“الحج” يشعل حرباً كلامية بين السعودية وإيران
في كل عام، ينعش موسم الحج الصراع شبه الأزلي، بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتزداد معه حدة الحرب الكلامية بين الدولتين. يمن مونيتور/ القاهرة/ متابعة خاصة
في كل عام، ينعش موسم الحج الصراع شبه الأزلي، بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتزداد معه حدة الحرب الكلامية بين الدولتين.
,يأتي حج هذا العام وعلاقات الدولتين تزداد تدهوراً بسبب الأوضاع في اليمن، والحرب التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران، على الحدود الجنوبية للمملكة، راح ضحيتها المئات من الطرفين.
واليوم الخميس، قال المندوب الدائم للسعودية لدى جامعة الدول العربية، أحمد القطان، إن “المملكة ستبقى الوحيدة المختصة بتنظيم الحج، دون أي تدخلات خارجية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”، في إشارة للتصريحات الإيرانية المنتقدة لبلاده مع تصاعد الخلاف بشأن فريضة الحج.
ووصف المسؤول السعودي، تصريحات المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، التي اتهم فيها الرياض بمنع حجاج بلاده من أداء الفريضة بـ”البذيئة والمسيئة”.
وفي كلمته خلال فعاليات اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته الـ146 بمقر الجامعة العربية، قال القطان “نشكر كل الإدانات التي خرجت للتصريحات البذيئة والمسيئة التي صدرت ممن يمسى علي خامنئي، وقافلة المملكة ستسير للأمام ولن تلتفت للوراء. كانت من الممكن أن ترد الصاع صاعين ولكن تعاليم ديننا الحنيف تمنعنا من ذلك”.
ومنذ أكثر من أسبوع تدور حرب كلامية بين السعودية وإيران، فبعد انتقاد المرشد الأعلى الإيراني، السعودية، على خلفية “عدم السماح للحجاج الإيرانيين” بممارسة ما يسمى مراسم “البراءة من المشركين”، جدّد الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي، اتهام بلاده لطهران بالمسؤولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، متهما إياها بالسعي “لتسيس الحج، وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخل بأمن الحج والحجيج”.
وفي تصريحات الاثنين الماضي، انتقد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إدارة السعودية للحج بعد حادث تدافع العام الماضي قتل فيه مئات الحجاج. وقال إن السلطات السعودية “قتلت” بعضهم، واصفا حكام السعودية بأنهم “لا يعرفون الله ولا دين لهم”.
وفي المقابل، وصف مفتي السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في تصريحات نشرت أمس الأربعاء، زعماء إيران بأنهم “ليسوا مسلمين” ليثير استنكار طهران.
وانتقد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، تلك التصريحات السعودية، وقال في تغريدة له على تويتر، إنها “دليل على تعصب الزعماء السعوديين.
وتصدر المملكة سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم ما يسمى بـ”البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم، كانت من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل “آية الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية وعبادة تقليدية إلى فريضة عبادة وسياسية.
وتراقب واشنطن الحرب الكلامية بين الرياض وطهران بحذر، والأربعاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الكلمات القاسية “لن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط حيث تتنافس السعودية وإيران على النفوذ في دول مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان”.
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر للصحفيين “لا نريد بأي شكل من الأشكال أن نرى هذا النوع من الخطاب الذي شاهدناه في اليومين الماضيين والذي لن يؤدي إلا إلى تصاعد التوتر”.