(حوار خاص) مدير شرطة تعز ينفي وجود “خلايا الحوثيين” و”شبكات الدعارة”
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ حاوره: صلاح الواسعي
أكد مدير شرطة محافظة تعز(وسط اليمن)، العميد منصور الأكحلي، في حوار صحفي مع موقع “يمن مونيتور”، أن عملية فتح طريق الحوبان كانت أحد أهداف جماعة الحوثي المسلحة للضغط على المدينة، إلا أن رجال الأمن والجيش أثبتوا جدارتهم وفاعليتهم في التصدي لهذه المحاولات.
وفيما يتعلق بانتشار خلايا حوثية داخل المدينة، نفى الأكحلي صحة هذه الادعاءات، مشيرًا إلى عدم وجود أي تصريحات رسمية تؤكد ذلك. وأوضح أن هناك جهودًا وإجراءات تُتخذ تحسبًا لأي مخاطر أمنية محتملة، مؤكدًا أن الحوثي أضعف من أن يخترق مدينة تعز التي يحميها رجال الجيش والأمن والمواطنون الشرفاء. واعتبر الأكحلي أن الترويج لوجود خلايا حوثية في تعز هو كذب ويهدف إلى إثارة البلبلة.
وفيما يخص الأخبار التي نشرتها بعض المواقع عن وجود خلايا تبيع المواد المخدرة وشبكات دعارة في المدينة، أكد الأكحلي أن هذه المعلومات غير دقيقة وغير صحيحة، وأن الأجهزة الأمنية ستتعامل مع هذه الادعاءات وفق القانون، معتبرًا أن هذه الأخبار تهدف إلى الإساءة لتعز وأجهزتها الأمنية الصامدة.
(نص الحوار)
- كيف يرى العميد منصور الأكحلي الأوضاع الأمنية في مدينة تعز بعد فتح طريق جولة القصر؟
أمن مدينة تعز واستقرارها قائمان على ركنين أساسيين: الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية والتعاون المجتمعي، لذلك تعز بخير. صحيح لا نخفيكم أننا تعرضنا لضغوط عمل ومخاطر كبيرة، لكن الحمد لله الوعي المجتمعي ويقظة رجال الأمن والتشاور كل ذلك عمل على تسهيل العمل وامتصاص الضغط. عملية فتح طريق الحوبان كانت أحد أهداف مليشيات الانقلاب، أن تفتح الطريق وتضغط على المدينة، لكن الرجال في الميدان أثبتوا جدارة وفاعلية.
- ما هي التحديات التي تواجهكم بعد فتح الخط وانتشار الخلايا الحوثية التي نشر عنها الأمن؟
موضوع انتشار خلايا حوثية في المدينة غير صحيح، لا يوجد من قبلنا أي تصريح رسمي عن وجود خلايا حوثية داخل المدينة. هناك جهود تبذل وهناك إجراءات نعملها تحسبًا لمخاطر أمنية محتملة. الحوثي أضعف وأهون من أن يخترق مدينة تعز وهي مدينة فيها رجال أبطال من أبناء الجيش والأمن والمواطنين الشرفاء. كل من يروج لوجود خلايا أو اختراقات لمحافظة تعز فهذا كذب، وأرجو أن تعالجوا هذا اللبس.
ليس فقط بعد فتح الطريق، الحوثي حاول قبل ذلك اختراق تعز من خلال زرع خلايا تفجير عبوات، حاول أن ينسق مع تنظيمات إرهابية ومع تنظيم القاعدة. لدى الحوثي تنسيق وثيق مع تنظيم القاعدة ولكن نحن أسقطنا كل تلك المؤامرات التي كانت تحاك ضد تعز.
- موقع إخباري نشر قبل يومين عن خلايا تبيع المواد المخدرة وأماكن تواجدها، وشبكات دعارة. كونك مدير أمن، كيف تعملون على مكافحة مثل هذه الظواهر؟
بالنسبة لهذا الموقع وما نشره من أخبار، هذه المعلومات غير دقيقة وتستطيع أن تقول إنها غير صحيحة، ونحن سنتعامل مع هذا الموقف وفق القانون لأن هذه الأخبار تهدف إلى الإساءة لتعز ولأجهزتها الأمنية الصامدة التي أسقطت كل المؤامرات. نحن لا ننكر أن هناك محاولات للاختراق من قبل جماعة الحوثيين فقد استخدموا كل الوسائل للإيقاع بتعز لكن رجال الأمن كانوا لهم بالمرصاد. هناك معلومات لا يجب أن يُفصح بها في مجال الإعلام لمصلحة تعز ولمصلحة الوضع الأمني.
