رافقتنا في ثورة 11 فبراير 2011، موجة من الأغاني الحماسية الوطنية باذخة الجمال لحناً وإداءً ووقعاً حماسياً مسالماً، وكانت كزاد لكل ثائر، فقد حملت مضامين المرحلة الثورية السلمية بنعومة السلام الآمن نوعاً ما. رافقتنا في ثورة 11 فبراير 2011، موجة من الأغاني الحماسية الوطنية باذخة الجمال لحناً وإداءً ووقعاً حماسياً مسالماً، وكانت كزاد لكل ثائر، فقد حملت مضامين المرحلة الثورية السلمية بنعومة السلام الآمن نوعاً ما.
وكان لها ذلك الدور الروحي المشع في بث روح الثورة السلمية في النفوس, وبيان معالم هذه الثورة في شكل يجعل الكل يردد أهداف وأحلام الثورة في قالب فني سلس قريب للنفوس.
لكنها انقرضت ككل شيء جميل في طريقة للانقراض بدخولنا المرحلة الصعبة من كل شيء.
الآن يرافقنا إعصار من الزوامل الحربية والتي تحمل بدورها مضامين المرحلة الحربية الدموية التدميرية الحالية..
ولا أظن أن التوجه والانسياق لفن الزامل تردي في ذائقتنا الفنية واعتباره نكسة فنية كما يرى البعض، فهو فن موجود وله جذور وعشاق, والفن رفيق الإنسان بأشكال مختلفة تناسب كل مرحلة وكل ثقافة.
فليس من الظريف أو المقبول للنفس أن يقف الفنان على أطلال المنازل المدمرة ممسكاً باقة من الزهور قد جمعها من بين ركام الحطام والخراب ليغني عن السلام والحمام حتى الزاجل منها..
إيقاع الحرب القاسي يحتاج لإيقاع مماثل يبعث القوة والقسوة والشجاعة في نفس المحارب ويزرع الفاظ قاسية كالموت والدم والانتقام في نفوس المقاتلين لبث روح الإقدام والتعود على لحن الحرب, فقد ولى زمان السلم في ربوع هذا الوطن منذ عاد زمن العبودية والقهر.
لقد انتهت مرحلة “اغضب فإن الله لم يخلق شعوبا تستكينا”، فالغضب الناعم المسالم مقدمة رائعة، لكنه لم يعد كافيا.
و”سلمية سلمية ” صارت تجابهها المليشيات المسلحة الإجرامية, و”أفعل ما شئت” كانت غلطتنا، وجاء يوم الحسم فـ” فالدهر له يومان”!
و ملحمتنا “عاد أيلول ” في خطر بعد عودة الإمامة فـ”سبتمبر التحرير فجر النضال” يحاول طمسه أعداء سبتمبر القدامى الجدد.
إنها مرحلة “الموت ولا المذلة”, مرحلة “حوار البنادق”، مرحلة عنيفة تحتاج لإيقاع قوي محفز وحماسي.
و”صنعاء قريبة”، و”النصر مثل الشمس”، لمن صبر وشد العزيمة.