“الحسم العسكري” في اليمن وحيداً على طاولة الرباعية الدولية
تشهد مدينة جدة السعودية الأربعاء والخميس المقبلين اجتماعين منفصلين الأول سيشمل وزراء خارجية مج التعاون مع وزيري بريطانيا والولايات المتحدة فيما سيخصص يوم الخميس، اجتماعًا للجنة الرباعية (السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا)، وسيصب معظم النقاشات في الاجتماعين في الملف اليمني، بحضور وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني بوريس جونسون.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
تشهد مدينة جدة السعودية الأربعاء والخميس المقبلين اجتماعين منفصلين الأول سيشمل وزراء خارجية مج التعاون مع وزيري بريطانيا والولايات المتحدة فيما سيخصص يوم الخميس، اجتماعًا للجنة الرباعية (السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا)، وسيصب معظم النقاشات في الاجتماعين في الملف اليمني، بحضور وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني بوريس جونسون.
ويبدو أن اجتماع الرباعية سيحدد ملامح المشهد اليمني في الأيام القادمة، في ظل التطورات الجديدة في البلاد، عقب اعلان المجلس السياسي للحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق ونيته إعلان حكومة، والتقدم السريع للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة التحالف العربي في صنعاء وتعز ومحافظة حجة؛ واستعار الهجمات على الحدود السعودية ومقتل العديد من المدنيين السعوديين والمقيمين في أعلى معدل منذ بدء عمليات التحالف في مارس/آذار العام الماضي.
كان آخر اجتماع للرباعية (السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا) في 20 يوليو/تموز الماضي، في وقت كانت المشاورات اليمنية تتجه نحو طريق مسدود، بعدها بأيام رفض الحوثيون-صالح التوقيع على رؤية أممية من أجل حل الأزمة في البلاد، في وقت وقعها الوفد الحكومي، وأعلن عن رفع المشاورات لمدة 30 يوماً، (ستنتهي قريباً).وجاء في نص البيان، الصادر وقتها، “آن الأوان للتوصل لاتفاق في الكويت”، وبحثوا تسلسل اتفاق محتمل، مؤكدين على أن الحل الناجح يشمل ترتيبات تتطلب انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة ومناطق أخرى، واتفاق سياسي يتيح استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وتشمل الجميع. (تشبه تقريباً الرؤية التي رفضها الحوثيون).
وأشار الوزراء إلى ضرورة ألا يهدد الصراع في اليمن دول الجوار، كما دعوا إلى الإفراج غير المشروط والفوري عن جميع السجناء السياسيين، واتفقوا على البقاء على اتصال وثيق في الأسابيع المقبلة دعما للجهود بقيادة الأمم المتحدة لأجل التوصل لاتفاق.
البحث عن حل سلمي أكثر صعوبة
يعتقد الوزراء الأربعة أن الحوثيين تسببوا بانسداد التوصل إلى حل سياسي في البلاد، فالخارجية البريطانية اعتبرت “المجلس السياسي الذي أعلنه الحوثيون والمؤتمر الشعبي العام غير دستوري ويتحدى الدستور اليمني، ويقوض عملية السلام”. فيما قال سفراء الدول الـ 18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن، إن تلك الخطوات “تجعل البحث عن حل سلمي أكثر صعوبة”، وتقود إلى “المزيد من الانقسامات في اليمن ولن تعالج مشاكله السياسية والاقتصادية والأمنية”. وبالمثل قالت المملكة العربية السعودية بأن “البحث عن حل سلمي أكثر صعوبة”، ويدعو سفراء العالم بما فيها التحالف إلى دعوته إلى الالتزام بمرجعيات الحل السلمي في اليمن المتمثلة في مبادرة دول مجلس التعاون الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بما فيها القرار 2216 .
والجمعة قال مسؤولون أمريكيون لوكالة “رويترز”، إن الجيش الأمريكي سحب من الرياض مستشارين عسكريين كانوا يشاركون في تنسيق عمليات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وإنه قلص بشكل حاد عدد المستشارين الذين يشاركون في تقديم المشورة للحملة من أماكن أخرى. لكن التحالف قلل من هذه الخطوة.
ويأتي الاجتماع فيما تتحرك دبلوماسية الحكومة اليمنية مجرية عدة لقاءات مهمة، بالتزامن مع انطلاق عمليات عسكرية لتحرير ما تبقى من أراضي البلاد، وتضييق الخناق على مصادر تمويل جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق. وحررت قوات الجيش والمقاومة اليمنية مناطق جديدة، الأيام الأربعة الماضية، مواقع استراتيجية في جبهات صنعاء والجوف وتعز.
وتخوض الحكومة اليمنية عدة مواجهات محتدمة في معارك مختلفة في أكثر من 21 جبهة ضد المسلحين الحوثيين شمال ووسط البلاد، إضافة إلى معارك تحرير ضد تنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوبي البلاد. ومنذ بداية أغسطس/ آب الجاري، فشِل الحوثيون في تحقيق أي تقدم في الجبهات الداخلية، وسط تقدم للقوات الحكومية في مختلف الجبهات، بشكل ثابت ومتوازن.
ومنذ الإعلان عن تعليق المشاورات اليمنية لمدة شهر في 6 أغسطس/آب الحالي، تصاعدت التصريحات من داخل التحالف العربي والحكومة اليمنية بشأن حسم المعركة عسكرياً بعد أن فشلت الجهود السياسية.
ووصل نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر (الرجل القوي في الجيش طوال عقود) إلى محافظة مأرب بعد وصول قوات عسكرية وتعزيزات كبيرة للمحافظة من أجل تحرير صنعاء من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق؛ مع حديث وتسريبات أن الأحمر وهو رجل قبلي نافذ استطاع الوصول إلى تسوية مع زعماء العشائر في طوق صنعاء.
الموقف الحوثي من اجتماع الرباعية
الحوثيون هددوا باستخدام روسيا لوقف ما سيخرج به اجتماع الرباعية، وقال المحلل السياسي القريب من جماعة الحوثي، عبد الوهاب الشرفي: في حال تعاملت الرباعية الدولية، مع الملف اليمني من خارج مجلس الأمن، فإن خطوات رد الفعل تجاه أي فعل تقوم به الرباعية قائم بقوة، إن لم يكن اكيد.
و أشار الشرفي تصريحات صحافية إلى أن النظام العالمي يفرض على الشرق والغرب التصرف تجاه أي ملف يتعلق بالأمن و السلم الدوليين من خلال مجلس الأمن.
وأضاف زاعماً، أن روسيا لن تسمح للرباعية الدولية بانتهاك النظام العالمي والتصرف من خارج مجلس الأمن تجاه ملف اليمن؛ لأنها معنية مباشرة بالدفاع عن حضورها العالمي.
ترغب بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية إغلاق الحرب اليمنية للأبد بعد الحملة التي يخوضها مشرعون في الكونغرس ضد الرياض في اليمن كما تُدار انتقادات عنيفة من حكومة الظل البريطانية للمملكة بسبب استمرار الحرب منذ 17 شهراً، ولذلك ووفق انسداد الأفق السياسي في البلاد، فلم يعد للأطراف الدولية سوى الحسم العسكري السريع لوقف التجاذبات خصوصاً أن صالح قدم عرضاً بفتح القواعد والمطارات اليمنية لـ”موسكو” ما يزيد من تعقيد ملفات الشرق الأوسط.