عربي ودوليغير مصنف

أمير مكة لإيران: لسنا لقمة سائغة وسنردع كل معتد

أكد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة أن بلاده “ليست لقمة سائغة ” و”سوف تردع كل معتد” يستهدف أراضيها، مشيرا إلى أنه “يدعو الله أن يهدي القيادات الإيرانية وأن يردعهم عن غيهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب”.
يمن مونيتور/ الرياض/ وكالات:
أكد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة أن بلاده “ليست لقمة سائغة ” و”سوف تردع كل معتد” يستهدف أراضيها، مشيرا إلى أنه “يدعو الله أن يهدي القيادات الإيرانية وأن يردعهم عن غيهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب”.
جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده الفيصل في مشعر منى شرق مكة المكرمة غربي السعودية، وبثه التليفزيون السعودي الرسمي.
وفي رد الفيصل وهو أيضا، رئيس لجنة الحج المركزية على سؤال بشأن محاولة إيران، استعلال الحج لصالح مشروعها السياسي، قال الفيصل: “نحن لا نستطيع التدخل في شؤون إيران الداخلية.. ولا نسمح باستغلال هذه الأراضي المقدسة والحج لأمور سياسية أو شعارات سياسية ليس لها أي علاقة بهذه الرحلة الإيمانية”.
وبيّن أن “منع تسييس الحج بهذا الحزم والحسم لصالح المسلمين”، مشيراً إلى أنه “لو سمحنا لكل تيار سياسي أن يرفع شعاراته، ويسير مسيرات كيف سيحج الناس؟!”.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت المملكة ستستقبل حجاج إيران العام القادم، قال أمير مكة: “المملكة يشرفها أن تستقبل أي انسان يريد أن يحج من إيران إذا سمحت له الحكومة الإيرانية”.
وفي إجابته على سؤال حول تعليقه على تدخل إيران في شؤون الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن، وعن استعدادات المملكة ما إذا حاولت إيران تهديدها، قال الفيصل: “رسالتي للقيادات والحكومة الايرانية أدعو الله أن يهديهم وأن يردعهم عن غيهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب في العراق وسوريا اليمن”.
وأردف: “وإذا كانوا يجهزون جيش لغزونا، فنحن لسنا لقمة سائغة حتى يجهز لنا من أراد، ويحاربنا متى ما أراد، نحن سوف نردع كل معتد ولن نتوانى في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة، وكل شبر لا يمكن أن يدنس وباقي منا إنسان على هذه الأرض”.
وتعرضت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية لهجوم “لفظي” غير مسبوق، من قبل قادة إيران، جدد خلاله كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني وعلي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني اتهامهما للمملكة بمنع حجاج بلادهم من أداء الفريضة هذا العام.
في المقابل، اتهمت الرياض، طهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، وقالت إنها “تسعى لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج”.
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم تسمي بـ”البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل “آية الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
وفي رده على سؤال عن جهود السعودية في محاربة الغلو والتطرف، قال الأمير خالد الفيصل: “السعودية كانت أكبر وأول المتضررين من الإرهاب، وأول من دعا لمكافحته عالمياً، وكانت الدول الصغيرة والكبيرة عندما بدأ الإرهاب عندنا شبه راضين، وكانوا يتندرون عندما كان قادتنا يقولون لهم إن سكتم على الإرهاب سيصل إليكم، إلى أن وقعت الواقعة ووصل الإرهاب لديهم، الآن يطالبوننا نحن بوقف الإرهاب”.
وأردف: “نقول لمن بدأوا يحاربون الإرهاب اليوم وليس قبل 20 سنة صح النوم(استيقظوا من نومكم)”.
وهنأ أمير مكة جميع حجاج بيت الله الحرام على ما منّ به الله من فضل لتأديتهم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
واعتبر أن أداءهم الحج في أمن وسلام “إجابة على كل الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة في هذا العام وقبيل الحج من الحاسدين والحاقدين ومن المرجفين الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتسيير أمور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع”.
وأكد أن وقوف أكثر مليوني حاج على صعيد عرفات في نفس الوقت والمكان والأسلوب واللباس، وهم يلبسون هذه الملابس البيضاء كبياض نفوسهم وقلوبهم هي رسالة يوجهونها للعالم ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام وليس دين إرهاب وتخريب.
وأضاف أن هذا الجمع الكبير الذي يفوق مليوني حاج، وهو يطوف بالكعبة الشريفة يسمع الأذان، وما أن يسمعه حتى ينتظم في دقائق، الكتف على الكتف، في مشهد لا مثيل له في صفوف دائرية حول الكعبة لا ينظمها إلا خالق البشر في دقائق قصيرة، ثم يسجدون لله شاكرين حامدين فضله .
وكشف أن عدد العاملين في الحج من رجال الأمن ومدنيين فاق 300 ألف شخص، وأن عدد المخالفين الذين تم إعادتهم لعدم حملهم تصريحا هذا العام بلغ 426 ألف شخص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى