إيران تلجأ لإبرام صفقة مع شركات صينية لتحسين قدرات الاستهداف لصواريخها الباليستية
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال مسؤولون أمنيون غربيون إن إيران تسعى إلى إقامة شراكات مع شركتين صينيتين للأقمار الصناعية، في إطار سعيها إلى توسيع قدراتها في مجال المراقبة عن بعد وجمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك ربما صور عالية الدقة لأهداف عسكرية في إسرائيل وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وقال المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة إن مغازلة إيران للشركتين تخضع لمراقبة دقيقة وسط مخاوف من أن أي صفقة قد تنشأ قد تسمح لإيران بتحسين قدرتها بشكل كبير على التجسس على المنشآت العسكرية الأميركية والإسرائيلية وكذلك تلك التابعة لمنافسيها العرب في الخليج العربي.
وتقدم الشركتان خطًا من الأقمار الصناعية المزودة بمعدات بصرية أكثر حساسية بمرتين على الأقل من الأقمار الصناعية الأكثر تقدمًا التي تديرها إيران.
وتأتي هذه الزيارات في ظل علاقات أوثق بين بكين وطهران في أعقاب اتفاق تعاون سياسي واقتصادي مدته 25 عامًا وقعه وزيرا خارجية البلدين قبل ثلاث سنوات. وقد سعت إيران في السابق إلى الحصول على مساعدة من روسيا في تطوير شبكة من أقمار المراقبة التي تسيطر عليها إيران، وهي المساعدة التي توسعت مع اعتماد روسيا على إيران كمورد للطائرات بدون طيار الهجومية المستخدمة في حربها ضد أوكرانيا.
أن الاتفاق مع الصين قد يزود إيران بقدرات استهداف محسنة لترسانتها من الصواريخ الباليستية، فضلاً عن أنظمة الإنذار المبكر للكشف عن الهجمات الوشيكة. وقد تكون إيران بعد ذلك في وضع يسمح لها بتزويد حلفاء مثل المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين شنوا هجمات صاروخية على الشحن التجاري في البحر الأحمر، أو الميليشيات السورية والعراقية المسؤولة عن الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة بمعلومات استخباراتية مستمدة من الأقمار الصناعية. وذكر التقرير أن إيران زودت مثل هذه المجموعات في السابق بصور أقمار صناعية اشترتها من الصين.
ورغم عدم وجود تقارير عن اتفاق رسمي حتى الآن، فإن التقييم وصف علاقة مزدهرة بين طهران وإحدى الشركات، وهي شركة تشانغ قوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية، مع تبادل الوفود عدة مرات وإقامات طويلة لعملاء ومسؤولين من الحرس الثوري الإيراني في الصين. وتصنع شركة تشانغ قوانغ، التي يقع مقرها في تشانغ تشون في مقاطعة جيلين شمال شرق الصين، أقماراً صناعية صغيرة ومنخفضة التكلفة مزودة بمعدات بصرية لا تزال قادرة على إنتاج صور بدقة تصل إلى 30 سنتيمتراً، وهي قدرة تضاهي قدرة شركات الأقمار الصناعية التجارية الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة وأوروبا. وينتج قمر خيام الإيراني صوراً بدقة حوالي متر واحد.
وأضاف التقييم أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يسعون أيضا إلى إبرام ترتيبات تجارية مع شركة مينو سبيس تكنولوجي ومقرها بكين، والتي تصنع أقمار الاستشعار عن بعد من سلسلة تايجينغ، وشاركوا في تبادل الوفود معها.
ولا تخضع أي من الشركتين الصينيتين لعقوبات اقتصادية أميركية أو دولية. وتواجه قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي وحدة النخبة التي تجري عمليات في الخارج، عقوبات أميركية متعددة بسبب مزاعم دعمها للعمليات الإرهابية.
ولم يستجب تشانج جوانج ومينوسبيس لرسائل البريد الإلكتروني التي تطلب التعليق. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للحصول على معلومات حول الاتصالات المزعومة مع الشركات الصينية.
المصدر: واشنطن بوست