اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

اليمنيون الذين تقطعت بهم السبل في أرض الصومال (2/2) (تقرير مصور)

نبحث في الجزء الثاني من التقرير الذي يترجمه “يمن مونيتور” عن ” اللاجئون بعمق” (Refugees Deeply) حول اللاجئين اليمنيين في أرض الصومال في كيفية أن هؤلاء اللاجئين أصبحوا جزء من نضال لاعتراف دولي بهذه المنطقة المنفصلة تاركينهم في مأزق محرج. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ ترجمة خاصة/ من عادل هاشم
نبحث في الجزء الثاني من التقرير الذي يترجمه “يمن مونيتور” عن ” اللاجئون بعمق” (Refugees Deeply) حول اللاجئين اليمنيين في أرض الصومال في كيفية أن هؤلاء اللاجئين أصبحوا جزء من نضال لاعتراف دولي بهذه المنطقة المنفصلة تاركينهم في مأزق محرج.
تستطيع “أسماء نيباه” تحدث لغة هذا البلد الذي بحثت فيه عن ملجأ. لقد نشأت في اليمن وكانت زوجة أبيها صومالية، وكفتاة شابة فقد تعلمت هذه اللغة المميزة عبر البحر الأحمر.
والآن فقد هربت جدة بنفسها من مدينتها الأم “عدن” خلال العام الماضي بعد وفاة حفيدتها من مرض قابل للشفاء بسبب انهيار النظام الصحي في اليمن تقول بأن العديد من المستشفيات في هذا البلد الخليجي قد اُحرقت وأن المستشفيات التي مازالت تعمل خطيرة نظراً لاختباء الجنود فيها.

وللوهلة الأولى ف”أرض الصومال” ليست كبقية الدول ولأنها منفصلة عن الصومال لم يتم الاعتراف بها من المجتمع الدولي وأيضا لأنها واحدة من أفقر الأماكن على وجهه الارض لذلك فلا تعتبر مكانا مناسبا للجوء. ولكن تاريخها وحضارتها متشابك جداً مع اليمن وهذا ما كان واضحاً في “أسماء” وحفيداتها الذين مازالوا على قيد الحياة، كما كان الحال بالنسبة لكثير من اليمنيين الآخرين تماماً.
ويضيف التقرير الذي يترجمه “يمن مونيتور” عن “اللاجئون بعمق” (Refugees Deeply) من المألوف أن يجد اللاجئون أنفسهم في بلدان فقيرة فهناك ما نسبة 80% من اللاجئين في العالم قد لجئوا لدول نامية، ولكن أن تكون لاجئ في أرض الصومال فهذا امر معقد للغاية. وعلى الرغم من طموحات أرض الصومال في أن تصبح دولة مستقلة حيث الاستقرار الذي لا يتواجد في الصومال. فالانفصال في الشمال بعيد من أن يحصل على اعتراف دولي. وبطبيعة الحال فانعدام الصفة القومية لهذا البلد يؤثر على جوانب الحياة وبقائها ككل.

