القصة وتجسيد الأحداث
مصطفى لغتيري
في القصة القصيرة والقصيرة جدا ركز فقط على تصوير الشخصية وهي تقوم بالأحداث دون أن تخندق نفسك معها أو ضدها، واترك الحكم للقارئ دون تدخل منك أو وصاية.
لم يعد خافيا على أحد أن القصة تشتغل على ما هو ملموس، أي أنها تنأى بنفسها عن التجريد والتأملات الفلسفية، التي إن جاءت خفيفة وعفو الخاطر كانت مستحبة كإشراقات ترصع المتن القصصي من حين لآخر، لكن يتعين عدم المبالغة في ذلك، فالقاص المحنك هو الذي يمسرح لنا أحداث قصته، فيجعلنا نعيشها معه، وكأننا نراها تحدث أمام أعيننا لحظة القراءة، وبذلك يبتعد عن تقرير المعنى، الذي يصيب الفن القصصي في مقتل، فبدلا من أن تخبرنا مثلا بأن الشخصية حزينة ومتألمة، حاول أن تصف لنا مشهدا يقع عليه نظرها أو حركات تقوم بها أو تعابير وجهها… هذه الأمور –إن حسن توظيفها- تجعلنا نستنتج -نحن القراء – أن الشخصية حزينة.. وبذلك تكون قد نجحت في قصتك.
المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك