وسط تحذيرات من عودة الصراع المناطقي.. توتر أمني بين عدن وأبين على خلفية مليونية “عشال”
يمن مونيتور/ أبين/ خاص
يسود حالة من التوتر غير المسبوق بين الأجهزة الأمنية بمحافظتي عدن وأبين (جنوبي)، على خلفية مليونية “عشال” المُزمع إقامتها يوم غدٍ السبت في العاصمة اليمنية المؤقتة؛ للمُطالبة بالكشف عن مصير المقدم علي عشال الجعدني وجميع المخفيين قسراً في سجون تابعة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأمس الخميس، أعلن أمن عدن، قيادات وجنود في قوات التابعة للمجلس الانتقالي مطلوبين أمنيا في قضية في اختطاف وإخفاء المقدم عشال منذ الثاني عشر من يونيو الماضي.
وأوضح مدير أمن عدن، اللواء مطهر الشعيبي في خطاب متلفز، أن النيابة وجهت بالقبض القهري على يسران المقطري قائد قوات مكافحة الإرهاب بعدن ونائبه سامر الجندب وخمسة جنود آخرين يتوزعون على قوات مكافحة الإرهاب والحزام وأمن المنطقة الحرة.
وكشف أن المقطري والجندب غادرا إلى الخارج بعد أربعة أيام من الحادثة، مشيرا إلى توجيه وزارة الداخلية مذكرات للإنتربول الدولي لضبطهم من الدول التي يتواجدون فيها وتسليمهم للسلطات اليمنية، مؤكداً أن التحقيقات لا تزال مستمرة لضبط جميع المتهمين وتقديم للعدالة ومعرفة مصير المجني عليه.
محافظ عدن يوجه بمنع مليونية “عشال”
على إثر تلك التحقيقات، وجه محافظ عدن أحمد لملس، بمنع إقامة مليونية “عشال” المزمع إقامتها يوم غدٍ السبت الموافق 3 أغسطس؛ للمُطالبة بالكشف عن مصيره.
ووفقا للتوجيه، الذي اطلع عليه “يمن مونيتور” فقد تم إبلاغ وحدات تابعة للمجلس الانتقالي العسكرية بعدم السماح بإقامة الفعالية والتعامل مع أي محاولات، بحجة الكشف عن الجُناة وتحويل القضية للنيابة العامة.
من جانبها، عممت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تمسك بزمام الأمن في عدن ومحافظات جنوبية أخرى، برفع درجة الاستعداد واليقظة في معسكراتها وتعزيز الانتشار الأمني وعدم السماح لأي فعالية بالتظاهر في محافظات عدن ولحج وأبين وباقي المحافظات.
ووصف تعميم عمليات الانتقالي، قبائل أبين بـ”العناصر المشبوهة”.
أمن أبين يؤيد مليونية “عشال”
على الصعيد المقابل، أصدر أبو مشعل الكازمي مدير عام الأمن والشرطة بمحافظة أبين بيانا عاجلا يعلن فيه تعليق التواصل مع اللجنة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن.
وقال: “من هذه اللحظة نعلق أي تواصل باللجنة الأمنية بالعاصمة عدن، ولن تعترض قوات الأمن أي مسيرات سلمية تعبر عن رأيها في كشف مصير عشال”.
وأضاف: “لا يليق بالجهات العليا أن تسمي أبناء أبين بالعناصر المشبوهة، وهذا الأمر نرفضه رفضاً قاطعاً”.
تحذيرات قبلية
في السياق، حذَّر وكيل أول محافظة أبين ورئيس حلف أبناء وقبائل المحافظة، قوات المجلس لانتقالي من المساس بأبناء أبين أو التفكير بقمع مليونية “عشال” المُزمع إقامتها يوم غدٍ السبت في محافظة عدن.
واستنكر الشيخ الفضلي، في بيان وزعه مكتبه على وسائل الإعلام، وصف قبائل أبين بالعناصر المشبوهة في التعميم الصادر عن عمليات المجل الانتقالي، مشيداً بالوقت ذاته بموقف إدارة أمن أبين المشرف إزاء قضية “عشال” والطالبات بشأن الكشف عن مصيره في الوقت الذي تحاول فيه قوات الانتقالي التملص ورمي الجريمة على أحد قادتها واعتبار ما جرى حدثاً عابراً.
ودعا قبائل أبين وجميع الأحرار في الجنوب للمشاركة الفاعلة في مليونية “عشال” بساحة العروض صباح يوم غد السبت؛ للمطالبة بالكشف عن مصير عشال وجميع المختطفين في السجون السرية.
وأكد الفضلي أن “جريمة اختطاف الجعدني كانت القشة التي قصمت ظهر المجلس الانتقالي الذي ظل وطوال السنوات الماضية ينكر مسؤوليته عن انتهاكات حقوق الإنسان في الوقت الذي يفتتح فيه مزيداً من السجون السرية التي راح ضحيتها العشرات تحت التعذيب وفق إحصاءات منظمات حقوقية”.
المظاهرة مشروعة
بدورها، قالت الناشطة الحقوقية هدى الصراري، الجمعة، إن المظاهرة السلمية التي ينوي أبناء محافظة أبين إقامتها في العاصمة المؤقتة عدن مشروعة.
وأفادت في منشور بصفحتها على فيس بوك بأن المظاهرة مشروعة لأن البيانات التي صدرت من إدارة أمن عدن وأبين لو توضح مصير المخفي قسراً عشال.
وتابعت: طالما أن المظاهرة سلمية ومدنية مصرحة وحق بالأساس، للضغط على السلطات الأمنية ببذل مزيد من الجهود لمعرفة مصير الضحية وتحميل مسؤولية النتائج الذي سيؤول اليها كشف مصير عشال الجهة التي ارتكبت الجرم والأشخاص المنفذين والسلطة التي يعمل تحت مظلتها جهاز مكافحة الإرهاب، متسائلة في الوقت ذاته: فلماذا لا يٌسمح لهم بالتظاهر السلمي والتعبير عن آراءهم؟!
واختتمت منشورها بالقول: “هذه مسؤولية قانونية وأخلاقية، تمس النظام والأمن وقضية رأي عام، ستكشف الكثير من الحقائق فيما يخص ملف الاغتيالات والاخفاء القسري منذ 2015 حتى اليوم”.
ومضى أكثر من شهرين على اختطاف الضابط عشال الجعدني، من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية في عدن من الكشف عن مصيره على الرغم من انتشار فيديو يوضح مكان اختطافه من قبل مسلحين في مدينة التقنية بتاريخ 12 حزيران/يونيو الماضي؟
يأتي ذلك، تحذيرات صادرة من منظمات المجتمع المدني من عودة الصراع المناطقي بمستوى غير مسبوق في حال لم يتم احتواء القضية، وكشف مصير المختطف، وإغلاق جميع السجون والمعتقلات السرية، وتوحيد قرار الوحدات العسكرية والأمنية وتوحيدها قبل كل ذلك تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، وقبل ذلك استعادة الدولة لمهامها.