65 قتيلا وجريحا في السعودية بالشهر الأكثر دموية منذ اندلاع حرب اليمن
شهد أغسطس/ آب الماضي، أعلى معدل لسقوط الضحايا المدنيين في القرى الحدودية جنوبي السعودية، منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن ضد جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في مارس/ آذار 2015، بعد سقوط 19 قتيلا مدنيا، و43 مصابا.
يمن مونيتور/ صنعاء/ الأناضول:
شهد أغسطس/ آب الماضي، أعلى معدل لسقوط الضحايا المدنيين في القرى الحدودية جنوبي السعودية، منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن ضد جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في مارس/ آذار 2015، بعد سقوط 19 قتيلا مدنيا، و43 مصابا.
وخلافاً للمعارك المندلعة، داخل المحافظات اليمنية، وصل القتال خلال الشهر الماضي، بين الجيش السعودي من جهة، و”الحوثيين” و”قوات صالح”، من جهة أخرى، في منطقة الشريط الحدودي الجنوبي للسعودية، إلى ذروته، مخلفاً خسائر في صفوف المدنيين بالمملكة، هي الأكبر منذ اندلاع الحرب.
وبحسب إحصاء أجرته “الأناضول”، استناداً لبيانات رسمية، فقد قتل خلال أغسطس/ آب الماضي، 22 شخصا بينهم 19 مدنيا (معظمهم سعوديين) و3 عسكريين، فيما أصيب 43 مدنيا آخرون.
وتصاعدت العمليات العسكرية على الحدود اليمنية – السعودية، بعد انهيار هدنة قادها زعماء قبليون في مارس/ آذار الماضي، بين المملكة من جهة، و”الحوثيين” و”قوات صالح”، من جهة أخرى.
وبدأت الهدنة في الانهيار منذ منتصف يوليو/ تموز الماضي، مع تواصل الانسداد المهيمن على مشاورات الكويت بين الحكومة اليمنية، والوفد المشترك لـ”الحوثيين وحزب صالح”، حيث شهد الشهر الماضي في اسبوعه الأخير مقتل 5 جنود سعوديين في تبادل لإطلاق نار مع مجموعات مسلحة أثناء محاولتها اختراق حدود المملكة، فيما قتل ضابط و6 عسكريين يوم 30 من شهر يوليو أيضا، بعد التصدي لمحاولات تسلل أخرى قام بها “مليشيا الحوثي وصالح” على حدود نجران، وفقا لبيان رسمي من قيادة “التحالف العربي”.
وفيما يلي، تستعرض “الأناضول” أبرز الهجمات التي شهدها الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، استناداً إلى وسائل الإعلام الرسمية التابعة للجانبين:
– هجمات الحوثيين في المناطق السعودية
31 أغسطس: مقتل جندي سعودي بعد تعرض أحد المواقع الحدودية المتقدمة بمحافظة “الحرث”، في منطقة جازان، جنوب غربي السعودية، لمقذوفات من داخل الأراضي اليمنية.
29 أغسطس: إصابة رجلين وامرأة سعوديون إثر سقوط مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية على منطقة “صامطة” في جازان.
28 أغسطس: إصابة طفل سعودي وامرأتين سعودية وأثيوبية في سقوط قذيفة من الأراضي اليمنية على محافظة الطوال بجازان.
28 أغسطس: مقتل 3 أطفال وإصابة مواطنة سعودية إثر سقوط قذيفتين من اليمن على منزلين بنجران، جنوب غربي المملكة.
27 أغسطس: مقتل طفل سعودي وإصابة آخر وثلاثة مقيمين إثر سقوط مقذوف عسكري على مدينة نجران من الأراضي اليمنية.
26 أغسطس: تعرض محول كهرباء لحريق بنجران إثر سقوط قذيفة من داخل اليمن.
23 أغسطس: مقتل مقيم يمني وإصابة آخر إثر استهداف قذيفة أطلقت من اليمن لمدينة نجران.
22 أغسطس: إصابة 3 مقيمين (أجانب) إثر مقذوف عسكري استهدف مدينة نجران.
20 أغسطس: وفاة مواطن وإصابة 6 مقيمين إثر مقذوف عسكري سقط على مدينة نجران من الأراضي اليمنية.
16 اغسطس: مقتل 4 مواطنين و3 مقيمين إثر سقوط مقذوف عسكرى أطلق من اليمن على مدينة نجران.
15 أغسطس: مقتل جندي سعودي في تبادل إطلاق نار مع “الحوثيين” بمحافظة ظهران الجنوب بمنطقة عسير، جنوب غربي المملكة.
13 أغسطس: إصابة خمسة مقيمين إثر سقوط قذيفة بمحافظة صامطة في جازان.
11 أغسطس: مقتل سعودية وإصابة 7 بينهم مقيمون بمحافظة صامطة إثر سقوط قذائف من اليمن.
10 أغسطس: مقتل مواطن وإصابة 7 آخرين في سقوط مقذوف على محافظة صامطة.
6 أغسطس: مقتل جندي سعودي إثر تعرض دورية أمنية بجازان لإطلاق نار وقذائف هاون وصواريخ حرارية موجهة من اليمن.
