دبلوماسية دولية خفيّة تنشط في مسقط لبحث حل لأزمة اليمن
نفت جماعة الحوثي المسلحة تلقي أي خطة أمريكية للسلام في اليمن، في وقت تدور مشاورات دبلوماسية غربية خفيّة في مسقط مع “الحوثيين/صالح” ويبدو أنه أحد أسباب تأخر عودة الوفد إلى العاصمة صنعاء. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
نفت جماعة الحوثي المسلحة تلقي أي خطة أمريكية للسلام في اليمن، في وقت تدور مشاورات دبلوماسية غربية خفيّة في مسقط مع “الحوثيين/صالح” ويبدو أنه أحد أسباب تأخر عودة الوفد إلى العاصمة صنعاء.
وقال محمد عبدالسلام المتحدث باسم الجماعة ورئيس الوفد للمشاورات في تصريحات بثها تلفزيون BBC، إن جماعته لم تتسلم رسمياً أي خطة سلام أمريكي أو مقترح بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن.
وكانت وكالة رويترز قد نشرت عن عضو في فريق التفاوض التابع للحوثيين يوم أمس الأول، الخميس، أن مسؤولا أمريكيا قدم لجماعة الحوثي خلال اجتماع في عمان اقتراحا بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن. مشيراً إلى أن الخطة قدمها توماس شانون مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية أثناء المحادثات التي جرت في مسقط.
من جانبه قال عبدالسلام أن ما جرى عرضه على وفد الجماعة/صالح خلال لقاء في مسقط في الثامن والتاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري مع توماس شانون بحضور وسيط عماني كان “مجرد أفكار لا تختلف في جوهرها عن الأفكار التي طرحت في الكويت لكن ظاهرها وشكلها مختلفان، أي بمعنى تغيير عنوان الافكار ومن يعرضها، أما افكار جوهرية وجديدة فلم يتضح شيء حتى الآن، ولم يتم تسليم أي افكار مكتوبة أو أوراق للنقاش منذ انتهاء مشاورات الكويت”.
عبدالسلام الذي تحدث من مسقط بعد تعذر الوصول إلى صنعاء الذي كان مقرراً الجمعة، قال إن جماعته لن تقبل خطة أمريكية ما لم تقدم بشكل رسمي من الأمم المتحدة، معتبراً واشنطن شريك الرياض التي تقود تحالف على جماعته والقوات الموالية للرئيس السابق منذ مارس/آذار الماضي.
لكن أبوبكر القربي وهو أحد أبرز معاوني “علي عبدالله صالح” وممثليه في المشاورات له رأي مختلف عن رأي محمد عبدالسلام ففي تغريدات له على موقع تويتر يقول القربي إن: “تسريبات الحل الأمريكي لأزمة اليمن مبنية على مبادئ حل الكويت التي تشدد على ضرورة الحل السياسي والتزامن”.
وأضاف القربي، أن الحل الأمريكي” يمكن بحثه إذا قُدّم بصيغة واضحة ومكتوبة للبناء عليه”. معتقداً أن كيري “يعمل جاهدا لتحقيق نجاح في حل الأزمات قبل تركه المنصب، واليمن حل أزمتها الأسهل”، لافتا إلى أنه “يحتاج الشجاعة في إعلان رؤية الحل وليس تسريبها فقط”، على حد قوله.
كيري يعمل جاهدا لتحقيق نجاح في حل الأزمات قبل تركه المنصب واليمن حل ازمتها الاسهل ولكنه يحتاج الشجاعة في اعلان رؤية الحل وليس تسريبها فقط
— Dr Abubaker Alqirbi (@AAlqirbi) ١٧ سبتمبر، ٢٠١٦
وقبل ثلاثة أسابيع، كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن خطة دولية لحل النزاع اليمني تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وانسحاب مسلحي الحوثي من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة لطرف ثالث لم يتم الكشف عنه.
وقال مصدر دبلوماسي خليجي مطلع على تلك المشاورات لـ”يمن مونيتور” أن جهود دبلوماسية تقودها ألمانيا وممثل للاتحاد الأوروبي إلى جانب سلطنة عمان والجمهورية الإيرانية ولقاءات مكثفة مع الحوثيين وحزب صالح من أجل التوصل إلى حل ينهي الأزمة.
وأشار الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن تلك اللقاءات تتقدم وتتراجع في نفس الوقت نتيجة تضارب مواقف الحوثي/صالح، والذين أصابوا الدبلوماسيين بالحيّرة.
ويعتقد الدبلوماسي أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن تحقيق انتصار قبل الانتخابات الأمريكية القادمة، في ملف الشرق الأوسط، وتعتقد أن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد نقل الصلاحيات وسحب السلاح في نوفمبر/تشرين الثاني القادم سيكون مناسباً في اليمن.
وكانت هذه الدبلوماسية الخّفية نشطة حتى ابريل/نيسان الماضي عندما بدأت مشاورات الكويت المدعومة من الأمم المتحدة، والتي انهارت الشهر الماضي.
ومن المتوقع أن يعود جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض الأسبوع المقبل (24و25 سبتمبر) لدعم مبادرته بشأن حل الأزمة اليمنية، بعد تسريبات بلقاء وفد الحوثي/صالح في مسقط.
وبدأت الأزمة في اليمن في سبتمبر / أيلول 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء.