ما وراء الرغبة “الحوثية” في زيارة بغداد ثم طهران ودول أخرى في الإقليم؟!
يحاول الحوثيون الحصول على ضغط دولي موازي لما تحصل عليه الحكومة اليمنية الشرعية، ما يمثل الاعتراف (الجزئي) لدول العالم بالمجلس السياسي الذي تم تشكيله مع حزب الرئيس اليمني السابق عنواناً عريضاً لذلك الضغط.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
يحاول الحوثيون الحصول على ضغط دولي موازي لما تحصل عليه الحكومة اليمنية الشرعية، ما يمثل الاعتراف (الجزئي) لدول العالم بالمجلس السياسي الذي تم تشكيله مع حزب الرئيس اليمني السابق عنواناً عريضاً لذلك الضغط.
وبناءً على هذا الهدف وصل وفد لجماعة الحوثي المسلحة إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة هي الأولى من نوعها، في وقت تسعى الأمم المتحدة لاستئناف المشاورات اليمنية.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الاثنين عن وصول الوفد الى بغداد في زيارة رسمية تستغرق لعدة أيام. وقال بيان صادر عن الوزارة العراقية إن الوفد اليمني قد التقي بوزير الخارجية ابراهيم الجعفري.
وأضاف البيان أن الجعفري أكد على الرفض القاطع للعراق “للتدخل العسكري في الساحة اليمنية”، ودعم العراق للحوار للتوصل إلى “الحلول السلمية حفاظا على مصالح الشعب اليمني.”
وأبلغ رئيس الوفد المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام في حديث لتلفزيون “BBC” من بغداد أن الزيارة تتم بناء على ما سماه بالتنسيق مع القيادة العراقية، وأنه والوفد المرافق له سيلتقون برؤساء الكتل الرئيسية في البرلمان العراقي وعدد من المسؤولين الحكوميين.
ويضم الوفد إضافة إلى عبدالسلام، و مهدي المشاط، وهو مدير مكتب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، فيما يترأسه يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم الجماعة.
وأوضح عبد السلام أن الوفد يضم ايضا ممثلي الجماعة في مشاورات السلام التي جرت مؤخرا في الكويت.
واضاف أن الزيارة تهدف إلى حشد الدعم للمجلس السياسي الذي أنشأته الجماعة مع حزب المؤتمر الشعبي العام، وبهدف الضغط لوقف الحرب الدائرة في البلاد.
وقالت مسؤول في جماعة الحوثي لـ”يمن مونيتور” إن الوفد سيتوجه بعد مغادرته بغداد إما إلى بيروت أو طهران وهي الزيارة الأبرز التي سيصلها الوفد حسب تعبيره.
المسؤول الحوثي أشار إلى كون زيارات أخرى إقليمية ودولية يتم التحضير لها تشمل روسيا وتايلاند والصين، لكنه أشار إلى إنه لا ردود بعد حول التنسيق هناك.
وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ”يمن مونيتور” إن عدة وفود للجماعة في عدة عواصم من بينها أوروبية تسعى لإيصال الوفد ولقاء المسؤولين فيها، أو الحصول على تأكيد بالاعتراف بالمجلس السياسي للحوثيين.
وتوجد في طهران فعلياً وفد لجماعة الحوثي منذ أيام علاوة على بقاءه لأشهر فيما كان وفداً للجماعة في موسكو وعقد لقاءات مع مسؤولين من الصف الثاني في وزارة الخارجية الروسية إضافة إلى أعضاء في مجلس “الدوما” والكنيسة الروسية واستمرت الزيارة قرابة أسبوعين.
ويحتاج وفد الحوثيين قبل الذهاب إلى طهران بالمرور بعاصمة عربية لها ثقل قومي لتبرير الزيارة اللاحقة إلى إيران.
ويتخوف مراقبون من أن هذه اللقاءات تنبع من رغبة إيرانية في تنفيذ التهديد الذي سبق وذكره علي ولايتي مستشار المرشد الأعلى بأن تحالف جديد في المنطقة يضم “صنعاء-طهران-بغداد- دمشق-بيروت” لمواجهة السعودية بمساندة روسية في إطار لعبة أكبر مع الولايات المتحدة التي تتذبذب سياستها في الشرق الأوسط، ومن شأن هذا التحالف أن يقوي المجلس السياسي للحوثيين ويدعم بقاءه في أي مفاوضات قادمه، ويؤسس لجدّل دولي وينقض قرارات دولية من بينها القرار (2216) بالسعي إلى قرار مماثل بدعوى مكافحة الإرهاب وهو ذات المبرر لإعلان علي عبدالله صالح فتح القواعد العسكرية اليمنية للقوات الروسية.
وتتحرك إيران بشكل أوسع في أوروبا فالأسبوع الماضي على سبيل المثال اقامت إيران-الحوثيون- مؤتمراً دولياً لمساندتهم في لندن حضره كما يقولون مسؤولين غربيين ومنظمات حقوقية وناشطين.
لن تنتج أي تحركات للحوثيين في الخارج أي جديد إن استطاعت الحكومة اليمنية والتحالف الإسراع في تحرير صنعاء وتعز أو على الأقل الجهة الغربية لليمن على البحر الأحمر، (حجة-الحديدة- تعز)، وإن تأخرت يخشى من تفاعل العوامل الدولية لعزّل الفعل العسكري في البلاد.