لأن هناك ترتيبات أمنية والوضع الأمني له إجراءاته المترابطة مع بعضها بسرية هذه المعلومات وهي مترابطة حتى تتم بقية الإجراءات ويتم الإعلان الرسمي. أرجو من الجميع عدم التعامل مع أي معلومات تتعلق بالوضع الأمني لا تصدر من جهة رسمية.
- هناك تحسن ملحوظ للسلك الأمني في العام الأخير. هل تعملون وفق رؤية أمنية مشتركة مع الجيش؟
منذ بداية تأسيس العمل الأمني داخل مدينة تعز بدأنا التنسيق مع الجيش. لدينا اللجنة الأمنية وغرفة عمليات مشتركة ولدينا خطط وبرامج. وفي الفترة الأخيرة عملنا برنامج شراكة مجتمعية يشرك الجميع في الأمن لأن الأمن مسؤولية الجميع ونقدر من خلاله التواصل مع مختلف الشرائح المجتمعية من أجل استتباب الوضع الأمني.
- كيف يرى العميد منصور الأكحلي مستقبل تعز بعد عامين؟
نحن لا نحكم على الأمور جزافًا، لن نتكلم بتخمينات ولا تنبؤات. نحن سنضعكم بالصورة. بدأ العمل الأمني منتصف عام 2016، وصدر أول قرار تعيين مدير عام شرطة لتعز بعد الاجتياح الحوثي للمدينة. واجهنا تحديات كثيرة وصعوبات جمة. مرت تعز بمرحلة كانت عبارة عن مربعات منفصلة، الحوثي دعم بعض تلك الجهات، وكانت هناك كثير من الظواهر المقلقة للأمن تخلصنا منها. والذي يدرس تحسن الوضع الأمني من 2016 إلى 2023 يستطيع أن يدرك مؤشر التطور الملحوظ للأمن في المدينة في السنوات القادمة.
- كيف تغلبتم على الصعوبات التي واجهتكم؟
هذه النجاحات عبارة عن تراكم الجهود ونتيجة لرؤية ومؤسسة مهنية بدأناها من الصفر بمؤسسات منهارة استهدفت بشكل كامل. بدأنا في 2015 بـ 12 ضابطًا، كان الجميع مهددين بإيقاف رواتبهم لأنها كانت تأتي من صنعاء قبل نقل البنك المركزي إلى عدن. البعض كان خائفًا، البعض كان هاربًا، والبعض نازحًا. النجاحات لم تأتِ بعصا سحرية أو بالصدفة، وإنما هي ثمرة جهود وتضحيات كبيرة. ونحن مستمرون في إعادة البناء ونواجه في محورين: بناء المؤسسة وكادرها، ومواجهة التحديات اليومية.
- كيف يرى العميد منصور الأكحلي مستقبل السلام في تعز واليمن عمومًا؟
تعز تتميز بخصوصية ثقافية تجعل منها مدينة السلام وقلعة الجمهورية ومهد النضالات الوطنية. نحن نؤكد أن العدو الحوثي لا يؤمن بالسلام، لكن إذا وجد السلام وفق خطوات حقيقية، فتعز مدينة السلام والتعايش وترحب بكل الجهود الداعية للسلام ولن تعارض. وبنفس الوقت، تعز مدينة السلاح لمن واجهها بالسلاح.
- هل هناك رسالة تحب أن تقولها في ختام هذا الحوار؟
بالمناسبة، هذه فرصة لأوجه تحية لكل رجال الأمن البواسل، عيوننا الساهرة في الميادين. هم تاج على الرؤوس، وهم من بعد الله من صنع هذا النجاح بفضلهم وبفضل وعي أبناء تعز وجهودهم في حماية مدينتهم. فلهم منا كل الشكر والتحايا والتقدير.