الجيش اليمني والمقاومة يستعدان لمعارك تحرير “البيضاء”
تبدأ محافظة البيضاء الواقعة وسط اليمن قرب محافظة ذمار مدخل صنعاء الجنوبي الأسبوع القادم معارك عنيفة بين الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، وتظهر القوات الحكومية أكثر تنظيماً من أي وقت مضى. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
يتوقع أن تبدأ محافظة البيضاء الواقعة وسط اليمن الأسبوع القادم معارك عنيفة بين الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، وتظهر القوات الحكومية أكثر تنظيماً من أي وقت مضى.
والأحد الماضي أعلنت المقاومة الشعبية تحرير مواقع استراتيجية في مديرية ذي ناعم، وقال مصدر عسكري وقتها إن رجال المقاومة الشعبية حرروا موقع الرحاب الاستراتيجي بعد اشتباكات عنيفة مع الحوثيين، وذكر أن القيادي الميداني في جماعة الحوثي عبدالغني صالح البديوي لقي مصرعه خلال تلك المعارك.
وذكرت مصادر في ذات اليوم إن وحدات من الجيش الوطني وصلت غربي المحافظة قادمة من محافظة مأرب (المجاورة) وهي المرة الأولى التي تصل فيها قوات نظامية إلى البيضاء منذ سيطرة الحوثيين عليها في نوفمبر2015م.
وقال مدير المركز الإعلامي للمقاومة بالبيضاء مصطفى حسين إن “وحدات عسكرية تتبع لواء محور البيضاء بقيادة عميد ركن مراد طريق -التابع لقوات الجيش الوطني- وصلت منطقة قانية التابعة لمديرية العبدية مزودة بعتاد عسكري قادمة من محافظة مأرب التي تلقت فيها التدريبات العسكرية خلال الفترة الماضية، للمشاركة بشكل رسمي في تحرير محافظة البيضاء من وجود مسلحي الحوثي وقوات صالح”.
وحسب المصادر فإنه إضافة إلى طريق فإن القوة تضم قائد عمليات المحور العميد محمد علي العمري، ومدير أمن مديرية العبدية القائد مبخوت الأحرق، وصلت إلى ما بعد منطقة قانية، حيث تمركزت هناك لمساندة المقاومة في معاركها مع الحوثيين في المحافظة.
وأكدت المصادر التحام قوات الجيش الوطني بجبهة الوهبية بقيادة الزعيم القبلي ذياب الوهبي حيث خرج السكان لاستقبال هذه القوات بإطلاق الرصاص في الهواء.
وأهمية محافظة البيضاء اليمنية تكمن بموقعها الجغرافي الوسط الرابط بين محافظات يمنية مختلفة، فمن جهة الجنوب ترتبط البيضاء بمحافظات الضالع ولحج وأبين ومن الشرق يحدها محافظتا مأرب وشبوة، فيما يحدها من الشمال والغرب محافظتا إب وذمار وسط اليمن.
وتقع آخر مدن البيضاء رداع على مسافة 50 كلم فقط من أحد أهم معاقل الحوثيين ومكان تدريبهم المتمثل بمحافظة ذمار جنوبي صنعاء، وتمثل مديريات محافظة ذمار الرافد البشري الأهم لجبهات القتال الداخلية بالنسبة للحوثيين، منذ توسع رقعة المواجهات في مارس 2015م.
وكثف طيران التحالف العربي غاراته خلال اليومين الماضيين على مواقع الانقلابيين في محافظة البيضاء، بالتزامن مع تحركات عسكرية ميدانية للجيش الوطني والمقاومة المسنودين من قوات التحالف.
وقالت مصادر في مقاومة البيضاء في تصريحات صحافية إن فتح الجبهة الجديدة هدفه إتمام الطوق على الحوثيين وحلفاءهم وتشتيت قواتها في أكثر من جبهة، مؤكدة أن محافظة البيضاء مثلت للحوثيين وصالح خلال الفترة الماضية بوابة خلفية لتهريب المؤن والبشر وتحديدا السلاح والوقود والمرتزقة الآتية عن طريق البحر العربي إلى سواحل محافظتي شبوة وحضرموت شرقا وصولا إلى محافظة البيضاء.
وأكدت المصادر أن فتح الجبهة بناء وخطة عسكرية يشرف عليه نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر ورئيس هيئة الأركان للجيش الوطني اللواء محمد علي المقدشي، لافتة إلى أن لقاءات عدة تمت في العاصمة الرياض بين القيادات العسكرية وقادة المقاومة والجيش وأسفرت تلك اللقاءات عن فتح الجبهة إكمالا للطوق العسكري المفروض على الحوثيين من جهات الجوف وحجة شمالا وغربا ومأرب شرق وتعز والضالع جنوبا.
وإذا ما نجحت القوات الشرعية المسنودة من طيران التحالف من تحرير البيضاء فإنها ستكون حررت ما تبقى من مديريات أطراف في محافظتي أبين وشبوة اللتين تتواجد بهما الحوثيين في مديريتي مكيراس وبيحان وهما المنطقتان اللتان تحتفظ بهما الميليشيات كنافذة خلفية تمدها بالسلاح والبشر والدعم اللوجيستي المتعدد.
وتدشين الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي، معركة تحرير محافظة البيضاء، يأتي في هذا الإطار الهادف للسيطرة على أهم المنافذ الحيوية الداعمة للحوثيين وفقا لمصادر المقاومة الشعبية.
وكان الأحمر خلال اتصالاته المتعددة بقيادات المقاومة في شبوة والبيضاء ومأرب وأبين قد حذر من المنافذ الحيوية التي تزود الحوثيين بالسلاح عن طريق التهريب البري والبحري.