صدامات بمعسكر إسرائيلي
يمن مونيتور/ غزة/ وكالات:
اقتحم محتجون إسرائيليون معسكر سدي تيمان بعد التحقيق مع جنود متهمين بتعذيب أسرى من غزة، وعبرت شخصيات حكومية وبرلمانية إسرائيلية عن تضامنها مع الضالعين في التعذيب.
وكانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية أوقفت 10 جنود من المعسكر للتحقيق معهم في تهم تعذيب أسرى من غزة.
وردا على الخطوة حصلت صدامات في معسكر سدي تيمان بالنقب بين محققين وجنود من وحدة متهمة بالتنكيل بالأسرى.
دعا رئيس حزب العمل الإسرائيلي اليساري يائير غولان، إلى سجن أعضاء الكنيست (البرلمان) الذين شاركوا باقتحام قاعدة “سديه تيمان” العسكرية في النقب جنوبا، متّهمًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”تشكيل مليشيات مسلحة” داخل الجيش.
وفي وقت سابق الاثنين، اقتحم مئات المتظاهرين الإسرائيليين المحسوبين على تيار اليمين، ومن بينهم جنود ملثمون ومسلحون، معسكر “سديه تيمان”، احتجاجًا على اعتقال الشرطة العسكرية جنودا متهمين بالاعتداء الجنسي على معتقل فلسطيني من غزة.
وشارك في اقتحام المعسكر، وزير التراث المتطرف عميحاي إلياهو عضو الكنيست عن حزب “عوتسما يهوديت”، والذي شوهد وهو يهتف: “الموت للإرهابيين”، في إشارة لعشرات المعتقلين الفلسطينيين داخل المعسكر.
كما شارك في عملية اقتحام المعسكر عضوا الكنيست تسِفي سوكوت (من حزب الصهيونية الدينية)، ونيسيم فاتوري (من الليكود)، وفق صحيفة “هآرتس”.
ومنتقدا ذلك، قال رئيس حزب العمل في منشور على منصة “إكس”، مساء الاثنين: ” يتحمل نتنياهو المسؤولية المباشرة عن إنشاء ميليشيات مسلحة كل هدفها تقويض أسس حكم القانون والجيش والقيم الديمقراطية الإسرائيلية”.
وأضاف غولان: “نتنياهو كان ولا يزال يشكل خطرا واضحا وملموسا على مستقبل وأمن البلاد”.
وفي السياق ذاته، قال غولان في حديث للإذاعة العامة الإسرائيلية: “ما رأيناه اليوم يشكل تهديدا كبيرا للديمقراطية الإسرائيلية”، وفق تعبيره.
وأضاف: “إنها محاولة لتحويل الجيش الإسرائيلي إلى ميليشيا مسلحة”.
وتابع غولاني: “المسؤولون المنتخبون (أعضاء الكنيست) الذين اقتحموا سديه تيمان يجب أن يذهبوا إلى السجن”.
من جهتها، قالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن “قانون حصانة أعضاء الكنيست” لا يمنحهم القدرة على دخول قواعد الجيش الإسرائيلي دون تنسيق مسبق وموافقة القادة”.
وأوضحت: “بحسب لغة القانون، يتمتع أعضاء الكنيست بحرية التنقل الكاملة في أي مكان في البلاد، على ألا يكون منطقة خاصة، ما لم يكن الحظر أو التقييد لأسباب تتعلق بأمن الدولة أو سر عسكري”.
من جانبه، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، قاصدًا نتنياهو دون التصريح باسمه: “من يُدخل المجرمين إلى حكومته، فلا ينبغي أن يُفاجأ عندما يفقد السيطرة عليهم”.
ولم يعلق نتنياهو حتى الساعة 17:00 (ت.غ) على اقتحام المتظاهرين الإسرائيليين ومن بينهم جنود مسلحون لقاعدتين للجيش الإسرائيلي.
وبعد نقل الجنود الإسرائيليين المتهمين بالاعتداء جنسيا على فلسطيني من غزة إلى معسكر “بيت ليد” (وسط)، حيث تستجوبهم الشرطة العسكرية، حاول مئات المتظاهرين مجددا اقتحام المعسكر المذكور وتمكنوا من تجاوز بوابته الأولى.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية كشفت النقاب عن أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة، لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، ما استدعى قيام الشرطة العسكرية بفتح تحقيق.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة في سجن “سديه تيمان”، وعادة تدعي السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر دون نتائج ملموسة.
لكن وزراء ومسؤولين إسرائيليين دافعوا عن هؤلاء الجنود المعتدين.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي من حزب “الليكود” إيلي كوهين في منشور على “إكس”: “علينا جميعا أن نحتضنهم ونحيّيهم، وليس بالتأكيد أن نستجوبهم ونذلهم”.
أما وزير الأمن القومي من حزب “القوة اليهودية” اليمين المتطرف إيتمار بن غفير، فقال في بيان إن “مشهد ضباط الشرطة العسكرية وهم يأتون لاعتقال أفضل أبطالنا في سديه تيمان ليس أقل من مخزٍ”، وفق تعبيره.
فيما قال حزبه “القوة اليهودية” في بيان: “وزراء وأعضاء كنيست من كتلة القوة اليهودية يتجهون الآن إلى سديه تيمان، مطالبين بوقف الاعتقال المشين لجنود الجيش الإسرائيلي هناك”.
بدوره، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية من الليكود، يولي أدلشتاين عبر إكس: “لن أستسلم لمشهد اليوم في قاعدة سديه تيمان، إن الوضع الذي تقوم فيه الشرطة العسكرية الملثمة بمداهمة قاعدة للجيش الإسرائيلي أمرٌ غير مقبول بالنسبة لي ولن أسمح بحدوث ذلك مرة أخرى”.
وأضاف أدلشتاين: “جنودنا ليسوا مجرمين وهذه المطاردة الدنيئة لجنودنا غير مقبولة بالنسبة لي”.
من جهته، أعاد يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، مشاركة منشور على “إكس”، عن الشرطة العسكرية يقول فيه: “إنهم يكرهون الجنود كثيرًا، إنهم يحبون الأعداء كثيرًا، يجب تفكيك هذه المؤسسة المناهضة للصهيونية وإعادة تجميعها”.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “مواجهات اندلعت بين الجنود ومحققي الشرطة الإسرائيلية بعد وصولهم إلى السجن”.
ونقلت القناة (12) الخاصة عن الجيش الإسرائيلي قوله: “في أعقاب الاشتباه في إساءة معاملة أحد المعتقلين الذي كان محتجزًا في مركز الاحتجاز في سدي تيمان، تم فتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية بأمر من مكتب المدّعي العام العسكري”.
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدّمته مؤسسات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن “سديه تيمان” سيئ السمعة، حيث يتعرض معتقلون فلسطينيون من غزة لتعذيب وإهمال طبي.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيداً وجريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.