عبد الله البردوني.. قصيدة عمودية تجمع اليمن
مثّل الشاعر اليمني عبد الله البردوني ( 1929 – 1999)، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله السابعة عشرة، حالة خاصة في المشهد الشعري العربي، على مستويات متعدّدة؛ إنسانية وأدبية وسياسية.
يمن مونيتور/ هدى جعفر:
مثّل الشاعر اليمني عبد الله البردوني ( 1929 – 1999)، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله السابعة عشرة، حالة خاصة في المشهد الشعري العربي، على مستويات متعدّدة؛ إنسانية وأدبية وسياسية.
كان صاحب مجموعة “من أرض بلقيس” الصوت اليمني لجيل من الشعراء العرب الذي رفعوا أصواتهم عالياً في صراعات الحرية والعدالة. ورغم أنه أصرّ على القصيدة العمودية بقافيتها وأوزانها العروضية كشكل، إلا أنه عرف “كيف يمدّها بطاقات المعاصرة”، كما قال عنه الناقد المصري محمد محمود رحومة في دراسة له عن أشعار البردوني بعنوان “الدائرة والخروج” (1993).
امتاز المنجز الشعري للبردوني بقربه من هموم بلاده وآلامها وإنسانيتها، حيث استطاع انتزاع المعاني من البيئة المحلّية اليمنية وتطويعها في النص الفصيح، وقد عُرف عنه كثرة استخدامه للمفارقات اللغوية، إضافة إلى قدرته على صياغة القصص شعراً.
من موقعه كشاعر صار منذ الستينيات معروفاً خارج بلاده، لعب البردوني أدواراً في الحياة السياسية اليمنية؛ إذ حاول أن يكون صوتاً شعرياً لمطالب الجماهير التي تتحرّق للانعتاق من جور الأنظمة السياسية التي تناوبت على حكم اليمن.
كان البردّوني عرضة لسلسلة من الانتهاكات من قبل نظام علي عبد الله صالح، تمثّل ذلك بالحجر على كتبه وقصائده غير المطبوعة، إضافة إلى إجراءات مالية واجتماعية تعسّفية.
اليوم، بات البردوني من الرموز القليلة التي تُوحّد اليمنيين في ظل الانقسامات الكثيرة التي تخيّم على البلاد جرّاء الصراع المسلّح فيها، هو الذي يزوره بعض المثقّفين من حين إلى آخر في مرقده في مقبرة “خزيمة” في صنعاء.
–