وصلت غالبية اللاجئين اليمنيين لأرض الصومال في ميناء بربرة المدمر ومن هناك كان يجب عليهم ان يشقوا طريقهم الى العاصمة هرجيسة حيث ينتظرهم مدير عام إدارة الهجرة ” محمد علي يوسف” الذي أوضح بأنه لا توجد قواعد بيانات ولا حواسيب آلية وان كل شيء يتم بشكل يدوي. ويقول “حسن عمر” وهو صومالي من أصل كندي ويعمل كمستشار لإدارة الهجرة هناك بأنه وبالكاد يملكون الاستيعاب لأنفسهم فقط.
لا أحد هنا يناقش المجازر التي فر منها اليمنيين مثل “أسماء”. يقول يوسف “هناك تدمير شامل في اليمن ويواجه المدنيين أسلحة متطورة حيث لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم”. ومع ذلك فقد وجد اللاجئين أنفسهم قد سُحبوا الى معركة الاعتراف باستقلال أرض الصومال. ما يقارب من نصف القادمين من اليمن تبدوا اشكالهم من أصول صومالية، وبموجب قوانين الوكالة التابعة للأمم المتحدة للاجئين فهؤلاء ليسوا لاجئين وانما عائدين الى أوطانهم الأصلية، وقد اعترضت الحكومة في أرض الصومال هذا بشدة. وهذا لا يعني فقط بأن هؤلاء اللاجئين لن يحصلوا على أي من مساعدات الأمم المتحدة وأن هذا يمثل عبئاً على إدارة مفلسة، بل هو تذكير بعدم الاعتراف بأرض الصومال كدولة.
وتقول الحكومة في “هرجيسة” بأن حاملين هذه الأصول في الصومال هم في الأصل قادمين أجانب في أرض الصومال ويجب معاملتهم كلاجئين وليس كعائدين لأوطانهم. في الوقت الذي تضغط حكومة أرض الصومال بحججها على الأمم المتحدة على أمل تحقيق نصر رمزي، ينتظر كثير من الفارين اليمنيين وسط حالة من عدم اليقين.

يقول “نزار فوازي” رئيس الجالية اليمنية وهي مجموعة محلية لدعم اللاجئين “أن هذه الحُجج لا ينبغي أن تصرف الانتباه عما يجري في اليمن حيث هرب “نزار” من العاصمة صنعاء بعد استهداف منزلة بصاروخ. وأضاف بأن اليمن ممتلئة بالعديد من نقاط التفتيش والقناصة ولقد أصبحت المجازر كشيء روتيني حتى خارج المدن وأضاف قائلاً “لا يمكنك القول بانك في أمان في أي مكان في اليمن”.
بدأ الصراع في اليمن منذ شهر سبتمبر/ أيلول 2014م عندما سيطرت قوات المتمردين الحوثيين بعد تحالفهم مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على صنعاء وبعد ذلك غادر الرئيس عبدربه منصور هادي الى مدينة عدن بدعم من المملكة العربية السعودية. بداء الصراع على شكل تمرد ولكن أصبح الآن صراع كامل وسط تزايد عدد النازحين داخل البلاد الى 2.5 مليون ولا وجود لمؤشرات سلام قريبة.

تم إنشاء مشروع الجالية اليمنية في الأصل للمهاجرين اليمنيين القادمين لأرض الصومال، ومنذ افتتاح المشروع فقد تمحور ليكون شبكة دعم لهؤلاء اللاجئين. ويقول فوازي ” بعض النفقات أتكفل بها من جيبي الخاص ولن نرفض أي مساعدات”. يعيش “نوازي” في “هرجيسة” في بيت غير متماسك مع حمامين وتلفزيون مسطح مع 22 من أفراد الأسرة الآخرين، وقد تمكن من تنظيم مرور لعائلته كما فعل عمة وشقيقه الذي كان يعمل مهندساً في اليمن.
هناك مخاوف أمنية محلية ودولية من تدفق اللاجئين من اليمن لأنها قد تستخدم كغطاء لأعضاء المجموعات الإرهابية لدخول الى القرن الأفريقي حيث تنشط حركة الشباب. ويقول علي يوسف ” نحن بين حركة الشباب وتنظيم داعش وأيضا تنظيم القاعدة ولابد أن نحذر من القادم حتى وإن كانت جماعة أصولية.
وحتى الآن على ما يبدو فأن معظم المدنيين اللاجئين والعائدين مصابين بصدمات نفسية، خاصة العائلات التي فيها أطفال صغار مثل عائلة “سالم” البالغ من العمر 13 عاماً عندما انفجرت قنبلة يدوية في وجهه صديقة الذي التقطها بينما كانوا يلعبون.
 
الجزء الأول:
اليمنيون الذين تقطعت بهم السبل في أرض الصومال (1/2) (تقرير مصور)
المصدر الرئيس للجزء الثاني:
Yemeni Refugees Caught Up in Somaliland’s Struggle for Nationhood

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى