كتابات خاصة

قضية عشال قضية وطن

 

باختطاف المواطن علي عشال، وما اثير من عملية الاختطاف من غضب شعبي وقبلي، كشفت كل الاوراق، وفتحت الابواب المغلقة، على طريق فتح كل الملفات، في مشهد كانت تسوده الضبابية، وكنا نحذر من المخططات التي تحاك على الوطن والمواطن، حتى اصبحنا متهمين في نظر القائمين ومن سار على دربهم، يلتقط فتات ما يتساقط من فسادهم وثرائهم ، ويحرس بروجهم العالية.

لم يكن الجنوب بخير، فكان يُعد ان يشكلا مع الشمال مقصلة اعدام روح الدولة التي تخلقت من رحم الثورة الجنوبية وثورة الشباب، روحا كاد ان ينصف الجنوب وكل القضايا العالقة للأقليات في الشمال، لولا انقلاب الحوثي وتبعه انقلاب التحالف وادواته على الشرعية، الشرعية التي وفرت الارض الخصبة للجميع ان يكونوا شركاء بما فيهم المنقلبون، في حالة من الوعي لم تستوعبه تلك الجماعات، واتخذت منه فرصه لتسيطر وتتمكن وتعيش في الارض فسادا كأدوات لصراع اقليمي ودولي، تمكن من القضاء على الدولة وسلب السيادة وتحويل البلد لقاصر يشكل خطر على المنطقة يحتاج لوصاية.

فكانت الوصاة الاقليمية، التي تنفذ اجندات الصراع الدولي والصهيوني، وتدير ادوات العبث والجريمة، كان التركيز على عدن، وترك صنعاء للتخلف والمذهبية والسلالة تتكفل بها.

عدن التي سلمت في مؤامرة خطيرة مع عفاش على شكل تحرير، تحرير قادته دولة الامارات التي استطاعت ان تحرف بوصلة التحرير من الغزو الحوثي، لتحرير عدن من المقاومة الشرسة وابطالها المخلصين، لتعيد تموضع ادواتها.

وفعلا بدأت مرحلة من الاختطافات والمداهمات والتصفيات الجسدية، وشهدنا سفك للدماء وانتهاك للحرمات، وسجون سرية، راح ضحيتها افضل الكوادر والقادة، وكل من يرفض الوصاية، مرحلة تم تشكيل ادواتها بتشكيلات عسكرية بولاءات مذهبية مناطقية سلالية، ونفوذ قبلي وسلالي وقروي على حساب مشروع الدولة والوطن، وفي كل اتفاق يدعو لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة ، تعلن تلك القوى النفير على كل ما يمثل هذه الدولة، بإيعاز من الامارات التي لم تقدم للبلد غير ادوات الموت، ومشاريع الموت للأخر المختلف معها، بل مشروع الموت لكل من يفكر بالسيادة والارادة الوطنية، والحرية والتحرر من الوصاية.

قد يتعارض مع هذه الرؤية البعض اصحاب مشروع استعادة دولة الجنوب، وهي الدولة ذاتها التي ننشدها بقيم واخلاقيات النضال من اجل الحرية والتحرر من العبودية والاستبداد والطغيان، أي من منظومة دولة السلالة والطائفة والقبيلة والاقطاع والإمامة، من الوصاية الخارجية ، واين هي مؤشرات الدولة التي يراد صنعتها في الجنوب من قبل المخرج والوصي على البلد اليوم.

قضية على عشال نفضت الغبار من على المشهد اليوم لتتضح الرؤية، وبدأ الكثير يحس بإحساسنا ، ويتجاوب مع رؤيتنا، واليوم يتشكل راي عام قوي رافض للتدخلات الخارجية، لدولة الامارات التي شكلت اليوم الحضن الحامي لكل من اجرم بحق الوطن والشعب ، وكل متهم منذ خلية اغتيال الراوي مرورا باغتيال عبد الرحمن العدني، واغتيالات اللائمة ورجال الدين والعسكريين والسياسيين والصحفيين ، وآنتهاً باختطاف علي عشال، وقبله قائمة من الضحايا.

اصبح اليوم الموطن اكثر وعيا ولن تنطلي عليه مسرحية كبش الفداء الذي يعدها المخرج لبراءة ادواته ليعيدها للمشهد، شعبا فقد الثقة بتلك الادوات، وان عادة ستعود بالحديد النار تشعل الحرائق لتبقي الوطن تحت وصاية اسيادها مرتهن لأجنداته مسلوب السيادة والارادة، وهذا ما يرفضه الناس وسيضلون يقاومونه حتى يتحرروا، واذا الشعب اراد الحرية فلن يمنعه منها الا القدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى