اخترنا لكمتراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

صحافي يمني يتحدث لصحيفة بريطانية عن مكابدته لوصول مولوده الأول في ظل حصار تعز

نشرت صحيفة ميدل ايست آي البريطانية تقريراً عن صحافي يمني أصبح أباً تحت الحصار وكيف عانت زوجته جراء حصار الحوثيين المطبق على مدينة تعز وسط البلاد. يمن مونيتور/ ترجمة خاصة/ من عادل هاشم:
نشرت صحيفة ميدل ايست آي البريطانية تقريراً عن صحافي يمني أصبح أباً تحت الحصار وكيف عانت زوجته جراء حصار الحوثيين المطبق على مدينة تعز وسط البلاد.
التقرير الذي كتبه ناصر السقاف يشير إلى حجم المعاناة التي تعانيها مئات الحوامل في محافظة تعز اليمنية بعد حرب وحصار دائمين للمدينة منذ مارس/آذار 2015م.
وقالت الصحيفة البريطانية صحفي في اليمن يصبح أباً، ويخبرنا عن قصته.
أنا صحافي، ومنذ 16 شهراً الماضية من عملي وأنا أكتب عن الحرب في بلدي اليمن والحصار ضد مدينتي تعز. ورغم 16 شهراً من الصراع والأزمة الإنسانية المتفاقمة، إلا أن التغاضي عن هذه الحرب لايزال مستمراً وإلى حد كبير من قِبل وسائل الإعلام العالمية التي ألقت بظلالها في عناوينها الرئيسية عن حلب وبغداد وبروكسل ومدينة نيس الفرنسية فقط.
انهارت محادثات السلام والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذي صاعد ضرباته الجوية خلال الأيام الأخيرة في مسعى للإطاحة بالمتمردين الحوثيين من السلطة. وكما ورد فقد قتل 18 شخصاً في غارة لطيران التحالف شمال اليمن. ما يحدث في اليمن شبيه بما يحدث في سوريا ولكن في اليمن هناك أيضاً حصار.
وهناك قصة واحدة غير مكتملة الإبلاغ عنها وهي كيف أن صدمة الحرب تسبب موجة من حالات الإجهاض وموت الجنين داخل رحم أمة ووفيات الأطفال حديثي الولادة. وتعتبر هذه المسألة شخصية بالنسبة لي وأخشى أن تكون الضحية التالية هي زوجتي الحامل.
لقد تزوجت مؤخراً، وكنت أحلم دائماً بأن يكون لدي طفل. كنت سعيداً جداً عندما أخبرني الطبيب بأن زوجتي حامل وأخبرت أقاربي وأصدقائي المقربين بهذا الخبر السار والذي نادراً ما تأتينا أخبار ساره في خضم القتال الدائر.
لم يكن هناك سوى السرور خلال الخمسة الشهور الأولى من الحمل ولكن بعد ذلك أغمي على زوجتي، وكنت قلقاً جداً عليها وبسبب إغلاق 80% من المستشفيات في تعز، ولم يكن هناك سوى مستشفى “المظفر” التي تعتني بالنساء الحوامل. وهناك أخبرني الأطباء بأن ضغط الدم لدى زوجتي منخفض للغاية وأن هناك حاجة لأكسجين، وقد كنا محظوظين جداً لوجود القليل منه. ولأن مقاتلي الحوثي تحاصر المدينة وتقاتل المقاتلين الموالين بقوة للمملكة العربية السعودية، فالطريقة الوحيدة لوجود أسطوانات الأكسجين تكون عبر المهربين. وأنا بنفسي قد ذكرت عن دور الجمال والحمير في المساعدة لإيجاد هذه المواد.
ورغم حظنا في ذلك الوقت، فقد أخبرني الأطباء بأنهم لا يستطيعون ضمان الرعاية الكاملة التي تحتاجها زوجتي في تعز، وأن عشرات الأطفال الخدج قد ماتوا بسبب نقص الأكسجين وتقطعات في التيار الكهربائي.
وفي وقت لاحق أخبرني مدير المستشفى “فضل الصبري” أن صدمات الحرب ومن غير المعتاد تتسبب أيضاً في حدوث الولادة المبكرة لأكثر النساء. المستشفى في شهر شباط-فبراير كان لدية ألواح شمسية، ويوجد الآن طاقة منتظمة. ولكن “فضل الصبري” أضاف قائلاً “نحن لا زلنا لا نمتلك ما يكفي من أسطوانات الأكسجين، ولكن ننصح النساء الحوامل الآتي يحتجن إلى عمليات جراحية أو انخفاض في ضغط الدم بمغادرة تعز”.
وقد تمكنت داخل تعز من الحصول على حمض الفوليك المهم لتطوير صحة الجنين السليم، ولكن مع أن حياة زوجتي في خطر بسبب نقص الأكسجين، فقد تحولت متعتي عند لقاء أول طفل لي إلى قلق دائم بأن زوجتي لن تتمكن من ذلك.
لذلك ومثل كثير من الناس، قررنا مغادرة المنزل وتوجهنا إلى منطقة التربة، وهي منطقة ريفية في محافظة تعز والتي هي الآن موطن لألاف الأسر النازحة داخلياً. وقد كانت الرحلة نفسها خطرة، حيث استغرقت سبع ساعات من السفر لأكثر من سبعين كيلو متر على طريق جبلي. وهناك وجدنا مستشفى عام والذي كان ممتلئاً بأربعة أضعاف ما كان علية قبل الحرب لمساعدة الواصلين. ولكن يوجد فيها أكسجين وباستطاعتهم الاعتناء بصحة زوجتي.
وأخيراً في14 يوليو أصبحت أباً، حيث أنجبت زوجتي ولدا صحي بعملية قيصرية وكلاهما في صحة جيدة. لذلك أنا مرتاح وفخور جداً بأبني، ولكن يحزنني أيضاً بأن كثير من العائلات يجب عليها أن تمر بكل هذا.
وبعد أسابيع من ولادة أبني، تحدثت إلى المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة في صنعاء “لنكاني سكورجاباثي”. قال لي بأن التقديرات تشير إلى أن هناك 90000 امرأة حامل في تعز وحدها وأن ما يقارب من 4500 حالة حمل عالية الخطورة.
وقال لي الصندوق أنهم يساعدون أكثر من 200 بالمرافق الصحية بمعدات الرعاية التوليدية الطارئة لحالات الحمل مع المضاعفات ولإنقاذ حياة الأطفال حديثي الولادة.  وأنهم يفتحون عيادات الصحة الإنجابية المتنقلة للنساء الحوامل أو الأمهات الجدد.
وقتل أكثر من 6600 يمني في هذه الحرب.  نريد أنا وزوجتي أن ننجب المزيد من الأطفال في يوم من الأيام. ولكن بالنسبة للوقت الحالي فسوف ننتظر.
المصدر الرئيس

Yemen: Pregnancy under siege

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى