سوريا واليمن تتصدران نقاشات قمة العشرين في الاجتماع الختامي
اجتمع قادة
مجموعة العشرين في قمة لمدة يومين في مدينة هانغتشو بالصين لمناقشة
التحديات الاقتصادية وقضايا الأمن العالمي، ودعت المجموعة التي تتكون من
أكبر اقتصادات في العالم وأكثرها قوة سياسية إلى تضافر الجهود لدفع
الاقتصاد العالمي في ظل تحديات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي
وتباطؤ معدلات النمو، إلا أن المشكلات السياسية المتعلقة بأزمة اللاجئين
ومناطق النزاع المسلح في الشرق الأوسط فرضت نفسها على طاولة نقاش مجموعة
الكبار. يمن مونيتور/ هانغتشو/ وكالات
اجتمع قادة مجموعة العشرين في قمة لمدة يومين في مدينة هانغتشو بالصين لمناقشة التحديات الاقتصادية وقضايا الأمن العالمي، ودعت المجموعة التي تتكون من أكبر اقتصادات في العالم وأكثرها قوة سياسية إلى تضافر الجهود لدفع الاقتصاد العالمي في ظل تحديات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وتباطؤ معدلات النمو، إلا أن المشكلات السياسية المتعلقة بأزمة اللاجئين ومناطق النزاع المسلح في الشرق الأوسط فرضت نفسها على طاولة نقاش مجموعة الكبار.
وتؤكد المجموعة في قمتها السنوية هذا العام، على الشراكة الوثيقة والتحرك المشترك بين دول مجموعة العشرين والثقة والتعاون، الأمر الذي سيدفع معدلات نمو الاقتصاد العالمي بما يساهم في تحقيق الازدهار والرفاهية، وتمثل المجموعة ما يقرب من 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بما يمثل ثلثي تعداد السكان عالميا، ويحاول قادة العشرين تجاوز الخلافات السياسية والاقتصادية الأمر الذي يعتبره محللون «بالصعب».
ومن المنتظر أن يدعو المشاركون إلى المزيد من التعاون والتقدم في العديد من القضايا منها الحوكمة المالية والاقتصادية العالمية، وحركة التجارة والاستثمار في العالم والتنمية الشاملة، إلى جانب بحث سبل مكافحة الإرهاب ومواجهة أزمة اللاجئين، في حين سيلتزم أعضاء مجموعة العشرين بضمان أن يخدم النمو الاقتصادي احتياجات الجميع ويفيد كل الدول والشعوب، وبخاصة النساء والشباب والمحرومين، وتوفير المزيد من الوظائف الجيدة وعلاج التفاوت في الدخول والقضاء على الفقر، بحيث لا يخرج أحد من دائرة الاستفادة من النمو الاقتصادي في العالم.
*النزاع المسلح في سوريا واليمن
وفرض ملف سوريا نفسه على مباحثات قمة العشرين في الصين، بالتزامن مع سعي الدول الكبري لتحريك الاقتصاد العالمي الذي تأثر بإجراءات حمائية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 إضافة إلى الأزمات الجيوسياسية.
وبرغم فشل الدبلوماسية المكثقة بين تحقيق اتفاق روسي أميركي لإنهاء النزاع السوري، إلا أن الآمال كانت معلقة على محادثات هانغتشو، في الوقت الذي فشلت فيه مباحثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في التوصل إلى اتفاق تعاون مشترك، وكان الوزيران التقيا «لساعات طويلة» أول من أمس الأحد على هامش القمة، لكن دون التمكن لتسوية حقيقة لخلافاتهما الطويلة كما أوضح كيري فؤ مؤتمر صحفي.
وصرح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في وقت سابق هذا الأسبوع أن واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في سوريا، وأكد أن الجانبين «يعملان على مدار الساعة»، مشيرا في الوقت ذاته إلى «أن هذه المسألة معقدة للغاية.»
والتقي كل من أوباما ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين في لقاء غير رسمي، إلا أن اللقاء بات دون التوصل إلى اتفاق حقيقي ينهي الحرب المدمرة.
