هل ستكون المفاوضات الجارية هي الفرصة الأخيرة للتهدئة في قطاع غزة؟، أم مجرد حلقة ضمن الحلقات المفرغة التي تدور فيها لعبة حرب إبادة بلا طائل أو نتائج عملية!.. ربما هذا التساؤل هو الأهم في العالم أجمع. فمنذ «طوفان الأقصى»، ينشغل الجميع بالحرب الإسرائيلية الغاشمة على القطاع، وساند الغرب والولايات المتحدة إسرائيل في بداياتها، إلى أن تراجع دعمهما تدريجيا مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية والبرلمانية والجامعية في الخارج، ما أثر على متخذي القرار في أوروبا وأمريكا، وتنامى الأصوات بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين.
إسرائيل جعلت من غزة بئر وقود مشتعل دائما بحجة تحرير رهائنها في ظل تشدد مواقف نتنياهو، وهو ما يجعل مفاوضات وقف حرب الإبادة البشرية على المحك، فرئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال يرفض وقف الإبادة على أمل تحرير المختطفين والقضاء على حماس، رغم صعوبة ذلك، فحماس ليست مجرد حركة مقاومة وإنما فكرة، والفكرة لا تموت ويصعب القضاء عليها في مدى زمنى قصير. هذا رغم ما يردده الإعلام الإسرائيلي والأمريكي بأن حماس قررت التخلي عن السلطة في غزة وعن شرط وقف دائم لإطلاق النار. ومع ذلك يتخوف مسئولون أمنيون إسرائيليون من أن نتنياه وسيعرقل أي محادثات لوقف الحرب حفاظا على حكومته اليمينية الإرهابية.
أزمة نتانياهو الحقيقية مع جيشه الذى كره الحرب وخسائرها العسكرية وليست مع حماس، ونراه وقد صدع أدمغتنا بأن إسرائيل على وشك القضاء على حماس نهائيا، بينما يؤكد دانيال هجارى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «إسرائيل تخطط لقتال حماس لـ 5 سنوات على الأقل».. وباغت هجارى محاوره من شبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية بسؤال وإجابته: «هل سنتحدث أنا وأنت بعد سنوات عن حماس؟.. الإجابة نعم».
نتنياهو أعمى بصر وبصيرة، ولا يستمع حتى لكبار القادة العسكريين السابقين، ومنهم إسحاق بريك الذى نقل عنه «الأهرام» تحذيره من رفض نتنياهو صفقة الرهائن الأخيرة مرة أخرى «فالأمر سيكون كقنبلة ذرية سقطت علينا وسنفقد الأسرى إلى الأبد، استمرار الحرب لن يحقق النصر بل ستكون هزيمة إسرائيل أكثر إيلاما، فنحن لم نستطع هزيمة حماس فكيف ننتصر على حزب الله».
أي حرب تفضى إلى منتصرين ومنهزمين، ولكن في حالة نتنياهو ستنتهى بهزائم فقط.
نقلاً عن صحيفة “الأهرام” المصرية