التوظيف السياسي للمولد النبوي في مناطق الحوثيين… طائفية منبوذة
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
تخصص جماعة الحوثي سنوياً مبالغ مالية كبيرة، بهدف استغلال ذكرى المولد النبوي الشريف، بطرق باذخة، مستفزة مشاعر ملايين المواطنين اليمنيين الذين بلغت أوضاعهم المعيشية، حدا لا يطاق، في ظل إستمرار توقف صرف رواتب موظفي الدولة وتدهور الإقتصاد حيث يعجز الكثير منهم عن توفير الغذاء لأطفالهم وأهاليهم.
وتستغل جماعة الحوثي مناسبة المولد من كل عام، بتحويلها إلى بوابة لابتزاز المواطنين، و نشر أفكارها الطائفية وأهدافها السياسية المتمثلة في أحقيتها في الحكم وسط حملات جباية يقوم بها أنصار الجماعة، لتمويل الاحتفالية مستغلة بذلك سيطرتها على قطاعات الدولة المختلفة .
لم يكتف الحوثيون في تمويل احتفالاتهم بالمبالغ المالية المخصصة من إيرادات وعوائد الدولة، بل لجأت كعادتها لفرض جبايات مالية على التجار والمواطنين وسائقي باصات الأجرة وحتى طلاب وطالبات المدارس، حيث قامت بإجبارهم على تعليق الأضواء والشعارات الخاصة بهم .
“توظيف سياسي للطائفية”
مصادر مطلعة، قالت “إن قيادات حوثية عقدت بوزارة التربية والتعليم لقاءات بالقيادات التربوية وألزمتهم بإقامة فعاليات وأنشطة ثقافية خاصة بالمولد النبوي لنشر افكارها الطائفية تحت مسمى تعزيز حالة الوعي في الوسط الطلابي والشعبي”.
وأوضحت المصادر أن “هادي عمار رئيس ما يسمى بلجنة الحشد المركزية عقد لقاءً بالقيادات التربوية بديوان عام وزارة التربية والتعليم وألزمهم بإقامة فعاليات طائفية في جميع قطاعات التربية وجميع المدارس الأهلية والحكومية، وحثهم على إستغلال المناسبة بغرس الروح الجهادية وحث الطلاب على ضرورة الإستعداد للمواجهة المباشرة وحثهم على التحشيد والمشاركة في الفعاليات والأنشطة التحضيرية للمولد وصولاً إلى الفعالية المركزية بميدان السبعين”.
وفي العاصمة صنعاء، قال الطالب الجامعي “جلال حسين”، “إن جماعة الحوثيين منذ منتصف أغسطس بدأت بتنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات في جميع المديريات وألزمت التجار والمواطنين برفع شعاراتها وإنارة محلاتهم ومنازلهم بالأضواء الخضراء واجبرت شركات الكهرباء بإنارة وتزيين الشوارع بالأضواء الخضراء الخاصة بها”.
وكشف “حسين ” في تصريح لـ”يمن مونيتور” عن إجبار الحوثيين من خلال المشرفين وعقال الحارات للسكان في الحارات بحضور فعالياتها والمشاركة في أنشطتها ومسابقاتها التي تقوم فيها بتحريف وتظليل الوعي وخصوصا الاطفال وتقديم جوائز لمن يجيب على الأسئلة حسب افكارها وأهوائها .
“ابتزاز المواطنين وإخضاعهم”
من جانبه، يقول “ناصر عبدة” أحد القيادات بوزارة التربية، “يأتي حرص جماعة الحوثي وتحشيدها للإحتفال بالمولد النبوي في كل عام منذ إنقلابها وسيطرتها على العاصمة صنعاء كمناسبة سنوية يتم فيها لتجديد الولاء والطاعة من المواطنين لهم وإخضاعهم بأحقية سيدهم بالحكم”
وأضاف “عبده” في تصريح لـ”يمن مونيتور”، تبذل جماعة الحوثيين كل ما في وسعها لتحشيد المواطنين وتستخدم معهم كل الأساليب والألاعيب لإحضارهم لساحات الاحتفال لكي تستعرض بهم أمام العالم لإقناعه بأن الشعب يقف إلى صفها رغم أنها تعرف أن الشعب لم يعد يطيقها ولولاء الخوف من البطش بهم والفصل من وظائفهم التي لم تسلم لهم رواتبهم او تهديدهم وحرمانهم من الإعانات والإغاثات لما حضروا .
وختم بينما يعجز أرباب الأسر عن توفير لقمة العيش لأبنائهم وأهلهم تجد الحوثيين يهدرون المليارات لتمويل إحتفالاتهم الطائفية لنشر معتقداتهم وخرافاتهم الباطلة حد قوله .
“بذخ حوثي يستفز اليمنيين”
يقول أحد المواطنين اليمنيين، إن “الكثير من أبناء الشعب يشعرون بالاستياء من ممارسات الحوثيين وبذخهم في تسخير أموال الدولة والمواطنين، لمناسباتهم الدينية ومصالحهم المذهبية في حين أن الناس تموت من الجوع والفقر بفعل رفض الجماعة تسليم مرتبات الكثير منهم”.
وأضاف صالح محمد في حديث لـ”يمن مونيتور”: “سئمنا من خطبهم الذي يرسلوها لنا لنخطب بها او يجيبوا خطيب في مساجدنا لحض الناس على المشاركة في المسيرات والوقفات الاحتجاجية وللمشاركة في الفعاليات في الوقت الذي تشوف الناس مستائين حتى من الخطبة”.
وتساءل “محمد” خطيب وإمام مسجد في العاصمة صنعاء قائلاً: “هل نحن في حاجة لكل هذه الزينة والعبث بالأموال الطائلة في وقت تعيش بعض الأسر على وجبة واحدة في اليوم”.
وأضاف “صحيح كنا في المولد النبوي نحتفل في المسجد نعمل محاضرة وندرس ونصلي ونبخر المسجد وندعو الناس إلى الإقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله علية وعلى آلة وسلم، مش هكذا”.
وختم حديثة بالقول: “كان الأحرى بهم أن ينفقوا هذه الاموال على المنكوبين والمتضررين من السيول أو يرمموا الشوارع والحفر في العاصمة التي تضررت من السيول أو يصرفوها للمدرسين لكي يقوموا بواجبهم في تعليم أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات ورواتبهم موقفة”.
تأتي تحضيرات الحوثيين، للاحتفال بالمولد النبوي هذا العام واليمنيون يعانون أوضاع إنسانية وإقتصادية صعبة في وقت تشهد مناطق متعددة في البلاد فيضانات وكوارث نتيجة إستمرار الأمطار وتدفق السيول التي جرفت مناطق متعددة وأصبح السكان نازحين لا يمتلكون مأوى ولا غداء .
يحتفل الحوثيون بالمولد النبوي في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم منذ إنقلابهم وسيطرتهم على الحكم في العام ٢٠١٥.
- المناسبات الدينية في مناطق الحوثي.. مواسم نهب تجلد ظهور المواطنين والتجار (تقرير خاص)
- المولد النبوي.. موسمٌ سنوي لمزيد من ابتزاز المواطنين وإخضاعهم! (تقرير خاص)