زيارة الحوثي لعواصم التمدد الفارسي بغداد ولبنان، إضافة إلى عاصمة المشروع الطائفي طهران، ربما تعطي إشارة بأن المشروع الإيراني يقترب من تحقيق هدفه الأكبر “تقسيم زيارة الحوثي لعواصم التمدد الفارسي بغداد ولبنان، إضافة إلى عاصمة المشروع الطائفي طهران، ربما تعطي إشارة بأن المشروع الإيراني يقترب من تحقيق هدفه الأكبر “تقسيم العرب على مذهبين”، يكون فيها المذهب الشيعي التابع لإيران صاحب اليد الطولى في السياسة والحكم، وكل ما يمكن أن توصف به الزيارة هي أنها زيارة تضامن وتأكيد على وحدة المصير لشبيحة طهران، وكذلك أخذ التوجيهات مباشرة من الولي الفقيه، وهذا دليل على أن الانتماء العربي لم يعد له تأثير في رسم مصالح العرب بالمستقبل، فالعربي إما أنه بعثي وهذا تم اجتثاثه، وإما سني وهذا إرهابي داعشي، وإما مذهبي طائفي وهذا عمود المشروع الإيراني، إلغاء الهوية العربية مشروع إيراني يحظى بدعم غربي..
فعرب المشروع الفارسي تجرأوا كثيراً على الأرض والعرض والانتماء، والتعامل معهم بأنهم شركاء في الهوية هو أكبر إهانة للهوية، فالخيانة ليست اختلافاً في وجهات النظر، بل سقوط أخلاقي قذر مكانه الصحيح تحت الأقدام، وبما أن أغلب العرب اليوم لم يعد لهم أرض فأقدامهم أصبحت معلقة في رؤوسهم فأين ما يضع العربي قدمه يدوس على رأسه، مشروع إيران مشروع هوية ولن تتم هزيمته إلا بهوية مضادة، ولا سبيل للعرب في مقاومة كبرياء طهران إلا بكبرياء هويتهم العربية، أعرف أن البعض سوف يتندر ويسخر من العرب وهويتهم ومقاومتهم، وله على ذلك عشرات الأسباب، ولكن لنسأل أنفسنا ألم يهزم صدام حسين الفرس بمشروع عربي على رغم المآخذ الكثيرة على شخص صدام وسياسته، فبخبث فارسي تم إعدام العروبة بشخصية صدام، حتى سادت ثقافة أن كل دعوة عربية تعد مناصرة لدكتاتورية صدام، فحارب العرب انتماءهم من حيث لا يشعرون، ولو استفاد العرب من التاريخ لأصبحت شخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز لهم مرشداً، فالشهيد الفيصل لم يحارب العروبة بسبب خصومته مع عبدالناصر، بل فصل شخصية ناصر عن الانتماء العربي، وكان أثر ذلك الانتصار في حرب اكتوبر، فضرب الانتماء لا يكون إلا خيانة أو جنوناً، والعرب اليوم يعيشون الحالتين، فلنراجع أنفسنا قبل أن نفقد القليل المتبقي من هويتنا القومية، فقليلها أن تحركاً سيكون كافياً لهزيمة المشروع الإيراني..
العرب ضعفاء ومتمزقون ومتفرقون، ولم يعد هناك من سوء لم يصبهم، ولكنهم عرب ولم يتعرضوا لكل هذا الدمار لو لم يكونوا عرباً، من هذا السبب الذي توجد به النتيجة، تكون البداية للحياة الكريمة، صدام لم يهزم لأنه عربي هزم لأنه يريد أن تكون العروبة مجسدة في شخصه وكذلك عبدالناصر، فالمملكة اليوم تعمل نفس سياسة الملك فيصل مع العرب ولكن للأسف لا يوجد صدام أو ناصر لنتجاوز عن أفعالهم الشخصية ونأخذ منهم كرامة الهوية التي لا تموت ولكنها تتعرض للخيانة.
نقلا عن الرياض السعودية