اخترنا لكمتراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

هل تخرج اليمن من “لعبة البوكر” الأمريكية-الروسية؟

يتزايد قلق مراكز الدراسات والبحوث الغربية حول تدخل عسكري روسي في اليمن وتحويلها ضمن “لعبة البوكر” بين واشنطن وموسكو. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
يتزايد قلق مراكز الدراسات والبحوث الغربية حول تدخل عسكري روسي في اليمن اعتماداً على دعوة من الرئيس اليمني السابق، والذي من الممكن أن يحول البلاد التي تعيش “صراعاً” إلى ساحة حرب جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، لتكون اليمن ضمن “لعبة البوكر” بين واشنطن وموسكو.
وما زاد الاستياء الغاضب للولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة هو الشيء المذهل الذي أتى لروسيا من البلد على لسان رئيسه السابق علي عبدالله صالح الذي قال إن “المجلس السياسي”، الذي شكل مؤخراً باستطاعته العمل مع روسيا لمحاربة الإرهاب وذلك عبر السماح لموسكو باستخدام القواعد العسكرية في البلاد.
وما جعل الإعلان يجلب الانتباه أكثر هو أن علي صالح الذي أطاحت به ثورة  2011 كان من أكبر الحلفاء للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. وقد تحدث إلى قناة “روسيا 24” التابعة لدولة روسيا قائلاً إن اليمن مستعدة لمنح موسكو أحقية الوصول إلى قواعدها الجوية والبحرية.
قال علي صالح أثناء مقابلة له في صنعاء، “في معركتنا ضد الإرهاب سنقدم كافة التسهيلات ونحن على استعداد لتقديم مطاراتنا وموانئنا للاتحاد الروسي”.
وفي حين أن هذا الرجل القوي سابقاً ربما يفتقر إلى النفوذ لتنفيذ مثل هذا العرض، تذكر “رويترز” بأن مسؤولين من الحزب الذي يرأسه الآن يقودون المجلس السياسي الذي يسيطر على معظم أنحاء البلاد جنباً إلى جنب مع المتمردين الحوثيين الموالين لإيران”.
وقد جاء هذا العرض بعد 48 ساعة من حديث مسؤولين أمريكيين لـ”رويترز” بأن وزارة الدفاع الأمريكية قد سحبت موظفيها من المملكة العربية السعودية الذين كانوا ينسقون مع الحملة الجوية بقيادة السعودية في اليمن. وأيضاً خفضت وبشكل حاد عدد موظفيها في أماكن أخرى حيث كانوا يساعدون في ذلك التخطيط، وتم تعيين أقل من خمسة أشخاص من الولايات المتحدة وبدوام كامل لخدمة “خلية التخطيط المشتركة والموحدة” والتي تأسست في العام الماضي لتنسيق دعم الولايات المتحدة والذي تضمن إعادة تزويد الطائرات الحربية بالوقود جواً وتبادل المعلومات الاستخبارية المحدودة وذلك نقلاً عن المتحدث في البحرية الأمريكية في البحرين لرويترز، الملازم “إيان ماك كنافي”.
 
موسكو لن تضحي بعلاقتها مع الرياض
حسب مركز ستراتفور الاستراتجي -المخابراتي- الأمريكي في خضم تحليل عن اليمن، تابعه “يمن مونيتور” فإن احتمالات تدخل روسيا في اليمن ضئيلة، فلا يمكن -حسب المركز- من تضحية موسكو بعلاقتها مع الرياض وواشنطن من أجل تدخل في اليمن قد لا يعنيها بشكل محوري رغم التوقعات الكثيرة بأن تدخل موسكو يأتي من أجل الضغط على السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.
وأشار السفير الأمريكي لدى اليمن في مقابلة صحافية أن التدخل الروسي في اليمن مستبعد، مستنداً إلى بيان لسفراء من 18 دولة من بينها روسيا التي ساندت محادثات الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية بياناً يدين “الإجراءات غير الدستورية من جانب واحد في صنعاء”.
 
امتعاض الكرملين
موقع “منت برس نيوز” الإخباري يرى غير ذلك، ويقول إن الحضور الروسي خال من المضمون خصوصاً مع النجاح الدبلوماسي مؤخراً في تركيا وإيران. ومن خلال توسع بوتن في الشرق الأوسط ترسل رسالة للمملكة العربية السعودية مفادها بأن أي هجمات سعودية في اليمن قد تثير أمتعاض الكرملين الذي أصبح قوة عسكرية مهيمنة بشكل متزايد في المنطقة خصوصاً مع الوجود العسكري في سوريا وإيران وربما قريباً في تركيا واليمن.
وأضاف الموقع في تحليل له تابعه “يمن مونيتور” فما حصل في اليمن جاء بعد خمسة أيام من انضمام الصين للحرب السورية معلناً انها ستقدم المساعدات والتدريبات العسكرية لنظام بشار الأسد. وهذا يعتبر انحيازا إلى جانب رؤية روسيا في مستقبل سوريا وربما المنطقة باسرها.
 
