أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

الضربة الإسرائيلية تعزز موقف الحوثيين على طاولة محور إيران

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

منحت مشاركة جماعة الحوثي بهجمات البحر الأحمر ترسيخ نفسها كطرف أكثر أهمية في محور إيران الإقليمي، وترسخ الهجمات الإسرائيلية على الحديدة وجود الجماعة داخل المحور وهو هدف سعى إليه الحوثيون منذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

وقُتل 9 يمنيين على الأقل وأصيب عشرات آخرين بهجوم الاحتلال الإسرائيلي على مدينة الحديدة غربي البلاد يوم السبت ما أثر غضباً محلياً وعربياً على الاحتلال. في أول هجوم للاحتلال معترف به على الأراضي اليمنية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ولعب الدعم الإيراني دوراً بارزاً في تمكين الحوثيين، وقد تعمق هذا التحالف في الأشهر التسعة الماضية. ومع استمرار إسرائيل في قصف غزة، إلى جانب المناوشات شبه اليومية مع حزب الله على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية ، فتح الحوثيون جبهة جديدة بالتنسيق مع حلفائهم داخل “محور المقاومة” المناهض للولايات المتحدة، لكن أهداف الحوثيين الداخلية وراء تدخلهم في هذه الحرب.

ومنحت هجمات البحر الأحمر حركة الحوثيين مقعداً رئيسياً في طاولة محور المقاومة التابع لإيران، بعد أن اعتقدت الجماعة أنها تُدفع بعيداً منذ اتفاق العاشر من مارس 2023 بين السعودية وإيران برعاية صينية. قدم الحوثيون نفسهم كفاعل رئيسي يمكن لحصولهم على القدرات والتكنولوجيا العسكرية من النظام الإيراني أن يكونوا أفضل من حزب الله في لبنان الذي بنته إيران من الصفر، واعتمدت عليه كمركز إقليمي للنفوذ الإيراني وتأثيره في السياسات الإقليمية. وهو ما يؤكده الحوثيون منذ بدء هجماتهم في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

تعاون مع حلفاء إيران

وكتب توماس جونو، الأستاذ بجامعة أوتاوا، على موقع اكس (X): “إن رد إسرائيل على الحوثيين لن يردع الجماعة المسلحة. بل على العكس من ذلك، فإنه يمنح الحوثيين مكسبًا دعائيًا وذريعة لمزيد من القمع للمعارضة”.

ومن خلال تعزيز العلاقات مع حلفاء إيران في سياقات إقليمية أخرى، أظهر الحوثيون درجة غير مسبوقة من التنسيق والتعاون الاستراتيجي بين الحلفاء المسلحين بإيران-كما يقول محللون.

وكتبت أمل سعد، المحاضرة في العلوم السياسية بجامعة كارديف، على موقع X بعد الهجوم الحوثي: “هذا التصعيد المشترك ليس مجرد رد على الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان الليلة الماضية، والتي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، ولكنه يبدو أيضًا أنه رد استراتيجي على محاولات نتنياهو نسف محادثات وقف إطلاق النار قبل زيارته للولايات المتحدة الأسبوع المقبل ” .

ويقول الباحث اليمني المقيم في إسطنبول نبيل البكيري «لا شك أن الحوثيين برزوا كقوة في المنطقة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تحالفهم مع إيران وحزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقي».

وأضاف البكيري أن الهجوم الأخير يشير إلى مدى نجاح الحوثيين في تعزيز موقفهم داخل المحور الإقليمي الذي تقوده إيران ضد إسرائيل، وأن دعم طهران جعل الهجمات على إسرائيل والتجارة في البحر الأحمر ممكنة.

التنسيق مع فصائل إيران

وقال جون فينتون هارفي الصحافي والمحلل في شؤون المنطقة: إن الحوثيين لديهم طموحاتهم الداخلية الخاصة وقد يكونون أقل اعتمادًا على طهران مقارنة بحلفاء آخرين، مثل حزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقية.

وأضاف: ومع ذلك، سعى الحوثيون بشكل استباقي إلى وضع أنفسهم ضمن “محور المقاومة”، بما في ذلك على المستوى الثنائي مع حزب الله ووكلاء إيران في العراق.

ومن الجدير بالذكر أن الحوثيين عززوا علاقاتهم مع الفصائل المدعومة من إيران في العراق من تلقاء أنفسهم، مثل الزيارات الثنائية . وفي استعراض لهذه العلاقات، زعم الحوثيون في 2 يوليو/تموز أنهم استهدفوا حيفا في إسرائيل من خلال هجوم مشترك مع مجموعات مقرها العراق، بعد أن استهدف الحوثيون في وقت سابق سفنًا إسرائيلية في ميناء حيفا.

وكتب عدنان الجبرني الصحفي والباحث الذي يتابع الجماعات المسلحة التابعة لإيران في مركز صنعاء للدراسات: ليس من المستغرب أن تسعى طهران إلى تعزيز التآزر بين حلفائها، ولكن ما يلفت النظر هو اندفاع الحوثيين إلى الإعلان عن التعاون الثنائي علناً، نظراً لوضعهم الجديد نسبياً كفاعل عسكري إقليمي”.

ونقل الجبرني تقريره عن مصادر قولها إن الحوثيين عززوا علاقاتهم مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحلفائهم في العراق في مارس/آذار من هذا العام لتنسيق العمليات البحرية الإقليمية وسط حرب غزة.

أجندة الحوثيين السياسية

ويحاول الحوثيون أن يظهروا انفسهم قوة جديدة في المنطقة، إذ لم يكونوا منفتحين حول أجندتهم السياسية، وشكل الدولة بعد الحرب وعلاقتهم الخارجية. لكنهم يرون أن مقارنتهم بحزب الله غير صحيحة. حيث قال عبدالملك العجري القيادي في الجماعة إنه جماعته ستكون “أقوى وأكبر” من نظيرتها اللبنانية (التابعة لإيران) لأن الحوثيين سيكونون “اللاعب الرئيسي وصاحب المصلحة الرئيسي” في اليمن.

وعادة ما يقارن الحوثيون قوتهم ونفوذهم وخططهم ليكونوا قوة إقليمية في المنطقة بالقوة الإيرانية. وخلال سنوات الحرب استنسخ الحوثيون النظام الثوري بما في ذلك المؤسسات العسكرية الموازية. وهو ما يجعلهم يمتلكون نظرية لتصدير ما يطلقون عليها في 21سبتمبر/أيلول 2014 إلى بلدان المنطقة.

ونشر “يمن مونيتور” تقريراً في ابريل/نيسان الماضي يشير إلى طموح الحوثيين بأن يكونوا قوة جديدة في المنطقة، ومنطلق لحركات محور المقاومة التابع لإيران بدلاً من لبنان حيث حزب الله اللبناني.

تغيّر عمليات السابع من أكتوبر/تشرين الأول في غزة، ديناميكيات المنطقة. ومن المؤكد أن خارطة إقليمية آخذة بالظهور على وقع اليد الأمريكية والغربية المرتعشة الداعمة للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، وتحقق إيران نقاطاً أكبر في المنطقة لكنه في النفس الوقت يختبر إيران وخيارات خامنئي التي تمنع وصول الحرب إلى الوطن. وإذا كان هناك شيء واحد نشاهده منذ يوم السابع من أكتوبر فهو أن حدثاً واحداً يمكنه أن يغيّر الكثير من السياسات ويدفع إلى حرب إقليمية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى