في البلدان التي يعشش فيها بوم الحروب ليلتقط الذكور دون الإناث وقوداً للمحارق، تكون فيها المرأة التي لن تذهب للمعركة هي الضحية الأكثر شقاء و الجانب الضعيف الذي تستند عليه الحرب بكل ثقلها ووطأة بؤسها.
في البلدان التي يعشش فيها بوم الحروب ليلتقط الذكور دون الإناث وقوداً للمحارق، تكون فيها المرأة التي لن تذهب للمعركة هي الضحية الأكثر شقاء و الجانب الضعيف الذي تستند عليه الحرب بكل ثقلها ووطأة بؤسها.
فهي التي ستبقى كشاهد قبر لتدفن كل الموتى ممن تحبهم، الأخ والأب و الابن والزوج وحتى الخطيب.
هي التي ستتجرع أوجاع الحزن والفقد واللوعة وخوف الفقد أيضاً تلك المشاعر التي يصبح الموت بجوارها رحمة.
هي التي كتب عليها أن تقف كل مرة مودعة لشخص لا يعود، أو لتبكي شخصا سيأتي دوره في الذهاب.
هي التي ستتحمل مهام الرجل الذي كان أباً أو زوجاً أو أخاً بجوار مهامها كامرأة؛ ستبقى لتتعرض للإذلال ومهانة الحاجة حين لا تجد معيلاً يجنبها السعي وراء الرزق أو يكفيها مشقة الحياة فلا دولة ترعى أسر الشهداء والمجتمع الذي دفع عائلها للشهادة في أي طرف لن يلتفت لها أو لحاجتها بل هو المجتمع الذي سينساها حال دفن قتيلها.
وهي التي ستبقى سلعة يتوارثها القناديل بعد الزنابيل تفضلا بعد أن يفتديهم عائلها بروحه.
و أخيراً هي التي ستظل بلا زوج أو حبيب، فكل رجال القرية ذهبوا للزواج بالحور العين .
هكذا هي المجتمعات التي خلفتها الحروب تصبح نسائية بعد أن يفنى ذكورها كحصاد طبيعي للقتال.
وليست مأساة سوريا ببعيدة عنا، حين راجت فكرة الزواج باللاجئات السوريات بأرخص التكاليف، فهن في نظر المجتمعات الآمنة مجرد لاجئات لا يطلبن سوى الستر والمأكل و المأوى..
وهكذا هي المرأة في كل حرب مجرد سبي للأقوى، سواء كان هذا الأقوى هو الفقر والجوع أو الحال الذي يفرض وضعا مأساويا تحياه المرأة رغما عن أنفها، قد تتعرض فيه للاستغلال بشتى الطرق من مجتمعات تغلبها الجهالة وتتقلص فيها الرحمة و يغفل فيه الجميع عن تقلبات الدهر.