الموقف الروسي الرسمي
ونقلت وكالة أنباء روسية عن مصدر عسكري رفيع قوله إن بلاده ليس لديها أي خطط لاستخدام قواعد جوية في اليمن؛ مؤكدةً أنها لن تتدخل في اليمن من أجل إعادة علي عبدالله صالح إلى السلطة.
وقالت الوكالة الرسمية ( RBTH ) في تصريح المسؤول الذي لم تكشف عن هويته إن “نقل الطائرات إلى اليمن ليس فقط صعباً ولكن أيضاً سنحتاج إلى القوة العسكرية لحماية جنودنا، ومثل هذا القرار سيكون متهوراً ومن شأنه أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل السياسية والعسكرية”.
ولكن أيضاً إذا لاحظنا التحرك الروسي في اليمن فسنجده مرتبط بسوريا، فبعد يوم من تحرير حلب من النظام السوري الذي تؤيده موسكو حضر دبلوماسي روسي احتفالاً أقامه الحوثيون وصالح للمجلس السياسي الذي أدانته روسيا في نفس الوقت.
 
اليمن لعبة البوكر الخطرة
في رصد مخابراتي أمريكي لتحرك الروسي في اليمن يرى خلاف ذلك، فموقع “ليما تشارلي”، المتخصص بالحرب والأمور العسكرية ويديره قدامى المحاربين يرى إنه إضافة العمليات التي تقوم بها روسيا والولايات المتحدة الدبلوماسية والتكتيكية على حد سواء والتي تسعى إلى موقف مع الولاءات السعودية والإيرانية، فإن ماهو أكثر وضوحاً من أي وقت مضى أن المجتمع الدولي يلعب لعبة البوكر في المنطقة، عالية المخاطر وأن البلاد، وشعبها، لا يمكن أن يرى دلائل تذكر على التوصل إلى سلام.
وقال الموقع في تحليله إن المشاركة الروسية في الملف اليمني بدأت تتوسع وتنخرط بشكل أكبر في تحالف (الحوثي-صالح) وتشكيل حكومة جديدة لهذا التحالف من أجل التوسع في نفوذها في شبه الجزيرة العربية وإنشاء قاعدة أكثر حزماً في دول الخليج بشكل عام. على سبيل المثال، كانت روسيا قد رفضت التصريح لمجلس الامن الدولي بإلقاء بيان “دعما للعملية السياسية” في 3 اغسطس، وهي لغة حاسمة بشكل علني داعمة للحركة الحوثي.
واعتمد التحليل الذي اطلع عليه “يمن مونيتور” إلى رؤية الخارجية الروسية التي حثت الأطراف في 11 أغسطس لإيجاد أرضية مشتركة في اليمن وإيقاف وقف إطلاق النار، وفي 15 أغسطس حضر “أوليغ درموف”، القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء لمجلس (الحوثي-صالح)، وأشار إلى أن هذا المجلس يعتبر “سلطة واقعية” يوسع القاعدة الشرعية الشعبية له.
ويشير الموقع إلى حجم زيادة العلاقات الروسية الإيرانية في الملفات الإقليمية إضافة إلى الصين، يساهم فعلاً في تحدي أي علاقات مماثلة بعد التقارب مع تركيا.
والجمعة، ألتقى جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بسرجي لافروف وزير الخارجية الروسي وبحثا اتفاقاً للحل في سوريا، بعد يوم من إعلان كيري (الخميس 25 أغسطس) من مبادرة للحل في اليمن؛ وحسب كيري فإن هناك اشبه باتفاق بشأن سوريا مع الروس لكن يحتاج إلى المزيد من المراجعة والدراسة.
لايبدو أن روسيا ستتقدم في اليمن بخطوة جديدة مالم يتم افشال المسار السياسي في سوريا، مع تقدم المعارضة لـ”الأسد”، أيضاً باستمرار فشل الوصول إلى مشاورات يمنية وزيادة فوبيا “القاعدة” و “داعش” في البلاد، ستتحرك روسيا لتقطف ثمار تراجع السياسة الأمريكية والقوة العسكرية للتحالف والحكومة الشرعية.
 
 توضيح:

لعبة بوكر: يقوم اللاعبون بتكوين يد من خمسة من الأوراق وفقا لقوانين معدة سلفاً والتي تختلف باختلاف نوع البوكر. هذه الأيدي تكون وفق ترتيب مشترك في جميع أنواع البوكر، اللاعب الذي يحصل على أعلى يد في الترتيب يكسب الجولة وأعلى ترتيب يدعى رويال فلاش، وهو عبارة عن خمسة أوراق من نفس العلامة متتالية و تختلف رويال فلاش عن استريت فلاش . هذا الترتيب يستخدم أيضا في بعض ألعاب الأوراق الأخرى و البوكر نرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى