في المقال السابق قدمت وجهة نظري الذاتية في تحليل المقترحات الأمريكية في المنطقة وتأثيرها على اليمن والخليج خصوصاً مقترحات كيري التي جاءت امتدادا لسلسلة من في المقال السابق قدمت وجهة نظري الذاتية في تحليل المقترحات الأمريكية في المنطقة وتأثيرها على اليمن والخليج خصوصاً مقترحات كيري التي جاءت امتدادا لسلسلة من المقترحات المتعلقة بألعاب القوى على مضمار المنطقة التي يشكل العرب أبرز الدوائر المستهدفة لتلك الألعاب التي لم تعد ألعاب نفطية لكنها أصبحت ألعاب نارية تفتح أبواب الجحيم على لمنطقة من أجل ثلاثية الاهتمام الأمريكي (النفط ـ امن إسرائيل ـ والقسمة المطولة).
المقترحات الأمريكية بخصوص اليمن جاءت تحصيل حاصل لسياسة البيت الأبيض التي انتقلت من تحت الطاولة إلى صدر الصحف، وخصوصاً بعد المقال المنشور بصحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية التي أزاحت الستار عن الضغوط الأمريكية الكبيرة التي مارسها البيت الأبيض على «ولي العهد السعودي» لإحباط مخطط التحالف لتحرير صنعاء والقضاء على سلاح الانقلابيين الحوثيين، الموالين لطهران.
جملة من من الشروحات والمقترحات التي قدمتها واشنطن للتحالف العربي مجملها تقف على الضد من كفاح اليمنيين من أجل اسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وعلى المستوى العربي تقف تلك الضغوطات والمقترحات على الضد من الدفاع عن المصير العربي المتمثل بالدولة الوطنية والتي تتعرض لضربات رأسية وأفقية في محاولة لتفتيها بعد أن تم تفتيت نواة المشروع العربي تأتي الدولة الوطنية القطرية كهدف هذه المرحلة بالنسبة للاستعمار القديم الجديد.
تلك الضغوطات التي عززتها مقترحات “كيري” والتي يبدو أنها دخلت ثلاجة الموت بعد الاجتماع الرباعي لجدة؛ كانت تتمثل بلافتات بالتفسير الخاص للسياسة الأمريكية والألعاب الباطنية مع إيران وأذرعها الخشنة التي زرعتها في أحشاء الدولة الوطنية والمجتمع من أجل تفجيرها من الداخل، وخلخلة الروابط الوطنية وتوسيع شرخ الانقسام لكي نتج كيان سلطوي داخل كيان الدولة.
كيان ما قبل وطني داخل الكيان الوطني يكون ولاؤه للمركز الطائفي الانقلابي أكثر من ولائه للدولة الوطنية التي تدعي الأذرع الإيرانية الانتماء إليها بموجب البطاقة الشخصية..
المصالح الأمريكية التي تأتي على هيئة مقترحات وأحيانا نصائح يدرك صناعها ومروجوها أن تحرير اليمن هو تحرير الإرادة الخليجية من الاستلاب المزمن للمخططات التي قد تطيح بآخر ما تبقى من نواة للدولة الوطنية القطرية في المنطقة العربية؛ والأمر هنا لا علاقة له بأوهام نظرية المؤامرة التي لولا الترويج العاجز لتلك النظرية، لكان جزء كبير منها واقعي.
وهنا يتضح خيط المبعوث الأممي من خيط كيري من يسعى أكثر للالتفاف على القرارات الدولية والمرجعيات الأساسية وهذا الازدواج الفاضح سيضع المقترحات الأمريكية على طاولة المساءلة الشعبية على صعيد الوعي، وهذا ما يهمني أان يعي الشارع اليمني اليقظ المقترحات الأمريكية ومخاطرها المحتملة على أمن اليمن والخليج.