صنعاء: اثنين من القادة سبب بؤس ومعاناة سكان مدينة بلا أمل (ترجمة)
قالت صحيفة بريطانية إن زعيم جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق هما سبب بؤس ومعاناة وفقدان الأمل لسكان صنعاء والمحافظات المجاورة.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة:
قالت صحيفة بريطانية إن زعيم جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق هما سبب بؤس ومعاناة وفقدان الأمل لسكان صنعاء والمحافظات المجاورة.
جاء ذلك في موقع “ميدل ايست آي” البريطاني ضمن تقرير للصحفي البريطاني “بيتر أوبورن” بمساعدة الصحافة اليمنية المقيمة في الخارج نوال المجحفي خلصا فيه إلى أن التحالف الغريب بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في اليمن سينهار حتما، مشيرا إلى أن الطرفين كانا من أشد الأعداء، في الوقت الذي يدفع فيه الأبرياء في اليمن ثمن هذا التحالف حاليا.
وسلط التقرير، الذي جاء ضمن تحقيق طويل لزيارته إلى صنعاء وصعدة الفترة الأخيرة، الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيش على وقعها اليمنيون، وتأثيرات الأحداث الأخيرة التي جدت بين عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح، اللذين كانا في الماضي من ألد الأعداء، على بؤس ومعاناة السكان.
وبدأ التقرير بالقول إن عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح، اللذين أصبحا اليوم أشد الحلفاء تأثيرا على وضعية المملكة العربية السعودية في حربها داخل التراب اليمني.
ونوه “أوبورن” إلى العلاقة العدائية التي كانت تربط زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، الذي بدأ سيطرته على صنعاء في سبتمبر 2014 بالرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، قبل التوصل إلى الاتفاق الذي قرَّب بينهما.
ويشير “أوبورن” إلى النفوذ الذي يتمتع به الحوثيون في اليمن، بقيادة زعيمهم البالغ من العمر 37 سنة، وبالفئة العمرية الشابة التي ينتمون إليها؛ الأمر الذي جعل منظمة اليونيسيف ترفع تقريرا تدين فيه انتداب هذه الجماعة للشباب القصَّر.
وذكر أوبورن أن زيادة نفوذ الجماعة وقوتها كان من ضمن الأسباب الأولى التي دفعت عبد الملك الحوثي إلى عقد اتفاق مع عدوه السابق، علي عبد الله صالح، على الرغم من الجرائم التي ارتكبها هذا الأخير في فترة حكمه ضد عائلة عبد الملك في الماضي.
وتحدث أوبورن ببداية تطور هذه العلاقة بين هذين الرجلين، التي تشكلت في اتفاق يحمل من الانتهازية والسخرية ما يجعله شبيها باتفاق أدولف هتلر مع جوزيف ستالين، الذي عقداه سنة 1939.
وأشار إلى المفارقات الدينية والأيديولوجية التي ميزت هذا التحالف؛ إذ إن زعيم المتمردين عليم بالتوجهات العلمانية التي يملكها الرئيس المخلوع عبد الله صالح، والتي وضحها تاريخه السياسي في اليمن وعلاقاته مع دول الجوار، خاصة العراق.
ومن جهته، يعلم المخلوع علي عبد الله صالح بالتوجهات الدينية التي يملكها الزعيم عبد الملك الحوثي وتأثره بالحركات والأحزاب الدينية، الذي جعل المملكة العربية السعودية تتهمه بولائه لإيران.
وسلّط التقرير الضوء على تورط إيران في اليمن، وتأثيرها على الحدود الجنوبية، الذي تعدّه المملكة العربية السعودية مصدر قلق، كونه سيشكل منافسة إقليمية كبيرة لها، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في زيارته التي أداها الأسبوع الفارط إلى الرياض.
وأشار التقرير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتهم إيران بدعم الحوثيين “بالصواريخ والأسلحة المتطورة”، إلا أن هذه الأخيرة نفت هذا الاتهام، موضحة أنه، بموقف مماثل، يكون جون كيري شريك المملكة السعودية في جرائم القتل، كونه يعد الأكثر دراية بمحاولات الحكومة السعودية منع الجهود التي تسعى إلى وقف إطلاق النار في اليمن.
وفي تفسيرهم للتدخل الإيراني أكد الخبراء في التقرير أن الحوثيين “قد استفادوا كثيرا من دعم طهران”.
وأكد الباحث والمحلل الإقليمي التابع لفريق أبحاث “شتام هاوس” للشؤون الخارجية، بيطار سالزبوري، من جهته، أن “هذا الدعم يختلف عن إسناد أوامر بسيطة.” مرجعاً هذا النفوذ الذي اكتسبه الحوثيون وقوتهم العسكرية والإقليمية إلى “الدعم الخارجي الذي تلقوه من إيران”.
ويشير أوبورن إلى أن استمرار تحالف علي عبد الله صالح مع عبد الملك الحوثي مضمون، مادام سيخدم الطرفين وموجها ضد عدو واحد، وهو المملكة العربية السعودية.
واختتم تقريره بالإشارة لتوقعات تفضي إلى أن التحالف بين الحوثيين وصالح سينهار يوما ما، نتيجة للتناقضات التي يشهدها على الصعيد الإقليمي والخارجي.
المصدر الرئيس
Sanaa: A tale of two leaders in a city without hope