اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

هل تحاول “بغداد” إعطاء الشرعية للحوثي؟!

يواصل وفد لجماعة الحوثي المسلحة لقاءاته في العاصمة العراقية بغداد، متنقلاً بين القيادات الطائفية والسياسية.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
يواصل وفد لجماعة الحوثي المسلحة لقاءاته في العاصمة العراقية بغداد، متنقلاً بين القيادات الطائفية والسياسية.
ونشرت وسائل الإعلام العراقية، اليوم الخميس، خبراً عن لقاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وفد “الحوثي” الذي يرأسه شقيق زعيم الجماعة يحيى بدر الدين الحوثي وذلك في إطار جولة لهم ستكون محطتاها القادمتان بيروت وطهران.
 وحسب وكالة الأنباء الروسية فإن اللقاء الذي عُقد الأربعاء، فالعبادي رحب بالوفد الحوثي بصفته ممثلاً عن “اليمن” كما اعتبر الرجل: ” أن تشكيل المجلس السياسي الأعلى في اليمن خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح”.
وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها، وألتقى الوفد بوزير الخارجية العراقي ومسؤولين في البرلمان إلى جانب لقاءات مكثفة مع قيادات طائفية في وقت تسعى الأمم المتحدة لاستئناف المشاورات اليمنية.

ونشرت وسائل الإعلام العراقية تسجيلاً مقتضباً لاستقبال قيادات في مليشيات الحشد الشعبي، لوفد الحوثيين، وأطلقت خلال اللقاء شعارات طائفية وتهديدات من قبل القيادي في الحشد الشعبي “أبو عزرائيل” ضد السعودية، وتوعده بالانتقال للقتال إلى اليمن.
ويظهر في التسجيل الذي نشره -أيضاً- تلفزيون العالم الإيراني، أبو عزرائيل وهو قيادي بمليشيا كتائب الإمام علي التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مهدداً السعودية “سنأتي لليمن إليكم.. وأين تفرون يا سعوديين..”، وسط ضحكات الحاضرين بينما بدت علامات الارتياح على الوفد الحوثي.
حسب وسائل الإعلام العراقية فقد التقى الوفد الحوثي بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيستاني، وزعماء عدد من الفصائل والميليشيات الشيعية الموالية لإيران.
وتقاتل قوات الحشد الشعبي وهي ميليشيا شيعية (طائفية) إلى جانب قوات العبادي الحكومية وتتهم بجرائم طائفية وعرقية بشعة.
ويحاول الحوثيون الحصول على ضغط دولي موازي لما تحصل عليه الحكومة اليمنية الشرعية، ما يمثل الاعتراف (الجزئي) لدول العالم بالمجلس السياسي الذي تم تشكيله مع حزب الرئيس اليمني السابق عنواناً عريضاً لذلك الضغط.
وقال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في تصريحات تلفزيونية وتابعه “يمن مونيتور” إن ما فعله الحوثيون في زيارة بغداد سعيا للحصول على اعترافات بمجلس سياسي أحادي يتناقض مع قبول ومناقشة مبادرة كيري، مضيفا أن المبادرة إذا استنفدت “أتوقع أن تحسم السعودية الصراع بما ينفع الشعب اليمني”.
ومضى يقول إن الحوثي وداعميه هم أفراد ناشطون في التنظيم الدولي الإيراني، وغير مستبعد أن يذهب الانقلابيون إلى دمشق وبيروت وطهران للتأكيد على ما يسمى المجلس السياسي.
وذهب خاشقجي إلى أن استقبال بغداد الرسمي لن يجعل منها لاعبا مهما في اليمن، لكن المحرك الأساسي لما يجري في المشهد يدل “للأسف” على انقسام طائفي مرده تنظيم دولي موهوم بإحياء الأصولية الشيعية، لافتا إلى أن السعودية لو أغفلت عينها لوجدت مليشيات أبو الفضل العباس والنجباء وغيرها تقاتل وتقتل في اليمن، كما حصل في سوريا حيث تُقتل الأغلبية العربية السنية.
أما الباحث السياسي اليمني ياسين التميمي فقال إن الزيارة استثمار للفراغ، إذ لم يستطع وفد الحوثيين العودة إلى صنعاء فأرادوا القول إن لهم وزنا، ومن ثم تسويق أنفسهم سياسيا.
غير أن اليمن -في رأيه- ليس هو المستهدف من خلال رسالة بغداد، بل الرياض، وذلك على خلفية الأزمة المحتقنة بينهما بسبب قضية السفير ثامر السبهان.
وعليه، فإن الرياض -كما يضيف- تتعرض لابتزاز سياسي من المنظومة المرتبطة بإيران، وأن وصف وزير الخارجية العراقي المجلس السياسي للحوثيين والمخلوع صالح بأنه “خطوة موفقة” هو شبه اعتراف، ولن يذهب رسميا أبعد من ذلك.
وعرج التميمي على الواقع الميداني في اليمن قائلا إنه يتباطأ بما لا يمكن فهمه، وإن المسار العسكري لو تقدم لما تجرأ الحوثي على زيارة بغداد، كما سيمنع تطور ابتزاز المنظومة الإيرانية إلى مدى أبعد من ذلك.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى