أخبار محليةفنون

محمد الحاوري.. السخرية في مواجهة أزمات اليمن

يمن مونيتور/ العربي الجديد

في مقطع فيديو ساخر انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر الممثل اليمني محمد الحاوري متقمصاً شخصية الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح خلال إحدى القمم العربية. قلد محمد الحاوري لهجة صالح المعروفة عند إلقاء خطاباته، إذ أظهر براعة في تجسيد نبرة صوته وحركات جسده، ما جعل البعض يعتقد أنّ صالح هو المتحدث الحقيقي. في هذا الفيديو، يوجه الحاوري خطابه إلى الزعماء العرب، مهاجماً زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي.

من ترامب إلى القذافي

هذا الفيديو ليس الأول من نوعه للحاوري، إذ قلد العديد من الشخصيات السياسية الأخرى، مثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والعديد من القيادات الحوثية الأخرى. يهدف الحاوري من خلال هذا الأداء إلى إيصال رسائل سياسية، يعتقد أنّ الفن وحده قادر على إيصالها إلى الجمهور.

ولد محمد علي الحاوري (40 عاماً) في محافظة صنعاء، وتخرج من كلية الإعلام في جامعة العلوم والتكنولوجيا. وقد اكتشف موهبته في التقليد منذ الصغر، إذ بدأ بتقليد والده ومعلميه، ثم انتقل إلى تقليد شخصيات معروفة مثل الإعلامي اليمني الراحل يحيى علاو.

كانت الثورة الشعبية في اليمن عام 2011 نقطة تحول في حياة الحاوري، فقرر استخدام موهبته لخدمة المواقف السياسية التي يؤمن بها، وبدأ بتقليد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ورموز نظامه. ومع انقلاب الحوثيين في سبتمبر/أيلول 2014، اختار استخدام فنه لمواجهة الانقلاب، فأصبحت غالبية أعماله تنتقد سياسات الحوثيين.

وفي حديثه لـ”العربي الجديد”، يقول محمد الحاوري: “رأيت أن وضعنا في اليمن غير مستقر، وشعرت بواجبي في إيصال رسالة عبر موهبتي لكشف زيف السياسيين الذين يكذبون على الشعب اليمني”. ويضيف: “للفن دور كبير في خدمة القضايا الوطنية، فهو يستطيع إيصال الرسائل بطريقة فنية تجعل حتى من يختلف معك في الرأي السياسي يعجب بفنك وتقمصك للشخصيات”.

وعن دور الفنانين اليمنيين في الأزمة، يشير الحاوري إلى أن بعضهم اختاروا الحياد، مؤكداً احترامه لقناعاتهم. لكنّه يرى أنّ الوضع في اليمن استثنائي، معتبراً أن الفن وسيلة لإيصال رسالته الوطنية.

محمد الحاوري بين الفن والسياسة

محمد الحاوري الذي ينتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح، يوضح أن الفن قد تأثر بسبب السياسة، لكنّه يصر على تقديم الواقع كما هو، من دون تجريح أو إساءة. يقول الحاوري: “بدأت تقليد السياسيين خلال ثورة 2011، ولم أتعرض للتهديد حينها، لكن بعد تقليدي لزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، تلقيت تهديدات بالتصفية الجسدية، ما أجبرني على مغادرة اليمن لفترة قصيرة، وعدت بعدها إلى مأرب”. ويؤكد الحاوري أنه بعد انتهاء الحرب سيسخِّر موهبته لمعالجة القضايا الاجتماعية وتطوير فنه.

من جانبه، يرى الكاتب الصحافي حسن عناب أن العنف الذي يسود اليمن يدفع الناس للجوء إلى السخرية للتخفيف عن أنفسهم والتعبير عن آرائهم تعبيراً غير مباشر، معتبراً أنّ الحاوري يمثل مدرسة في الفن اليمني، ويضيف أنّ تحولات البلاد دفعت الحاوري لتوظيف موهبته بشكل ناقد وساخر، مما جعله يتميز في هذا المجال.

كما أشار الناقد محمد الصراري إلى أن تجربة الحاوري تعكس لجوء الشعوب المقهورة إلى السخرية وسيلةً لقهر الظلم، مؤكداً أنّ الفنان استطاع جذب انتباه الجميع، حتى خصومه السياسيين، من خلال أسلوبه الفريد في تقليد الشخصيات وتفنيد سياساتهم بأسلوب لاذع وساخر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى