غياب وسائل الاتصال يعوق العمل الإنساني في اليمن
تشكل صعوبة الاتصالات، أحد أبرز المعوقات التي تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، حيث تغيرت بيئة الاتصالات والتنسيق الأمني في البلاد منذ بدء الحرب في شهر أبريل/نيسان 2015، عقب سيطرة التحالف العربي على كامل المجال الجوي والبحري، وسيطرة مسلحي الحوثي (أنصار الله) والرئيس السابق علي عبد الله صالح على مساحات جغرافية واسعة شمالاً. يمن مونيتور/صنعاء/العربي الجديد
تشكل صعوبة الاتصالات، أحد أبرز المعوقات التي تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، حيث تغيرت بيئة الاتصالات والتنسيق الأمني في البلاد منذ بدء الحرب في شهر أبريل/نيسان 2015، عقب سيطرة التحالف العربي على كامل المجال الجوي والبحري، وسيطرة مسلحي الحوثي (أنصار الله) والرئيس السابق علي عبد الله صالح على مساحات جغرافية واسعة شمالاً.
ويقول مصدر في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، إن “العمليات الإغاثية تواجه نقص معدات الاتصالات، مع عدم إمكانية وصول المنظمات إلى المناطق المتضررة”، مشيراً إلى أن “ضعف قدرات المنظمات في مجال الاتصالات الأمنية تحديداً أفضى إلى فشلها في إقناع جماعة الحوثي، خاصة في تعز، بكسر القيود الأمنية المفروضة على تنقل موظفي الإغاثة وإيصال الإغاثة إلى المتضررين من المدنيين”.
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد”، وجود مراكز اتصالات هاتفية وإلكترونية متصلة مباشرة بالأقمار الصناعية تتوزع على أربعة مواقع فقط في البلاد، وهي لا تكفي بسبب انتشار العنف على معظم الأراضي اليمنية.
وفي ظل الحرب القائمة، يظل دعم المجتمع الدولي ضعيفا في تزويد هذه المنظمات بالتقنيات الأساسية الخاصة بالاتصالات السلكية واللاسلكية، من أجل تنسيق العمل الإغاثي وتسهيل عملياتها في المناطق المتضررة من الحرب التي ينقصها وجود البنى الاتصالية التحتية وتغطية الترددات لشركات الاتصال الحكومية والاستثمارية، لاسيما في المناطق الريفية والتي تحتضن العدد الأكبر للنازحين.
وأكد تقرير حديث لبرنامج الأغذية العالمي، المزود للخدمة اللوجستية في قطاع الاتصالات، أن الاتصالات الإنسانية تواجه عددا من التعقيدات، بينها شح معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية في السوق المحلية، وصعوبة استيراد هذا النوع من المعدات من الخارج.
وأشار التقرير إلى أن إجراءات التخليص الجمركي المطولة في مرافئ جيبوتي واليمن، بالإضافة إلى صعوبة نقل وتوزيع معدات الاتصالات في أنحاء البلاد، أدت إلى تفاقم مشاكل الاتصالات وتنسيق العمل الإغاثي، مضيفا أن المنظمات الإنسانية تعاني من العجز عن الوصول إلى بعض المناطق مثل مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ومحافظة تعز، وأنها “تسعى لتخفيف التحدي الأخير عن طريق نشر خدمات الاتصالات الأساسية في مواقع آمنة أخرى يتواجد فيها النازحون”.
وكان تصاعد الصراع قد أثّر على جميع المحافظات اليمنية، بحسب التقرير، “وأصبح المدنيون يتحملون وطأة العنف الذي تسبب في ارتفاع عدد السكان المحتاجين إلى مساعدات إنسانية إلى 22 مليون شخص، يمثلون 85 في المائة من إجمالي عدد السكان، بحسب البنك الدولي”.
ويقود برنامج الأغذية العالمي أنشطة اتصال تشمل إنشاء وتطوير والحفاظ على خدمات الاتصالات الأمنية للمنظمات، وتوفير الخدمات المشتركة لربط الإنترنت، ومحطات شحن الطاقة الشمسية لتشغيل الإنترنت، والتنسيق وتبادل المعلومات في هذا القطاع بين المنظمات.
ومنذ مارس/آذار 2015، اعتمدت مجموعة الاتصالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة على مكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة ومنتدى المنظمات غير الحكومية الدولية، قبل أن تغلقها مليشيا الحوثي نهاية الشهر الماضي.