ومن ناحية أخرى يعتقد قادة قمة العشرين بأن أفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار في اليمن من خلال حل سياسي، فأصبح من الأولوية الآن دعم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تسهيل عملية سلام ذات مصداقية.
وتوسط وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في يوليو الماضي اجتماعا في العاصمة البريطانية لندن لمناقشة الوضع في اليمن مع نظرائه السعودي عادل بن أحمد الجبير، والإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان لإيجاد حل سياسي دائم لحل الأزمة.
ومن جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على ضرورة التوصل إلى تدابير ملموسة وتجنب المباحثات العميقة، الأمر الذي فٌسر على أن بكين تحاول أن تكلل القمة بالنجاح لإثبات مكانتها كدولة عظمى مستعدة للعب دور على الساحة الدولية يتماشي مع موقعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم.
*اتفاقية التجارة على طاولة العشرين
ويؤكد القادة في قمتهم هذا العام أنهم لن يجازفوا بتحدي النزعة الشعبوية المتصاعدة عالميا في الوقت الذي يواجه فيه التبادل التجاري الحر معارضة قوية من صفوف الرأي العام. ولم يسبق لدول مجموعة العشرين أن تبنت هذا الكم من التدابير الجديدة لتقليص مبادلات السلع والخدمات منذ سبع سنوات، على الرغم من وحدة الموقف في تنمية التجارة الدولية وإنعاش النمو.
وتراجعت وتيرة التجارة العالمية إلى مادون 3% منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، مقارنة بأكثر من 7% خلال العقدين السابقين، وانتاب أعضاء دول العشرين أزمة ثقة حين اتهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الصين بالتسبب في خلل سوق الفولاذ العالمي عبر إغراقه بفائض إنتاج هائل.
وتحتل اتفاقية التجارة عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو أولوية على أجندة الرئيس الأميركي، فقد دعا في خانغتشو إلى إبرام الاتفاقية برغم دعوات فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي إلى تجميد الاتفاقية، حيث قال هولاند بعد وصوله إلى الصين، إن فرنسا تؤيد العولمة ولكن «شريطة» أن توضح الضوابط، على أن تكون هناك ضوابط وأنظمة ولا سيما بالنسبة للبيئة والضمانات الاجتماعية.
فيما رفض وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل القول بأن المفاوضات فشلت عمليا كون الأوروبيون لا يريدون الرضوخ للمطالبات الأميركية، في حين لاتزال المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تواصل الدفاع عن مشروع الاتفاقية.
وعلى العكس أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن المفاوضات لن تتوقف، ومازالت بروكسل تحتفظ بصلاحياتها للمضي بها على الرغم من اعتراض باريس وبرلين.
*صفقة الخروج البريطاني
وفي ظل القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي بات القادة يبذلون مجهودا لطمأنة مواطنيهم، خاصة في ظل اقتراب استحقاقات انتخابية في فرنسا وألمانيا في 2017.
وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية خلال مؤتمر صحفي على هامش القمة، أنها تريد أفضل صفقة لخروج للملكة المتحدة وتعتقد أن الصفقة ستكون جيدة لأوروبا أيضا، مشيرة إلى أن هناك رغبات حقيقية للتعامل مع المملكة المتحدة في صفقات تجارية مستقلة.
*تغير المناخ والعشرين
وسبق ثمة العشرين نشاط دبلوماسي مكثف حول التغير المناخي، خاصة بعد تصديق الصين والولايات المتحدة على اتفاقية باريس حول المناخ التي تم التوصل إليها في ديسمبر الماضي، في مبادرة لتقليل الاحتباس الحراري بنحو درجتين مئويتين، الأمر الذي من شأنه تشجيع عدد كبير من الدول للوصول إلى ما نسبته 55% من إجمالي الانبعاث الكربونانية لتفعيل الاتفاقية.
ويسعى الرئيس الأميركي إلى تحقيق هذا الهدف للحفاظ على إرثه حول البيئة قبل انتهاء ولايته الرئاسية في يناير 2017، ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا «التقدم التاريخي في حين شدد يوم السبت الماضي على الدور الحاسم لبكين التي تسعى إلى التخلص من سمعة بلد يعاني من تلوث بيئي مزمن.