1 أغسطس: وفاة 4 منهم طفل وامرأة ، وإصابة 3 في صامطة إثر مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية.
-هجمات التحالف العربي على مناطق “الحوثيين” و”قوات صالح”
منذ رفع مشاورات الكويت، في 6 أغسطس/ آب الماضي استأنف “التحالف العربي” غاراته المكثفة، على مواقع “الحوثيين” و”صالح” في محافظتي صعدة وحجة، شمال غربي اليمن، وعلى الشريط الحدودي مع المملكة، إضافة إلى مواقع كان “الحوثيون” قد سيطروا عليها داخل السلاسل الجبلية السعودية، وتحديدا في “الخوبة”، “الربوعة”.
ويستخدم التحالف في غاراته، مقاتلات من طراز (F16) والأباتشي، والآلايت المدفعية التي غالبا ما تستهدف معاقل “الحوثيين” في محافظة صعدة.
ولا تمتلك السعودية رقما دقيقا لضحايا تلك الضربات الجوية، ففي حين تعلن وسائل إعلام رسمية سعودية، مقتل العشرات من “الحوثيين” و”قوات صالح”، وخصوصا المتسللين للأراضي السعودية، يتكتم “الحوثيون” على قتلاهم في المعارك، ويلجأون إلى نشر الضحايا المدنيين فقط.
وفي حادث واحد فقط، قال “التحالف العربي”، إن قواته نجحت يوم 18 أغسطس/ آب الماضي، باستدراج قوات من الميليشيات الحوثية و”قوات صالح” حاولوا مهاجمة المناطق الحدودية قرب السعودية وتحديداً قبالة نجران، وقتلت 64 منهم وأسرت آخرين، بحسب ما نقلت فضائية ” العربية” السعودية.
وتُظهر الصور، التي ينشرها “الحوثيون” لقتلاهم، في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى واجهات المحال وزجاج السيارات، ارتفاعاً كبيراً في نسبة المقاتلين الذين يسقطون على الشريط الحدودي.
وأعلنت السعودية، مقتل عدد من قيادات “الحوثيين” وتدمير مخازن أسلحة في صعدة، شمالي اليمن، يوم 29 أغسطس الماضي، وكذلك مقتل العشرات من “قوات صالح”، يوم 27 من الشهر نفسه في الشريط الحدودي.
كما تحدثت المملكة عن مقتل القيادي الحوثي، يحي أبو ربوعة، في غارة جوية شنتها يوم 13 أغسطس/ آب استهدفت مركز تدريب في صعدة، لكن منظمة “أطباء بلا حدود” أعلنت مقتل 10 أطفال في تلك الضربة الجوية.
ويوم 15 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية الإنسانية، عن تعرض مستشفى “عبس″، المدعوم منها، في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، لقصف جوي، أسفر عن مقتل 19 بينهم أحد موظفيها وإصابة 24 آخرين.
وبسبب تلك الهجمة، أعلنت المنظمة، يوم 18 من الشهر الماضي، أنها ستخلي موظفيها من 6 مستشفيات في شمالي اليمن بسبب عمليات القصف العشوائي وضمانات التحالف، الذي تقوده السعودية، التي “لا يعتمد عليها”.
ومع تصاعد القتال بشكل غير مسبوق، أعلن منسق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، جيمي ماكغولدريك، في 29 أغسطس الماضي، مقتل 7 مدنيين في هجوم جوي على سوق بمديرية “باقم” بمحافظة صعدة، كما أعلن “الحوثيون”، بعد يومين من الحادث الأخير، مقتل 16 مدنياً من 3 أسر، بهجمات جوية.
قلق دولي وحل سياسي يلوح بالأفق
اشتداد وتير العنف على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية والهجمات التي استهدف المدنيين جنوبي المملكة، دفع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى أن يعرب عن قلقه من الهجمات التي تستهدف القرى الحدودية السعودية، وذلك خلال اجتماع وزاري خليجي أمريكي بريطاني استضافته جدة في 25 أغسطس / آب الماضي.
وخلال الاجتماع نفسه، كشف “كيري”، عن مبادرة لحل الأزمة في اليمن، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها “الحوثيين”، مع انسحابهم من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث (لم يحدده).
كما أعلن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأربعاء الماضي، في جلسة مفتوحة بمجلس الأمن، أنه “يتعين الوصول إلى تهدئة كاملة على الحدود بين اليمن والسعودية”.
وأعلن (الحوثيون) وحزب المؤتمر (جناح الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح)، الأحد الماضي، أنهما “سيتعاملان بإيجابية”، مع أي مبادرات لحل النزاع الدائر باليمن، تقوم على أساس الوقف الشامل للحرب ورفع الحصار، ولكنهم قاموا في اليوم التالي ببدء جولة خارجية استهلوها بالعراق.
وذكرت مصادر مقربة من الوفد لـ”الأناضول”، إن الوفد سيقوم بجولة تشمل عدد من الدول، لبحث اعتراف لما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” المشكل بالمناصفة مع حزب المؤتمر (جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح).
ويرى مراقبون أنه من شأن الجولة المفاجئة لوفد “الحوثيين” خارج مسقط، أن تعرقل من عملية السلام التي يسعى المجتمع الدولي إلى تحقيقها.