عبد الله نعمان.. “الفضول” عاشق اليمن
عبد الله نعمان شاعر وصحفي ووزير يمني تغنى في قصائده الوطنية بقضايا بلاده وشعبه فألهب مشاعر اليمنيين
يمن مونيتور/الجزيرة نت
عبد الله نعمان شاعر وصحفي ووزير يمني تغنى في قصائده الوطنية بقضايا بلاده وشعبه فألهب مشاعر اليمنيين. كان من رواد الحركة السياسة والثقافية فألف النشيد الوطني اليمني، وشارك في تأسيس “حزب الأحرار اليمنيين”، كما أصدر صحيفة “الفضول” التي تعتبر أول صحيفة يمنية سياسية شاملة.
المولد والنشأة
ولد عبد الله عبد الوهاب نعمان (اسم الشهرة “الفضول”) يوم 1 ذي الحجة سنة 1335هـ الموافق 17 سبتمبر/أيلول 1917، في بلدة ذبحان بمحافظة تعز اليمنية.
نشأ في مسقط رأسه وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على أبيه، ثم على يد ابن عمه، وتلقى شيئا من العلوم في مدينة زبيد على يد الشيخ عبد الله المعزبي الذي يعد من أشهر علماء المدينة. أنجب 11 ولدا وأربع بنات.
الوظائف والمسؤوليات
عمل عبد الله نعمان مدرسا في المدرسة الأحمدية بمدينة تعزّ في 1941-1944، وبعدها صار مدرسا للغة العربية في مدرسة بازرعة بعدن.
اعتزل عبد الله نعمان الوظيفة عام 1946 وتفرغ للعمل الصحفي وكتابة المقالات والشعر في جريدة “صوت اليمن” الناطقة باسم الجمعية اليمنية الكبرى، كما كانت له مقالات سياسية في جريدة “فتاة الجزيرة” يوقعها باسم “يمني بلا مأوى”.
التجربة الشعرية والسياسية
بدأ عبد الله نعمان ينظم الشعر وهو في العشرينيات من عمره، فكتب عددا من القصائد السياسية التي مثلت الانطلاقات الأولى له، ومنها قصيدة حيا بها المساجين في 1944 وكانت سببا في هروبه بعد ذلك إلى عدن، وفيها قال يخاطبهم:
سيروا فما الأغلال في أعناقكم ** إلاّ لمجدكم العظيم شعـــــــــــــارُ
كان نعمان كاتبا سياسيا من الطراز الأول وشاعرا متمكنا بثقافته العربية والإسلامية التي انعكست في كل قصائده وفي معارضاته الشعرية.
كتب قصائد سياسية ساخرة راقية انتقد فيها نظام الحكم في اليمن (المملكة المتوكلية اليمنية سابقا)، وهاجم الكثير من الظواهر الاجتماعية والسياسية السلبية في عدن والمحميات.
بعد فشل “ثورة الدستورية” 1948 في تثبيت النظام الدستوري في الشطر الشمالي من اليمن وإعدام قادة الانقلاب الذين كان من بينهم والده، فر نعمان إلى عدن حيث أصدر في ديسمبر/كانون الأول 1948 صحيفة “الفُضُول” التي كانت من المحطات المهمة في حياته.
اشتهر نعمان عدها في الأوساط الأدبية باسم صحيفته حتى طغى لقبه على اسمه، وكان ينادى باسم “الفضول” وأسرته باسم بيت “الفضول” وأبناؤه بأنهم أبناء “الفضول”.
استمرت الصحيفة في الصدور خمس سنوات، وكانت تصدر كل نصف شهر وأحيانا مرة واحدة في الشهر، إلى أن قامت سلطات الاحتلال البريطاني في عدن آنذاك بإغلاقها في نهاية 1953 بعد رفض تجديد ترخيص إصدارها.
رغم قصر عمر الصحيفة ومحدودية أعدادها، فإنها تعد من أشهر الصحف في تاريخ الصحافة اليمنية نظرا لدورها الرائد في التاريخ السياسي اليمني المعاصر، مما جعلها أول صحيفة يمنية سياسية شاملة.
بعد إغلاق صحيفة “الفضول” هجر نعمان الشعر والكتابة فترة قصيرة، وظل يتنقل ما بين عدن وشمال الوطن، ثم بدأ يعاود كتابة الشعر الغنائي، ومن أوائل قصائده “دق القاع دقه” و”عدن عدن”.
اعتقل نعمان عام 1966 مع مجموعة من السياسيين في “سجن الرادع” أثناء وجود القوات المصرية في اليمن 1962-1967، وذلك لمعارضتهم التدخل المصري في الشؤون اليمنية.
استأنف كتابة الشعر الوطني والسياسي وهو في المعتقل، فكتب أولى قصائده السياسية وعنوانها “أرض المروءات”، وفيها شكوى لمصر مما يفعله بعض أبنائها بالشعب اليمني.
غادر عبد الله نعمان المعتقل عام 1967 وعُين 1969 وزيرا للإعلام في حكومة عبد الله الكرشمي التي لم تستمر سوى أشهر، ثم مستشارا لرئيس المجلس الجمهوري لشؤون الوحدة بين شطريْ اليمن، نظرا لخبرته بأحوال جنوب اليمن.
بقي في هذا المنصب حتى وافته المنية، وخلال هذه الفترة تفرغ للشعر والأدب، وكوّن مع الفنان أيوب طارش عبسي ثنائيا فنيا قدم الكثير من الأعمال الغنائية التي تمثل حضورا واسعا في وجدان الإنسان اليمني.
المؤلفات
لعبد الله نعمان كتاب “الفيروزة” وهو ديوان شعر فصيح صدر 1986 مع أن أشعاره الغنائية لا تزال مخطوطة، وكُتيب “المعرفة سلاح المعركة” غير أنه لم ينشر باسمه.
الوفاة
توفي عبد الله نعمان يوم 2 يوليو/تموز 1982 في مدينة تعز بسكتة قلبية.