسؤولون الأمريكيون عقوبات على العديد من الأفراد والكيانات لمساعدتهم الحوثيين في شراء التكنولوجيا الرئيسية المتعلقة بالأسلحة في جمهورية الصين الشعبية – ويبدو أنهم يؤكدون أن الحكومة الأمريكية قد حصلت على معلومات استخباراتية دقيقة حول المعاملات المتعلقة بالحوثيين هناك.

ففي منتصف يونيو / حزيران، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شخص مرتبط بالحوثيين مقيم في جمهورية الصين الشعبية وشركته التي تتخذ من الصين مقرا لها، شركة قوانغتشو تسنيم التجارية المحدودة، ككيانات إرهابية لأدوار رئيسية في شراء المواد في الصين التي تمكن قوات الحوثيين من تصنيع أسلحة تقليدية متطورة داخل اليمن. ومن بين العمليات الحوثية الأخرى في الصين، نسقت الجماعة، وفقا لوزارة الخزانة، مع شركة Ningbo Beilun Saige Machine Co., Ltd. التي تتخذ من جمهورية الصين الشعبية مقرا لها لشراء المواد الضرورية لتصنيع الطائرات المسلحة بدون طيار وغيرها من الأسلحة.

وبالمثل، وفقا لوزارة الخزانة، عمل الأفراد المرتبطون بالحوثيين من خلال شركة دونغقوان يوز لأدوات الآلات المحدودة للحصول على معدات بقيمة عشرات الآلاف من الدولارات لجهودهم المحلية في إنتاج الأسلحة.

يتم تقييم الحكومة الاستبدادية في الصين على نطاق واسع على أنها قادرة وراغبة في تفكيك أنشطة شراء التكنولوجيا الحوثية في الصين إذا كانت بكين قد قيمت أنشطة الحوثيين على أنها تهديد للمصالح الصينية الأساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى